طلال ناجي يفتح صفحات من ذاكرة النضال الفلسطيني
دمشق-ريناس إبراهيم:
بحضور لافت من فعاليات شعبية سورية وفلسطينية، فتحت مؤسسة القدس الدولية صفحات من ذاكرة النضال الفلسطيني، إذ أقيم حوار تحت عنوان “قراءة في كتاب: من الخيمة إلى الميدان.. صفحات من الذاكرة”، بين الدكتور طلال ناجي، الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، والدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية “سورية”، فيما غاب النقّاد عن الحوار، فتحوّل إلى ما يشبه المحاضرة.
وفي حديث أشبه بالسرد، روى الدكتور ناجي فصولاً من ذاكرته، التي عاصرت مرحلة طويلة من النضال الفلسطيني، مؤكداً أن مجريات الحراك السياسي الذي عاشته فلسطين على مدى سبعين عاماً موثّقة في الكتاب، بالإضافة إلى الأدوار التي لعبتها شخصيات فلسطينية وعربية في النضال ضدّ العدو، سلباً وإيجاباً، مشيراً إلى أن خط التسوية وخط المقاومة لا يلتقيان، لأن التسوية تؤدي للتفريط بالحقوق، وعبّر عن ذلك بقوله: “إنّ المجرى السياسي لأي قضية ضروري، والمفاوضات كذلك، لكن في مراحل معينة.. لكن أن يكون التفاوض بديلاً لخيار المقاومة فذلك مرفوض حتماً، فهذا الفكر أفضى إلى طريق مسدود، فمنذ اتفاق أوسلو لم تُستعاد أية حقوق، على العكس تماماً، فالانتهاكات والجرائم الإسرائيلية تتصاعد باستمرار”، والهدف الأساسي للعدو استغلال واستثمار الطرف العربي من أجل ابتلاع كل الأراضي الفلسطينية واغتصاب الحقوق.
ومن النقاط البارزة التي تحدّث عنها ناجي مرحلة القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد وتبنّيه للقضية الفلسطينية، واحتضان سورية مختلف الفصائل من أجل توحيد الجهود في مواجهة العدو، ومن بعدها مرحلة استلام السيد الرئيس بشار الأسد الحكم في سورية واستمراره في النهج المقاوم الداعم للفصائل الفلسطينية، مذكّراً بالقمة العربية الأولى التي حضرها الرئيس الأسد والتي كانت صفعة تلقّاها بعض الحكام العرب، فقد كانوا يظنّون أن مسار القضية سينحرف مع رحيل القائد المؤسس، ومنذ ذاك الحين وهم يناصبون العداء لسورية ويكيدون لها المكائد.
وعن الأدوار المختلفة في نهج المقاومة، أشار ناجي إلى أن المقاومة ليست فقط بالسلاح، كما أنها ليست مساراً سياسياً فحسب، وإنما هناك سياق فكري ثقافي، وأشاد بدور المثقفين وقادة الرأي إلى جانب قادة المقاومة، وبدور سورية المركزي في دعم القضية الفلسطينية، فقد احتضنت عدة فصائل فلسطينية ونظّمت عملها، في سبيل تحرير الأرض واستعادة الحقوق، لكن منها من سار في درب التآمر على سورية وانقلب على عقبيه.
كما توقّف عند أحداث 11 أيلول، التي أثارت مخاوف البعض وتوجسهم من ردة الفعل الأمريكية، ظنّاً بأن دعم سورية للقضية الفلسطينية سيتوقف، لكن التأكيد كان دائماً على أن قضية فلسطين أولوية بالنسبة للسياسة السورية، رغم كل محاولات التيئيس وإثارة التشاؤم، واختتم حديثه بالعبارة التي أنهى بها كتابه: “وانتصر الأسد”، منوّهاً بأن ثبات سورية على دعم المقاومة كان الدافع الأكبر لاستهدافها وإشغالها عن القضية المركزية تمهيداً لتصفيتها، مؤكداً أن انتصارات الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية يصب لمصلحة القضية الفلسطينية.
وغرّدت المداخلات خارج إطار الحوار، فلم تتناول الكتاب بالمطلق، وانحصرت في التنديد بجرائم الاحتلال عبر التاريخ ومخططاته الاستعمارية الجديدة التي تهدف لتقطيع أوصال الضفة الغربية، مشدّدة على ضرورة توحيد الجهود والنضال لمواجهة العدو الإسرائيلي، فيما وصفوه “وحدة ضرورة” تقتضيها المرحلة.
يذكر أن كتاب “من الخيمة إلى الميدان.. صفحات من الذاكرة” من منشورات دار العراب للطباعة والنشر والتوزيع، يقع في 620 صفحة من القطع الكبير.
وللدكتور ناجي عدّة كتب ودراسات منها: الاستيطان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، وفي الخيمة الأخرى صفحات من الذاكرة، وقضية اللاجئين وحق العودة، وكتب أخرى.