طواقم إسرائيلية خليجية مشتركة لدفع خطوات التطبيع!
في إطار خطة ممنهجة لتحويل بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني، وتحويلها إلى عدو افتراضي، وضمن خطوات التطبيع الخيانية المتصاعدة بين مشيخات وممالك الخليج والعدو الصهيوني، طرح وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على وزراء خليجيين، خلال مشاركتهم في الجمعية العامة للأم المتحدة، مخططاً “تاريخياً” يهدف إلى توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” ومشيخات الخليج. واعترف كاتس بذلك، وقال في تغريدة على موقع تويتر أمس: “في الآونة الأخيرة أنا أدفع قدماً، بغطاء من رئيس الحكومة، مبادرة سياسية للتوقيع على اتفاقيات مع دول الخليج. هذه خطوة تاريخية ستتيح تعاوناً إقليمياً. خلال زيارتي للأمم المتحدة عرضت الخطة على وزراء خارجية “عرب” وعلى المبعوث الأميركي غرينبلات. سأواصل العمل لتعزيز مكانة “إسرائيل” في المنطقة والعالم”، حسب تعبيره.
وقد طرح كاتس هذا المخطط على ممثلي مشيخات الخليج، ومع الجانب الأميركي، على هامش الجمعية العامّة للأمم المتحدة، في أيلول الماضي، حيث تمّ الاتفاق على إنشاء طواقم مشتركة بين “إسرائيل” وعدد من تلك المشايخ من أجل الدفع قدماً بهذا الاتفاق.
ويتمحور هذا المخطط حول استغلال ما وصفه بـ”المصلحة المشتركة لدول الخليج ولـ “إسرائيل” في التصدي لإيران ونفوذها في المنطقة، وحشد هذه المصلحة من أجل تطبيع العلاقات في مجالي مكافحة الإرهاب وتحسين الاقتصاد”.
وتمّ عرض المخطط على وزراء هذه المشايخ الخليجية، التي لم يُعلن عن أسمائها، وذلك خلال مشاركتهم في الجمعية العامة للأم المتحدة. كما عرض كاتس هذا المخطط على المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، فيما كشفت القناة الإسرائيلية أنه تمّ الاتفاق مع مشيخات الخليج على تشكيل طواقم مشتركة لدفع المخطط قُدماً.
وكان كاتس قد قال في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “إن سياسة “إسرائيل” واضحة، وهي تنصّ على دفع العلاقات وتطبيعها مع دول الخليج التي لا توجد لـ “إسرائيل” معها أية خلافات بل لديها مصالح أمنية مشتركة في التصدي للتهديد الإيراني”، حسب تعبيره.
وينصّ المخطط على بنود عدة بينها: تطوير علاقات الصداقة والتعاون، واتخاذ الخطوات اللازمة والناجعة لضمان عدم تخطيط أو توجيه أو تمويل أعمال عدوانية أو أعمال عنف وتهديدات والتحريض ضد الطرف الآخر من أراضي الدول الموقّعة، والامتناع عن الانضمام أو تقديم المساعدة لأي تحالف أو تنظيم أو لمعاهدة ذات طابع عسكري أو أمني مع طرف ثالث، وتسوية الخلافات، التي قد تترتّب عن هذه المعاهدة، ستتمّ عن طريق الاستشارات بين الأطراف الموقّعة.
وبحسب القناة الإسرائيلية الـ 12، أجرى كاتس سلسلة لقاءات على هامش اجتماعات الجمعيّة العامّة مع وزراء خارجية دول خليجيّة، عرض خلالها المخطط، الذي وصف “بالتاريخيّ، والهادف إلى إنهاء الصراع مع دول الخليج”، وعرض على الوزراء الخليجيين صياغة الاتفاق، الذي بلور في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ولم تكشف القناة عن أسماء الوزراء، ومن أي دول الذين التقاهم كاتس، غير أنه كان قد التقى في تموز الماضي بوزير خارجية النظام البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في واشنطن، وزار الإمارات. لكن القناة ذكرت أن هذه اللقاءات عقدت بتوجيه من رئيس حكومة الاحتلال المكلّف بنيامين نتنياهو.
يذكر أن خالد بن أحمد آل خليفة وكاتس التقيا في واشنطن على هامش مؤتمر نظمته الخارجية الأمريكية، وذلك بعد أقل من شهر على استضافة العاصمة البحرينية المنامة ورشة اقتصادية ضمن مؤامرة “صفقة القرن”، ونشر حينها وزير الخارجية الإسرائيلي تغريدة على موقع تويتر قال فيها: “التقيت علناً وزير خارجية البحرين.. لقاؤنا مثال على تطوّر العلاقات الثنائية.. سأواصل العمل مع نتنياهو لدفع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج قُدماً”، وأرفق التغريدة بصورة له وللوزير البحريني مبتسمين.
المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جيسون غرينبلات احتفى باللقاء، عبر نشره على حسابه في تويتر صورة جمعت الوزيرين، وغرّد قائلاً: “تقدّم رائع في واشنطن هذا الأسبوع لمصلحة “إسرائيل” والبحرين والمنطقة.. يسرائيل كاتس وخالد بن أحمد تبادلا الحديث الودي في الاجتماع الوزاري بمبنى وزارة الخارجية الأمريكية”.
وزير خارجية النظام البحريني، الذي ظهر مبتسماً في الصورة إلى جانب كاتس، قال خلال جلسة نقاش أمام مجلس الأطلسي في واشنطن: “إن البحرين تأمل بأن يكون لديها تعاون مع “إسرائيل” في مجالات السياحة والتجارة قريباً، وهذا ما نود الوصول إليه، وهو هدفنا”، وهو يكمل بذلك ما أعلنه في مقابلة مع القناة الـ 13 الإسرائيلية على هامش ورشة البحرين التطبيعية بأن “”إسرائيل” تشكّل جزءاً من المنطقة وتراثها”.. وما صرح به أيضاً لموقع تايمز أوف إسرائيل بأن “إسرائيل وجدت لتبقى ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة”، مؤكداً أن بلاده وأنظمة عربية أخرى تريد التطبيع معها.
وغرّد الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا قائلاً إن “نتنياهو في ذروة مفاوضات على اتفاق تاريخي مع الائتلاف السعودي ودول الخليج بشكل خاص”، وأضاف: “علينا إقامة حكومة بسرعة من أجل تمكين نتنياهو من إكمال الخطوة التاريخية التي ستؤدي إلى تقوية “إسرائيل” سياسياً واقتصادياً وأمنياً”، حسب تعبيره.
يشار إلى أن العديد من مسؤولي كيان الاحتلال، وفي مقدمتهم نتنياهو، يؤكّدون بشكل مستمر وجود تعاون على مختلف المستويات مع “دول عربية”، من بينها السعودية.