بعد خيبة منتخب الشباب.. تدريب الفئات العمرية ليس جوائز ترضية والتخصص مطلوب لانقاذ كرتنا
شكّل خروج منتخبنا الوطني بكرة القدم للشباب من التصفيات الآسيوية خيبة أمل جديدة للشارع الرياضي بعد أن كانت التوقعات تشير إلى أن بطاقة التأهل شبه مضمونة بالنظر لضعف فرق المجموعة، وتوفير كل احتياجات المنتخب من معسكرات ومباريات ودية، وبالتالي غياب الأعذار المعتادة.
ولعل أكثر ما يحز بالنفس هو أن منتخبنا لم يكتف بالفشل في التأهل، بل رضي بالمركز الثالث في المجموعة خلف منتخب لبنان، وأمام منتخب المالديف محدود الإمكانيات، لتكون الحصيلة مخجلة، ويستمر بذلك الغياب عن البطولة القارية للنسخة الرابعة على التوالي بعد أن كنا ضيوفها الدائمين.
أسباب الخروج لا يمكن حصرها بالظرف الراهن، ولا بالأسماء المتواجدة حالياً، فعلة كرتنا ليست في أسماء ولا مدربين فقط، بل المشكلة في غياب الرؤية والاستراتيجية، والعمل وفق رؤى ضيقة قائمة على النتائج الآنية دون تفكير في المستقبل القريب.
الفشل الذريع لمنتخب الشباب سبقه فشل أكبر لمنتخب الناشئين الذي تذيّل مجموعته في التصفيات ليسهما معاً في تأكيد المؤكد بأن كرتنا تسير بخطا واثقة نحو الهاوية، والفضل في ذلك يعود لكل من تواجد في مطبخ صنع القرار الكروي، واستمر بالعمل بالعقلية ذاتها.
وإذا كنا سلّمنا بأن التخطيط غائب، والفكر التطويري غير متواجد في قاموس كرتنا، فإن القرارات أيضاً كانت وليدة هذا التخبط، وعليه فإن الأسماء التي توالت على تدريب المنتخبين ليست مؤهلة بالمطلق لشغل مثل هذه المهمة، فمن المعلوم أن للفئات العمرية مدربيها المختصين الذين يمتلكون قدرات خاصة على التعامل مع أصحاب الأعمار الصغيرة، وتطوير مواهبهم، وكل العالم يسير في هذا الاتجاه، إلا في كرتنا موضوع تسمية الكادر الفني يخضع لعوامل المحبة والكره والمصالح الشخصية بعيداً عن الكفاءة والإنجازات، فمن الطبيعي عندنا أن تكون التجربة الأولى لأحد اللاعبين القدامى في تدريب منتخب وطني ليتسنى له التعلّم، ولتدخل التجربة في ذاتيته الشخصية!.
كل الكلام السابق يجب ألا ينسينا أمراً في غاية الأهمية يتعلق بعقلية لاعبينا في الفئات العمرية الصغيرة التي ظهرت مؤخراً في منتخبي الشباب والناشئين، فمن الواضح أن أحد أسلحة كرتنا وسماتها المميزة “الروح القتالية” غائبة بشكل كامل، مع تأثر اللاعبين بوسائل التواصل الاجتماعي، والنجومية الخلبية عبر الأنانية المفرطة، واستعراض المهارات على حساب الفريق، مع أشكال غريبة تدل على أن صاحبها ليس لاعب كرة بل عارض أزياء.
خلاصة القول: الحل الوحيد لكرتنا هو التخصص، وإعطاء أصحاب الرؤى فرصتهم في قيادة مفاصلها، مع استبعاد كل من عمل في المراحل الماضية ولم يفلح، طبعاً دون الاعتماد على المنظرين الذين يعطون الجمهور إبر مخدر عبر تصريحات غير منطقية ولا تناسب واقعنا إطلاقاً.
مؤيد البش