رص الصفوف
لم تغب روح تشرين القتالية عن المعارك ضد الإرهاب، فتواصلت إنجازات تشرين وتعزّزت مقوماتها البطولية من خلال حالة الصمود والمقاومة والدفاع عن السيادة ونهج سورية الوطني التحرّري، وكما قدّم أبطال حرب تشرين أنموذجاً فريداً في الإستراتيجية العسكرية والبطولة والتضحية، أضاف بواسل جيشنا العقائدي في جبهات الحرب على الإرهاب إلى صفحات تاريخهم صفحة جديدة غنيّة بالجهد والعمل والتضحية، وهاهي ذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة تأتي هذا العام ونفوسنا مفعمة بثقة النصر.
لقد أثبتت التطورات بعد حرب تشرين وبكل وضوح أن السبيل إلى تحرير الأرض واستعادة الحقوق هو سبيل القوة، وهذا مايقوم به الجيش العربي السوري الذي صنع بمحاربته للمجموعات الإرهابية المسلحة ملحمة بطولية تتجلّى فيها خصال المقاتل العربي السوري في أسطورة الصمود التي سيتحدث عنها التاريخ، وسيسجل أيضاً بأن في سورية، وفي سورية فقط، لم تعد البطولة حالة فردية بل حالة جماعية حقّقها بواسل الجيش العربي السوري في الميدان، وحقّقها المواطن والعامل والفلاح والمثقف وكل شرائح الشعب كلّ في ميدانه.
ولاشك أنه وخلال سنوات الحرب، سواء في تشرين التحرير أو في معركة السيادة والحرب على الإرهاب، واجه المواطن السوري وقاوم بكل بسالة حرباً اقتصادية شكّلت إرهاباً بحد ذاته، وتمثّلت بالعقوبات الاقتصادية الظالمة والحصار الاقتصادي الجائر الذي فُرض على بلدنا في تناغم واضح مع ماقام به الإرهابيون في الداخل من استهداف للمعامل والمواقع الإنتاجية ومحطات الكهرباء ومصادر المياه وشبكاتها، وسرقة موارد الاقتصاد السوري بهدف تجويع أبناء شعبنا وكسر إرادة الصمود لديهم، إلا أن المواطن الذي أدرك منذ البداية مرامي الهجمة الإرهابية الحاقدة وأهدافها كان خلال هذه الحرب مقاتلاً حقيقياً.
إن الحرب الشرسة التي نخوضها اليوم تستلزم من كل حرّ وشريف في وطننا والعالم رصّ الصفوف والوقوف إلى جانب سورية، ودعم نضالاتها ومعركتها الراهنة التي على نتائجها ستتغيّر الكثير من التوازنات الدولية والإقليمية الراهنة، تماماً كما غيّرت حرب تشرين التحريرية موازين الصراع العربي– الإسرائيلي لمصلحة حقوقنا الوطنية العادلة والمشروعة.
وفي ذكرى تشرين التحرير نحن مدعوون إلى تعزيز ثقافة المقاومة والممانعة ورصّ الصفوف، والنهوض كلّ في موقعه بمهامنا ومسؤولياتنا في دعم صمودنا الوطني ومدّ أبطال قواتنا المسلحة بكل ما يوطّد بسالتهم في معركة المصير الراهنة التي يخوضونها ببسالة توازي بسالة تشرين التحرير، ورغم اختلاف ظروف المعركة، إلا أنهم صنعوا كما صنع أبطال تشرين ذلك النصر العظيم الذي يعترف به العدو قبل الصديق.
بشير فرزان