“التحالف السعودي” يستهدف بغارتين شاحنة محمّلة بالقمح غرب الحديدة
في خرق لـ “الهدنة الهشّة” في اليمن، وغداة إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تسلّم الجنرال الهندي أباهيجيت جوها مهامه كرئيس جديد للبعثة الدولية لدعم اتفاق الحديدة، نفّذت طائرات “التحالف السعودي” غارتين جويتين على شاحنة محمّلة بالقمح في منطقة العرج بمديرية الصليف شمالي غرب مدينة الحديدة الساحلية، المشمولة باتفاق ستوكهولم لوقف إطلاق النار منذ 18 أيلول 2018 برعاية الأمم المتحدة. وردّاً على الانتهاك الجديد، قال رئيس وفد صنعاء، محمد عبدالسلام، إنّ الغارات الجوية للعدوان على الصليف في الحديدة تُعدّ رداً سلبياً على مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى باليمن مهدي المشاط، وخرقاً واضحاً لاتفاق السويد، وأشار إلى أنه “حتى الآن لم يصلنا أي رد صريح على مبادرة رئيس المجلس السياسي فضلاً عن استمرار العدوان والحصار”، كما لفت إلى أنّ الاستجابة لمبادرة المَشّاط حتى اللحظة لا تتجاوز تصريحات غير واضحة “لا ترقى للمستوى المطلوب الذي نعتبره استجابة لدعوة السلام”، وأضاف: إن بقاء الموقف دون تقدّم واضح تجاه مبادرة المشاط للسلام لا يساعد على استمرارية المبادرة وتحوّلها لتهدئة شاملة.
وأشار مصدر عسكري يمني إلى أن القصف الجوي للتحالف على الحديدة تزامن مع خروقات التحالف على الأرض “للهدنة الهشّة”، بشنّ قصف مدفعي مكثّف على مواقع متفرقة في منطقة كيلو 16 شرقي المدينة، فيما أشارت مصادر إلى أنه، وخلال الساعات الماضية، حلّقت طائرات “التحالف” بشكل مكثف في أجواء الحديدة والعاصمة صنعاء، فيما قصفت بـ22 قذيفة مدفعية قريتي الشجن والكوعي في مديرية الدريهمي المحاصرة جنوب الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غرب اليمن.
تزامناً، أقدمت جرافة عسكرية للتحالف على استحداث تحصينات قتالية قرب شارع الخمسين، فيما استُهدفت أحياء متفرقة في شارعي الخمسين وصنعاء بالمدفعية الرشاشة المتوسطة والخفيفة، فيما قال المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في تغريدة له على “تويتر”: إن التحالف يواصل تصعيده وشنّ خلال الـ48 ساعة الماضية 4 زحوفات باتجاه القوات المسلّحة اليمنية في عسير وجيزان ومديرية نهم بغطاء من غاراته الجوية.
يأتي ذلك غداة إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، تسلّم الجنرال الهندي أباهيجيت جوها مهامه كرئيس جديد للبعثة الدولية لدعم اتفاق الحديدة، خلفاً للجنرال الدنماركي مايكل لوليسجارد، الذي انتهت فترة عمله نهاية شهر تموز الماضي.
وأصبح الجنرال الهندي ثالث مسؤول أممي يرأس لجنة إعادة الانتشار في مدينة الحديدة الساحلية، حيث سبقه في المهمة ذاتها الدنماركي مايكل لوليسجارد، والهولندي باتريك كاميرت، الذي استقال من منصبه مطلع العام الجاري.
وعلى صعيد الوضع الإنساني المتفاقم في اليمن، وبدعوة من اللجنة المنظمة للفعاليات بمحافظة الحديدة، شارك أبناء المحافظة في مسيرة جماهيرية تحت شعار: “احتجاز سفن الوقود والدواء جريمة إبادة جماعية”.
ونُظّمت المسيرة أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة الحديدة، حيث دان المتظاهرون خلالها استمرار التحالف في احتجاز سفن الوقود والغذاء، محمّلينه ما يترتب على ذلك من كوارث صحية وبيئية وإنسانية.
وحمل المشاركون في المظاهرة صوراً لضحايا جرائم العدوان بحق الشعب اليمني، ولافتات مندّدة بالحصار وبموقف الأمم المتحدة حيال العدوان المتواصل، وأكدوا في بيان أن احتجاز السفن يعد “جريمة إبادة جماعية” بحق الشعب اليمني، ويتنافى مع الأخلاق والقيم الإنسانية ويتناقض مع الاتفاقيات الدولية بشأن النقل البحري، ولفت البيان إلى أن استمرار الحصار على موانئ الحديدة ومدينة الدريهمي مخالف لاتفاق السويد، ودليل على عدم رغبة العدوان في تحقيق السلام، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن تتحمّل مسؤولية الحصار إلى جانب تحالف العدوان السعودي لصمتها وسكوتها عن هذه الجريمة.
ويواصل التحالف الذي يقوده النظام السعودي عدوانه على اليمن منذ الـ 26 من آذار عام 2015 مخلفاً آلاف الضحايا المدنيين ودماراً هائلاً فى البنى التحتية والاقتصادية فضلاً عن الحصار والمجاعة وهو ما شكّل كارثة إنسانية.