نزوح كثيف للأهالي وآلاف الأسر بلا مأوى ولا طعام ولا ماء نظام أردوغان يحتل تل حلف ويتوغّل في قريتي علوك وكتشو
في دليل جديد على أن ما يحدث في منطقة الجزيرة السورية هو تبادل أدوار بين محتلين اثنين، أمريكي وتركي، مع الإبقاء على جوهر العدوان، الذي يرمي إلى النيل من سيادة سورية ووحدة أراضيها، واصل النظام التركي، لليوم الثاني، عدوانه على الأراضي السورية، واستهدف العديد من قرى وبلدات ريفي محافظتي الحسكة والرقة، مركّزاً على البنى التحتية والمرافق الحيوية، كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين ووقوع أضرار مادية كبيرة في البنى التحتية، فيما انسحب 100 جندي من قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي السورية على دفعتين عبر معبر سيمالكا المائي غير الشرعي باتجاه العراق، مصطحبين معهم عشرات الآليات.
يأتي ذلك فيما تواصلت الإدانات العربية والإقليمية والدولية للعدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكّدة أنه انتهاك سافر للقانون الدولي والسيادة السورية، فيما برز القرار الفنلندي بوقف الصادرات العسكرية إلى تركيا، وطالبت إيران النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية فوراً، وإخراج قواته من سورية.
وفي التفاصيل، أمعن النظام التركي في عدوانه على الأراضي السورية بريفي الحسكة والرقة، واحتل تل حلف وتوغل في قريتي علوك وكتشو في محيط مدينة رأس العين والمنطقة الصناعية في المدينة، بالتوازي مع استهداف العديد من القرى والبلدات بريفي المحافظتين.
وواصلت قوات النظام التركي عدوانها بالمدفعية والطيران على قرى وبلدات مدينة رأس العين والقامشلي بريف الحسكة وعلى منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، فاستهدفت بالمدفعية والطيران مدينة رأس العين ما تسبب باستشهاد 5 مدنيين وإصابة 9 آخرين بجروح، في حين تعرضت قرى نداس وعلوك وحميد وتل ارقم بريف المدينة لقصف مدفعي وغارات لطيران العدوان التركي، وذلك بالتوازي مع استهداف مكثّف لمحطة سعيدة الرئيسة للنفط التابعة لحقول الحسكة رميلان على الحدود التركية ما أدى إلى احتراق المحطة بالكامل.
كما ذكرت مصادر أهلية أن اشتباكات عنيفة بالسلاح الخفيف والمتوسط اندلعت منذ ساعات الصباح على جانبي الحدود في الجهة المقابلة لمدينة رأس العين، بالتزامن مع عدوان تركي مدفعي متقطع على المدينة في محاولة للتوغل البري، وأشارت إلى أن منطقة الحدود تشهد نزوحاً للأهالي باتجاه المناطق البعيدة عن الحدود، وأن آلاف الأسر باتت بلا مأوى أو مصدر للطعام وبلا ماء ما ينذر بوقوع كارثة صحية بينهم.
واعتدت قوات النظام التركي بالصواريخ على بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في منازل الأهالي والممتلكات العامة والخاصة، فيما استهدفت بالمدفعية والطيران ومدافع الهاون الحي الغربي لمدينة القامشلي ومزرعة الشاطئ في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة المالكية وقرية الزهيرية في المنطقة ذاتها وقرى الدرباسية وتل تشرين وشطل وقرمانية وعلوك والدويرة وبير نوح والاسدية والسفح جنوب رأس العين وتل ذياب وعامودا بريف الحسكة الشمالي والشمالي الغربي، وبين مراسل سانا أن 3 مدنيين استشهدوا وجرح العشرات جراء استهداف قوات النظام التركي سيارات على طريق الرقة تل أبيض، كما استشهد طفل وأصيب آخر جراء اعتداء بقذائف المدفعية على حي قدور بك السكني في مدينة القامشلي، وجرح عدد من المدنيين في اعتداء مماثل على الحي الغربي للمدينة.
وطالت اعتداءات مدفعية قوات النظام التركي المرافق والمؤسسات الخدمية، حيث خرجت محطة مياه علوك بريف رأس العين من الخدمة نتيجة عدوان تركي ثان على الكابلات الكهربائية المغذية للمحطة، فيما تحاول الورشات الفنية لكهرباء الحسكة الوصول إلى موقع الاعتداء التركي على الكابلات لإصلاح الأعطال، إلا أن العدوان والاشتباكات الدائرة تمنع وصولها إلى المكان.
كما أفادت معلومات من رأس العين وتل أبيض بريفي الحسكة والرقة بهروب جماعي لميليشيا “قسد” من الميدان، وانشقاقات واسعة بصفوفهم في مواقع الاشتباك القريبة من الحدود التركية.
وفي وقت لاحق، فرّ عدد من قياديي ميليشيا “قسد”، المتعاونين مع النظام التركي، وبحوزتهم آلاف الدولارات إلى الجانب التركي.
بالتوازي، أفاد مراسل سانا في الحسكة بانسحاب 100 جندي من قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي السورية على دفعتين عبر معبر سيمالكا المائي غير الشرعي باتجاه العراق مصطحبين معهم عشرات الآليات، ولفت إلى مغادرة عشرة ضباط من قوات الاحتلال الأمريكي برفقة عدد من الخبراء الأجانب من قاعدة رميلان الأمريكية غير الشرعية باتجاه الأراضي العراقية عبر معبر سيمالكا غير الشرعي.
من جهتها واصلت ميليشيا “قسد” ممارساتها القمعية بحق الأهالي، وأقدمت على مداهمة عشرات المنازل في قرى تل تمر بريف الحسكة لسوق الشباب قسراً إلى مواقع الاشتباك، في حين تجمع أهالي المعتقلين أمام سجن غويران، الذي تسيطر عليه ميليشيا “قسد” بالحسكة، وقاموا بحرق الإطارات، مطالبين بالإفراج عن أبنائهم، وسط محاولات من مسلحي الميليشيا تفريقهم بالقوة.
وفي سياق مواصلة المؤسسات والدوائر الحكومية والخدمية لأداء مهامها في محافظة الحسكة كالمعتاد، أكد مدير شركة كهرباء الحسكة المهندس أنور عكلة أن ورشات قسم كهرباء القامشلي أعادت خط الصوامع 20 ك.ف المغذي لصوامع مطحنة الجزيرة وبريد العنترية وآبار مياه عويجة للخدمة، وذلك بعد إصلاحه جراء تعرضه للقصف من قبل العدوان التركي.
وشن جيش النظام التركي بعد ظهر الأربعاء عدواناً على مدينة رأس العين بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة وعلى منطقة تل أبيض بالريف الشمالي للرقة أدى إلى استشهاد 8 مدنيين وجرح 20 آخرين، ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه، التي تروي ملايين السكان.
إيران تطالب النظام التركي بوقف عدوانه فوراً
وفي ردود الفعل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: “نعرب عن قلقنا حيال العمل العسكري التركي داخل الأراضي السورية، ومع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني والمخاطر التي تواجه المدنيين في مناطق المواجهات العسكرية، نؤكّد على ضرورة وقف الهجمات فوراً وخروج القوات التركية من الأراضي السورية”، وشدّدت على أن هذا العدوان “لن يسهم في إزالة مخاوف النظام التركي بل سيؤدي إلى أضرار مادية وإنسانية واسعة النطاق”، موضحة أن “إزالة التوتر والمشكلات بين سورية وتركيا لا تتم إلا بالسبل السلمية واحترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وتطبيق اتفاق أضنة”، وأشارت إلى أن الظروف التي تعيشها المنطقة ناجمة عن تدخل عدد من الدول في شؤونها، ولا سيما الولايات المتحدة.
الصين: يجب احترام سيادة سورية واستقلالها
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ: “إن الصين تؤمن دائماً بأنه يجب احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.. وبالتالي يجب على جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي تجنب إضافة تعقيدات جديدة للوضع في هذا البلد”، وأشار إلى أن جميع الأطراف تشعر بالقلق بشأن العواقب المحتملة للعدوان التركي، داعياً جميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي إلى العمل سوياً لتهيئة الظروف المؤاتية لتشجيع الحل السياسي للأزمة في سورية وتجنّب إضافة عوامل جديدة ومعقدة إلى الوضع فيها.
الهند: تقوّض الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب
بدورها أعربت الهند عن قلقها العميق إزاء العدوان التركي، مشدّدة على ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها، وقالت الخارجية الهندية في بيان: “إن تصرفات تركيا يمكن أن تقوّض الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، كما أن عملها ينطوي على إمكانية التسبب بأزمة إنسانية”، داعية النظام التركي إلى احترام سيادة سورية ووحدة اراضيها.
مصر تجدّد: ليس له أي تبرير
كما جدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري إدانة بلاده العدوان التركي، مؤكداً أنه خرق سافر للقانون الدولي، وقال في تصريح تلفزيوني: “العدوان التركي على سورية ليس له أي تبرير، ويعد خرقاً للسيادة السورية، وهو خرق واضح وسافر لمقررات الشرعية والقانون الدولي”، وأشار إلى أن بلاده حذّرت مراراً في أكثر من محفل دولي من السلوك التوسّعي العدواني التركي ضد سورية، مشدداً أن على النظام التركي “مراجعة نفسه في ظل الإدانات الدولية الواسعة لهذا العدوان”.
بدورها طالبت الخارجية الأردنية، على لسان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، “بوقف هجومها على سورية فوراً، وأضاف: “نرفض أي انتقاص من سيادتها، وندين كل عدوان يهدّد وحدتها”، مجدّداً التأكيد على أن حل الأزمة في سورية سياسي بما يحفظ وحدتها ويخلّصها من الإرهاب وخطره.
العراق يدعو إلى الحفاظ على سيادة الدول
وأعرب العراق عن قلقه البالغ إزاء العدوان، وأوضحت الخارجية العراقية في بيان أن هذا العدوان سيتسبب بالمزيد من التعقيد في الأوضاع في سورية ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين، ما يزيد حجم المعاناة الإنسانية، ويهدّد بتعقيدات وتأثيرات مباشرة أيضاً على الأمن بالعراق، ودعا إلى الحفاظ على سيادة الدول، وتبني الحلول السياسية لكل المشاكل والأزمات التي تشهدها المنطقة، فيما قال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتي: “إن هذا العدوان يمثّل تطوراً خطيراً واعتداء صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي”.
قبرص: يجب وقف العدوان فوراً
كما قالت وزارة الخارجية القبرصية: إن العدوان التركي “يشكّل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما يقوّض التقدّم الذي تحقق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي”، فيما اعتبر اتحاد النقابات العالمي أن الأهداف الحقيقية لهذا العدوان تتمثّل بتهيئة الظروف للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، لافتاً إلى أنه “مرّة أخرى تجلّى في هذا العدوان دور المنظمات الدولية ونفاقها الواضح في التعامل مع القضايا العالمية”.
فنلندا توقف تصدير الأسلحة للنظام التركي
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفنلندي أنتي رين، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، “إن فنلندا تدين العملية العسكرية التركية ضد سورية وتدعو لوقف هذه الأعمال العدائية”، مضيفاً: “إن تصرفات تركيا تزيد من حدة الأزمة المعقدة بالفعل في سورية”، وتابع: “نحن قلقون جداً من آثار هذه التدابير على الوضع الإنساني في سورية حيث أن الأعمال العدائية في المنطقة قد تؤدي إلى مزيد من النزوح”، مبيناً أن الحكومة الفنلندية ستتوقف عن منح تراخيص تصدير أسلحة جديدة إلى تركيا، فيما قالت المفوضية الأوروبية: “يتعيّن على تركيا أن تأخذ في الاعتبار مسعاها للانضمام للاتحاد الأوروبي وما يتطلبه ذلك من الالتزام بالسياسة الخارجية للاتحاد”.
بلجيكا وإيطاليا: سيؤدي لانعكاسات سلبية
كما قال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، على هامش مؤتمر في العاصمة روما، “نعتقد كحكومة أن الهجوم التركي غير مقبول ونحن ندينه لأن العمل العسكري في الماضي كان يؤدي دائماً إلى مزيد من الإرهاب”، وتابع: “ندعو إلى إنهاء فوري لهذه الحملة غير المقبولة على الإطلاق نظراً لأن استخدام القوة يعرض للخطر حياة الشعب السوري الذي عانى من مأساة بالفعل في السنوات الماضية”، فيما أكد وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز أن العدوان التركي على الأراضي السورية سيؤدي لانعكاسات سلبية ويهدّد بنسف التقدم الحاصل في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، مشدّداً على ضرورة تفادي أي أزمة إنسانية جديدة في سورية.
التشيك: يزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط
من جهته أدان وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك العدوان التركي على الأراضي السورية، مطالباً بوقفه فوراً، ومحذّراً من أنه يدهور الأوضاع في المنطقة، ودعا الاتحاد الأوروبي والقوى الأخرى إلى الضغط على النظام التركي لوقف عدوانه، وقال: “ضمان الحدود التركية يجب أن يتم تأمينه بطريقة أخرى غير العدوان”، فيما دعا وزير الدفاع التشيكي لوبومير ميتنار النظام التركي إلى وقف عدوانه وانتهاج الدبلوماسية سبيلاً للتوصل إلى حلول للمشكلات.
كما حذّر حزب الخضر التشيكي من أن العدوان التركي على الأراضي السورية يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق أوروبا، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى بذل أقصى الجهود لوقفه، فيما دعا عضو البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك ايفان دافيد الاتحاد الأوروبي إلى التحرّك سريعاً لوقف العدوان، مشدّداً على ضرورة فرض حظر فوري على توريد السلاح للنظام التركي، ووصف مواقف الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية تجاه تصرفات النظام التركي بأنها عار.
كما قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند: “تدين كندا بشدة التوغل العسكري الذي قامت به تركيا في سورية، ندعو لحماية المدنيين وجميع الأطراف لاحترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي”.
أرمينيا: الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها
ودعا رئيس وزراء أرمينيا نيكولا باشينيان، خلال جلسة للحكومة الأرمينية، المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير لوقف هذه الأعمال اللاشرعية، فيما أكدت الخارجية الأرمينية ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها، وقالت في بيان: “إن العملية العسكرية التركية تخلق خطراً مباشراً وانتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان”، مشيرة إلى أنها ستؤدي إلى كارثة إنسانية ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين، داعية إلى اتخاذ “جهود دولية فعّالة” لوقف العدوان ودرء وقوع أعمال وحشية ضد المدنيين.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، “أن سلوك الحكومة التركية هذا يثير قلقا بالغا لدى أستراليا”، موضحاً أن إقدام النظام التركي على هذا العدوان خلق حالة عدم استقرار في المناطق الشمالية الشرقية من سورية.
بيلاروس تعبّر عن قلقها العميق
وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية في بيان: “إننا نعتبر أنه من المهم أن تعمل جميع الأطراف بما يتماشى مع الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها في إطار عملية أستانا وتجنب الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الموقف في هذه المنطقة المعقدة”، وأضافت: “نحث على العودة بشكل عاجل إلى الحوار من أجل إيجاد طرق سياسية لحل الأزمة في سورية، مع احترام سلامة الأراضي السورية، التي تعد عاملاً أساسياً لاستعادة الاستقرار وتطوير البلد بشكل مستمر”، فيما استدعت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي السفير التركي في استوكهولم.
وفي ألمانيا دعت وزيرة الدفاع آنيغريت كرامب كارينباور، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، النظام التركي إلى القيام “بكل ما من شأنه المحافظة على استقرار المنطقة وتجنب أي تصرفات قد تؤدي إلى زعزعة هذا الاستقرار”، فيما قالت القيادية في حزب الخضر المعارض كلاوديا روت: “إن دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية مخالف للقانون الدولي وسيعني المزيد من التدمير”.
من جهتها اعتبرت مسؤولة السياسة الأوروبية في حزب اليسار المعارض أوزليم اليف ديميريل أن العدوان التركي يهدف إلى منح نظام رجب طيب أردوغان القدرة على التأثير على الوضع في سورية والمنطقة، بينما قال عضو الكتلة البرلمانية للحزب الليبيرالي المعارض الكسندر غراف لامبسدورف: “إنه يجب على ألمانيا أن تتحرك الآن بعدما تلكأت الحكومة وهي تراقب الوضع في سورية”.
موغيريني: يوفّر أرضية خصبة للإرهاب
وطالبت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية فوراً، مؤكدة التزام الاتحاد بوحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها، وأشارت إلى أن هذا العدوان يعرقل الحل السياسي في سورية، ومن شأنه أن يزيد معاناة المدنيين والتسبب بالمزيد من النزوح، ولفتت إلى أن العدوان يوفّر أرضية خصبة لتنظيم “داعش”، الذي لا يزال يشكل تهديداً كبيراً للأمن الدولي والإقليمي والأوروبي، فيما استدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفير النظام التركي في باريس.
الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن
إلى ذلك قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة: إن الدول الأوروبية الخمس، فرنسا والمانيا وبلجيكا وبريطانيا وبولندا، طالبوا في بيان بعد اجتماع طارئ ومغلق لمجلس الأمن تركيا بوقف عملها العسكري أحادي الجانب في سورية، معربين عن قلقهم البالغ حيال العدوان التركي على الأراضي السورية، وأشار البيان إلى أن العدوان التركي على سورية يهدد بـ “تسهيل بروز تنظيم “داعش” الإرهابي مجدداً، والذي يبقى تهديداً كبيراً للأمن الإقليمي والدولي والأوروبي”، لافتاً إلى أن ما يسمى “المنطقة الآمنة” التي يخطط النظام التركي لإقامتها في شمال سورية غير منسجمة مع المعايير الدولية، وأكد أن أي محاولة لتحقيق تغيير ديموغرافي ستكون مرفوضة.
كما أعلنت النرويج تعليق تصدير أي شحنة أسلحة جديدة للنظام التركي، وقالت وزيرة الخارجية النرويجية أين اريكسن سوريدي: “لن تنظر وزارة الخارجية في سياق إجراء وقائي في أي طلبات لتصدير معدات دفاعية ومعدات ذات استخدامات مختلفة إلى تركيا حتى إشعار آخر”، مشيرة إلى أن بلادها تراجع حالياً كل تراخيص التصدير المعمول بها.