مرحلة جديدة ولكن
على أهميتها وضرورتها كداعم لعملية الاستقرار، لم تنجح تجربة الانتخابات الرياضية خلال الدورات السابقة في رسم ملامح واضحة لعمل اللجان الفنية والأندية على السواء، وحتى على مستوى اتحادات الألعاب جاءت التجربة منقوصة وغير مكتملة لأسباب عدة، لعل أبرزها عدم نضج هذه التجربة بالقدر الكافي، تضاف إلى ذلك جملة من العوامل والعناصر السلبية المؤثرة، تأتي في مقدمتها سيطرة وتحكم البعض المطلق على المشهد الرياضي منذ سنوات طويلة، ناهيك عن حالة الاستقطاب للأصوات عبر تكتيكات وتكتلات انتخابية أغلقت في كل مرة الأبواب أمام أية محاولة جادة لتغيير المشهد الرياضي نحو الأفضل، وهو ما حال دون ضخ دماء جديدة في الجسد الرياضي، والعمل القيادي، وبالتالي جاءت النتائج عكسية، وجاء الحصاد في كل المواسم مخيباً.
وفي الواقع بالنظر إلى التجارب الفاشلة السابقة، تبدو الحاجة أكثر من ماسة إلى رؤية واستراتيجية أعمق من فكرة إجراء الانتخابات، ترتكز على أسس ومفاهيم عمل واضحة وشفافة وفق نظريات وآليات وأدوات عمل جديدة تنتمي إلى الحاضر والمستقبل، تكون قابلة للتطبيق والتنفيذ، وبمعنى أوضح، لم تعد ممكنة وصالحة العودة إلى الوراء، أو المراوحة في المكان، وبالتالي لابد أن تكون هذه الانتخابات المقررة محطة أولية ضمن محطات لاحقة من البحث الجدي عن حلول جذرية لإخراج رياضتنا من عنق الزجاجة، ومن دوامة الفشل والإخفاق، ونعتقد أن الحلول متاحة وممكنة فيما لو توفرت النوايا الصادقة، والرغبة الحقيقية من قبل القائمين على رياضتنا.
خلاصة القول: لا شك أن مرحلة جديدة تنتظر رياضتنا بكل مفاصلها، وهذه المرحلة لا تحتمل المزيد من الأخطاء والمطبات، وقد يحتاج المطلوب إنجازه للنهوض بواقعنا الرياضي إلى وقت كاف، وإلى جهد مضاعف، ولكن يبقى الأهم أن تكون البدايات صحيحة وسليمة لتأتي النتائج إيجابية حتى لا ينطبق علينا المثل القائل في كل دورة انتخابية جديدة: (كأنك يا أبا زيد ما غزيت).
معن الغادري