أحمد الوعري معلقا على الهواء .. في الآرت هاوس
تعرض حاليا في صالة الآرت هاوس لوحات للفنان التشكيلي أحمد الوعري ويحمل المعرض عنوان “الآن” وفي جعبة الفنان أربعة معارض سابقة في حمص واللاذقية ودمشق، هذا الفنان الشاب قدم معرضه الجديد: “الآن أتقنت لغة البقايا، وتعلمت كيف أصنع غيمة وشمسا وحياة.. الآن أجلب من ذاكرتي كرسيا أفرش يوما جميلا يغطيني ساعة البرد، الآن أصنع من نقصي حلما.. أعتليه وأرقص، أجمع كل ضحكاتي مظلة تخفف عني السقوط.. الآن أنا بقايا ما كان يوما شاهدا أخيرا حيا”.
“الآن” هو حال مجسدة على لوحة معلقة مفروشة بالألوان وخبرة التصوير الواقعية التي يمتلكها الرسام المسكون بحالة لا تخلو من عزلة وفزع الفنان والأديب معا، وبحثه في لحظة حرجة يلتقط طرف خيط مربوط آخره بكأس مهددة بالسقوط أو يبحث في كفين مفتوحتين كسؤال، وفي الخلف ملامح آدمية تفعل فعل الكومبارس لهذا المشهد.. في هذا العالم المسرحي الصغير تحضر الدراما كثيفة وموجزة تكفي لهذا الفنان الشاب أن يقول جملته.
مجموعة من اللوحات المشهد فيها ينزل معلقا من الأعلى ويتكثف في آنية صغيرة أو كرسيا ناقص القوائم وربما صبية جميلة تداعب الوقت كأرجوحة لعطرها أو قرطها المربوط في الهواء، مشاهد توازي الحكاية القصيرة حيث لا مقدمات ولا خاتمة بل المعنى مباشرة وللمشاهد الحرية في البحث عن ما يرمي إليه ترددات هذا المعنى. يمكن تسميتها بالموتيفات الباذخة وقد شاهدنا مثل هذه التجربة من قبل لكن حيث اللوحة ترسم بمفهوم تختلط فيه كل أدوات التأثير البصري من خط ولون وحذاقة تصويرية تقارب الطباعة ولكن نحن اليوم في حضرة هذه “الآن” التي يقدمها أحمد الوعري مبشرا بقيمة جديدة تضاف إلى المشهد التشكيلي السوري، وتحسب في رصيد المعارض النوعية التي تشهدها العاصمة، وإن كان الحلم معلقا في الهواء! فنحن أمام “آن” جميلة.. إنها لغة الجمال والمجاز.
أكسم طلاع