رياضةصحيفة البعث

شبح الإصابات يلقي بظلاله على نجوم الدوريات الأوروبية مع بداية الموسم

 

تعاني أكبر أندية أوروبا من الإصابات المتكررة لنجومها، ولكن بنسب متفاوتة فيما بينها، فغالباً ما تكون نسبة الإصابات الأعلى للاعبين الأشهر في عالم كرة القدم، ويرجع ذلك إلى سببين رئيسيين: الأول بسبب طريقة التدريب ونوعه، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن كثرة التدريب تنعكس سلباً على مردود النجوم، وقدر “رايموند فيرهايين” مدرب اللياقة البدنية الهولندي الذي يقدم استشاراته لعدة أندية ومنتخبات مدة التدريب المثلى بـ 90 دقيقة من التدريب الموجّه يومياً، وإذا تم ذلك بشكل صحيح ستقل نسبة الإصابات الناتجة عن الإرهاق وضعف الجاهزية البدنية بنسبة 80%، أما السبب الثاني فهو الخشونة في اللعب من قبل المنافس، وهنا لا ينفع تدريب ولا أية وقاية، وإن كان السبب الأول يمكن تلافيه، فإن الثاني مرض عضال.
ومهما كان السبب فالكل متفق على أن لعنة الإصابات تقتل المتعة، وترهق الأعصاب، وفي بعض الأحيان تنهي المستقبل الكروي للاعب، فيُحرم منه محبو هذه الساحرة، وخاصة إذا كان صاحب موهبة بيّنة كما حصل مع الهولندي ماركو فان باستن، أو البرازيلي رونالدو نزاريو.
والغريب أن ظاهرة الإصابات إحدى أكثر الظواهر شيوعاً في عالم كرة القدم، مهما تقدم الزمن، وتطورت أساليب التدريب، وأدوات اللعب، من أرضية الملعب، إلى الحذاء، والواقيات، لا يوجد ما يحد من هذه الظاهرة التي تؤثر سلباً على المعشوق الرياضي الأول، ومع دخولنا في الجولة الثامنة تقريباً في أغلب الدوريات الأوروبية، يسجل هذا الموسم الكروي الأوروبي واحداً من أكثر المواسم إصابات للاعبين، وخاصة في الدوري الاسباني الذي شهدت أنديته ونجومه إصابات أثرت على ترتيب الأندية وافتتاحياتها لهذا الموسم، وليس آخرها تجدد إصابة أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ميسي في مباراة فريقه أمام فياريال.
وقد تقاسم قطبا الكرة الاسبانية عدد الإصابات الأكبر محلياً وإقليمياً، حيث تعرّض فريق برشلونة إلى خمس إصابات مؤثرة، فبعد ميسي الذي لم يكمل أية مباراة خلال هذا الموسم، برزت إصابة الأوروغوياني سواريز، ثم الجناح الأيمن عثمان ديمبلي، والمدافع القوي الفرنسي صامويل أومتيتي، وأخيراً الشاب الواعد أنسو فاتي الذي غاب بسبب إصابة في أربطة الركبة برفقة ميسي وعثمان عن مباراة خيتافي، ويعتبر فاتي البديل الأبرز لميسي أثناء إصابته الأولى، وهنا تساءل المحللون: ما هو دور ديمبلي في الفريق، فهو لا يكاد يخرج من إصابة حتى يعود لأخرى، ومع التعوّد على اللعب دونه، من غير المرجح أن يجد مكاناً أساسياً مع الفريق.
أما غريمه التقليدي الريال فعانى من 11 إصابة، وآخرها الظهير الأيسر الفرنسي فيرلاند ميندي، ليلحق بزملائه براهيم دياز، وماركو أسينسيو، ولوكا يوفيتش، وتيبو كورتوا، ورودريغو جويس، وايدين هازارد، وخاميس رودريغيز، وايسكو، ولوكا مودريتش، وفيديريكو فالفيردي، ورغم عودة معظم اللاعبين إلى التدريبات، إلا أن مشاركاتهم في المباريات بقيت مؤطرة بالحاجة، وربما يكون غياب ايسكو، الرجل الأول عند المدرب العائد زيدان، هو الأكثر تأثيراً نظراً للدور الكبير الذي كان يلقى عليه من قبل المدرب الفرنسي أثناء توليه تدريب الملكي لأول مرة.
ورغم النتائج المقبولة للناديين، وخاصة للملكي، لا يمكن إغفال الدور الهام الذي تركه غياب ميسي وايسكو، ما وضع مدربيهما في موقف حرج جداً قد تظهر تبعاته مع تقدم الموسم، وخاصة في المسابقة الأوروبية الأغلى، والأكثر إزعاجاً في الموضوع أنه لا يوجد حتى اقتراح لحل أو دراسة لحالات التسبب بهذه الإصابات للخروج بتشريع جديد على غرار التعديلات الأخيرة التي أقرها الفيفا لتطوير اللعبة، فتكفل الحد من الإصابات المقصودة على الأقل.