الصفحة الاولىصحيفة البعث

العراق.. بدء الحوار لنزع فتيل الاحتجاجات

بدأت الحكومة العراقية والبرلمان والمؤسسات التابعة لهما التحرّك لوضع حلول عملية لما يجري في ساحات المحافظات العراقية من مطالبات معيشية، عبر لقاء ممثلي المتظاهرين، فيما أعلنت قيادة عمليات العاصمة العراقية بغداد اعتقال عدد من الأشخاص في صفوف المتظاهرين خططوا لإحداث فوضى، وكانوا يحملون زجاجات حارقة خلال المظاهرات الأخيرة، مؤكدة أن الأمن في بغداد مسيطر عليه.
وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي في مؤتمر صحفي: “تمّ اعتقال أشخاص في صفوف المتظاهرين يحملون زجاجات حارقة”، مضيفاً: “إن القوات الأمنية حاولت اعتقال قناص كان يستهدف المتظاهرين إلا أنه تمكّن من الفرار إلى جهة مجهولة”، وشدد على أن الأمن في بغداد مسيطر عليه، ولا يجب أن تكون هناك فوضى، داعياً المتظاهرين إلى ضبط النفس وحماية مؤسسات الدولة. إلى ذلك رفعت القوات الأمنية حظر التجوال في محافظة النجف، وقال مصدر أمني عراقي: “إن القوات الأمنية المنتشرة في عموم النجف رفعت الحظر عن حركة سير المركبات بأنواعها”، فيما أكد مصدر أمني عراقي أن الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد مستقرة، والحياة عادت لطبيعتها، وقال: “إن الموقف الأمني الأخير في العاصمة بغداد هو عودة الاستقرار لها.
كما تم افتتاح الشوارع بالكامل، باستثناء جسر الجمهورية”، وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “إن انتشار القوات الأمنية طبيعي في العاصمة مع وجود حملات تنظيف من قبل البلدية لإعادة تهيئة بعض الشوارع”.
كما أعلنت أمانة بغداد عن المباشرة بصيانة الأضرار الناتجة عن المظاهرات بشوارع العاصمة، وذكرت في بيان: إن “كوادرها باشرت بصيانة الأضرار الناتجة عن المظاهرات في شوارع وأرصفة وحدائق العاصمة”، مشيرة إلى أن “جميع مشروعات الماء الصالح للشرب وتصريف المجاري والنفايات تعمل بانسيابية كبيرة”.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت أنها بدأت بالتفاوض مع ممثلي المتظاهرين في بغداد ومحافظات أخرى، لبحث مطالبهم، في مسعى لنزع فتيل الاحتجاجات، وقالت: خلية المتابعة في مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي: نتواصل مع أطراف مؤثّرة في الحراك الجماهيري في ست محافظات، وأضافت: إن هناك اتفاقاً على تلبية المطالب المشروعة.
وهذا أول لقاء بين ممثلين عن المتظاهرين والحكومة منذ بدء الاحتجاجات يوم الثلاثاء، والتي خلّفت عشرات الضحايا ومئات الجرحى.
في سياق متصل، التقى رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي مع عدد من ممثلي المتظاهرين داخل مجلس النواب، وقال مصدر برلماني: إن الحلبوسي بحث مع ممثلي المتظاهرين مطالبهم المشروعة وسبل تلبيتها وفقاً للقانون.
وفي وقت سابق، رفعت الحكومة العراقية حظر التجوال، فيما يعقد البرلمان العراقي جلسة طارئة لمناقشة مطالب المتظاهرين.
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في بيان الجمعة التزام حكومته بتقديم أسماء اللجنة الخاصة بمكافحة الفساد.
وشهدت بغداد وعدد من المحافظات العراقية خروج مظاهرات متفرّقة تطالب بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل، بينما دعا المسؤولون العراقيون إلى حفظ الأمن المجتمعي ونبذ العنف والحفاظ على سلامة المتظاهرين والقوات الأمنية.
دولياً، أكد المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وجود أياد خارجية خبيثة وراء زعزعة الاستقرار في العراق، وقال، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “هنالك أياد خارجية خبيثة سعت أعواماً طويلة لتقويض الأمن في العراق تعمل هي ذاتها الآن بطريقة أخرى لزعزعة الاستقرار فيه”، وأضاف: “ومع الأخذ بالاعتبار مطالب الشعب المدنية فإن الصهاينة وحماة الإرهاب التكفيري هم وراء الأحداث الأخيرة في العراق، إلا أن هذه المؤامرة سيتم إحباطها أيضاً”.