حلب تحتض مهرجان القطن في دورته السابعة والخمسين
حلب-معن الغادري:
بعد توقف دام ثمان سنوات جراء الإرهاب، احتفلت حلب بمهرجان القطن في دورته السابعة والخمسين، وذلك في فندق شهباء حلب.
وتخلل حفل الافتتاح لوحات فنية وفلكلورية وعرض للمسرح الجوال، قدّم خلالها فقرات فنية تحاكي واقع زراعة القطن، وإتباع الطرق الحديثة في الزراعة والري والقطاف، والابتعاد عن استخدام المبيدات الكيماوية، واستخدام الأسمدة العضوية، كما تم تكريم الفلاحين والمزارعين الأوائل على مستوى القطر في عمليتي الزراعة والانتاج، وافتتاح المعرض التوثيقي لذاكرة المهرجان منذ انطلاقته عام 1954 وحتى الدورة الحالية، وتضمن المعرض صوراً حديثة وقديمة للمهرجانات وطوابع تذكارية وأصناف القطن المعتمدة، بالإضافة إلى صور من محالج القطن وعملية قطاف واستلام المحصول.
ومثّل المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء في افتتاح المهرجان وزير الزراعة والاصلاح الزراعي، المهندس أحمد القادري، الذي أكد أن الاحتفال اليوم بهذا المهرجان يأتي بعد توقّف دام ثماني سنوات فرضه وجود الارهابيين وتدنيسهم تراب هذه المدينة الصامدة، مضيفاً: هذا المهرجان اعتدنا على إقامته سنوياً في موسم القطاف منذ عام 1954 في حلب، مدينة الصناعة والتجارة والحضارة، مشيراً إلى أن القطن هو من أهم المحاصيل الاستراتيجية الداعمة لاقتصادنا الوطني، وهذا المحصول يتمتع بمواصفات تكنولوجية ممتازة وجودة عالية، مما يجعله مطلوب عالمياً، بالإضافة إلى أنه يشكّل مصدر دخل لشريحة واسعة من الفلاحين، وأهم سلع التصدير “محلوجاً ومغزولاً ومنسوجاً”، مبيناً أن محصول القطن يحظى بالاهتمام والرعاية، حيث تعتبر سورية من الدول القليلة في العالم التي تتواجد فيها كامل السلسلة الانتاجية، بدءاً من الزراعة وحتى التصنيع والتسويق، وتعتبر مدينة حلب من أهم المحافظات المنتجة والمصنّعة للكثير من الصناعات القطنية، مضيفاً: إن الوزارة تولي هذا المحصول الأهمية من خلال السعي لتطوير الانتاج وإقامة المؤتمرات والندوات العلمية والفنية لإيجاد الحلول للمشاكل والصعوبات التي تواجه عملية الانتاج، وأضاف: لقد استهدفت الحرب الارهابية الظالمة مساحات واسعة من محصول القطن ما ادى الى انخفاض الانتاجية، كما تضررت العديد من معامل الحلج والغزل والنسيج ما أثر سلباً على اقتصادنا الوطني، إلا أنه وبفضل الجهود المبذولة، وبدعم من الحكومة، بدأ هذا المحصول بالتعافي، وبالعودة إلى واجهة الزراعة والانتاج، والى مكانته الدولية المرموقة، وكل ذلك بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري، الذين قدموا أغلى التضحيات في سبيل عزة وكرامة الوطن.
وأشار الرفيق حسين دياب محافظ حلب، رئيس اللجنة العليا لمهرجان القطن، إلى أن حلب اليوم تتوشّح البياض، كما توشحت صموداً ونصراً، مبيناً أن حلب ستبقى مبعثاً للعلم والنور والإنسانية ورائدة في كافة المجالات وعاصمة للاقتصاد الوطني وعصية على الارهاب، وأضاف: يستعيد مهرجان القطن حياته وحيويته في دورته السابعة والخمسين بعد ثمان سنوات من التوقف القسري بسبب العدوان على سورية، مؤكداً أن دورة العمل والانتاج لن تتوقّف وهي مستمرة في مختلف مناحي الحياة، وخاصة في المجال الزراعي والمحاصيل الاستراتيجية الداعمة للاقتصاد الوطني، حيث يأتي القطن في المقدمة زراعة وتصنيعاً، وبما يعزز شعار “زرع في سورية.. صنع في سورية”، وبين أنه تم تنفيذ % 45 من الخطة الزراعية للموسم الحالي 2019 حيث تمّ زراعة 33285 هكتار من المساحة الاجمالية المقدرة بحوالي 73680 هكتار، منوهاً بأهمية إقامة هذا المهرجان لدفع عجلة الانتاج لمعامل الغزل والنسيج وشركات الزيوت وغيرها، بالإضافة إلى أنه، أي المهرجان، يشكل محطة ونقطة تحوّل للوقوف الموضوعي على واقع ومشاكل وصعوبات زراعة وتصنيع وتسويق هذا المحصول، مشيراً إلى أن المسؤولية جماعية ومشتركة لإعادة الذهب الابيض إلى نصاعته وشهبائه.
وبيّن المهندس معتز حمادين الابراهيم، نقيب المهندسين الزراعيين بحلب، أن المهندس الزراعي وقف جنباً الى جنب مع الفلاح في الحقل، وعمل بإخلاص وتفان، واعتمد البحث العلمي لتطوير الانتاج واكثار البذار، ما انعكس إيجاباً على المردود زراعة وانتاجاً، فيما لفت رئيس اتحاد الفلاحين في حلب عبدو ياسين العلي إلى أهمية الاحتفال بمهرجان القطن وتكريم الفلاحين الأوائل، ما يعطي حافزاً على العطاء والانتاج، مؤكداً حرص اتحاد الفلاحين على تقديم كل الدعم المطلوب للفلاحين وتوفير كل مستلزمات وأدوات الانتاج الزراعي للنهوض بالوطن وتدعيم روائزه زراعياً واقتصادياً، والمساهمة في مشروع إعادة الاعمار.
حضر حفل الافتتاح المهندس حسين عرنوس وزير الموارد المائية والمهندس رامي مرتيني وزير السياحة والمهندس معن جذبة وزير الصناعة والرفيق فاضل نجار أمين فرع حلب للحزب ومحافظ دير الزور عبد المجيد كواكبي وأحمد صالح الابراهيم رئيس اتحاد الفلاحين في سورية وحشد من الضيوف.
كما أقيم مساء أمس احتفالاً فنياً في فندق شهباء حلب أحياه نخبة من فناني حلب، فيما تشهد ساحة سعد الله الجابري صباح اليوم الجمعة عرضاً كرنفالياً لعربات متنقلة تتوشّح البياض تبرز أهمية محصول القطن وانتاج الفلاحين والمزارعين بلوحات فنية إبداعية.