ماهر نصر رجب ينثر حروفه الأولى في ديوان”لغة مختلفة”
يطلق العنان لـلغته التي لطالما ألح عطرها عليه، ويستجيب لنداء موهبته فـينثر حروفه الأولى في ديوانه الأول “لغة مختلفة” محملاً إياه فيض تجربته وأفكاره دون أن ينضب شغفه بالكتابة فمازال بجعبته الكثير يخبئه لنا ويعدنا بالأجمل، إنه الشاب ماهر نصر رجب الذي يكتب الياسمين بحروف نثرية تبعث على الإيجابية وعن حبق الشعر المتمكن في ذاته وتجربته يقول ماهر: أعتقد جازماً أن موهبة الشعر منحة إلهية وموهبة تتنامى بالقراءة والإطلاع، وهي لا تتعلق بالمجال الدراسي أو العملي، فأنا خريج كلية الحقوق وأعمل في الوسط التجاري ولكن صقل موهبتي تم عبر التجربة الشعورية.
الديوان الأول
لم يستطع ماهر تحديد السن الذي بدأ فيه الكتابة قائلاً: منذ الطفولة تعودت أن اكتب كل ما يخطر ببالي على شكل خواطر وومضات، أما خصوصية الديوان الأول فهو شعور رائع لا يوصف عندما أنجزته، فهو المرحلة الإبداعية الأولى واللبنة الأساس في درب الإبداع الشائك، وسأسعى إلى تطوير ذاتي وأدواتي الفنية لأقدم الأجمل فلا يزال لدي الكثير مما يستحق التعبير عنه شعراً، مبيناً أن ديوان “لغة مختلفة” يقع في مئة وعشر صفحات من القطع المتوسط تتضمن ثلاث وخمسين قصيدة من الشعر الوجداني محوره المرأة والحبّ والصداقة والخيانة والكون وماهيته، أما لغته فهي من السهل الممتنع تتميز بالسهولة والألفة وإن صعب محتواها على القارئ العادي، منوهاً أن الديوان موجه بالدرجة الأولى لأبناء جيلي وإلى كلّ من عاش الأزمة السورية وهذه الحرب اللعينة، ورسالته الأساسية أن الحياة جميلة وتستحق أن نناضل كجيل من أجلها عبر العلم والحبّ الإنساني، معتبراً أن قصيدة “لغة مختلفة” هي الأقرب إلى قلبه فهي تمثلني معنىً ومبدأ وقد جاءت تسمية ديواني من معين القصيدة فربما كنت مختلفاً بلغتي الشعرية الناتجة عن مشاعري مباشرة دون تزييف أو تزيين، ومن يقرأني بشكلٍ قريبٍ يدرك أن لغتي المختلفة تشبهني إلى حد بعيدٍ، فهي قريبة وبسيطة وتختلف عن كل ما نقرأ بالمعنى الإيجابي، مؤكدا أنه لن يعد نفسه شاعراً حتى يلقبني القرّاء بهذا اللقب الجليل، وفي النهاية الألقاب مجرد تسميات لا تسمن ولا تغني من جوع والأهم من يحافظ على سويته الأدبية ويشار إليه بالبنان انه شاعر.
دور الكلمة
وينوه ماهر إلى أنه يتوجه في كتاباته إلى كل من يقرأ من الطفل وحتى العجوز، فقد لاقى حرفي صداه وهذا يسعدني لكنني أعتقد أن ديواني يستهوي الجيل الشاب لأنه قصائد نثرية قصيرة وليست مطولة، مؤكداً أن لكلّ من القرّاء والنقاد أهميته على حد سواء فالقارئ العادي يحكم حسب ذوقه العام أما الأدباء والنّقاد فيحكمون من خلال خبرتهم الأدبيّة، مؤكداً أن لكلّ نوع من الأنواع الشعرية والأدبية دوره وجماله ولا ريّب أن الومضة أو الفلاشات تتناسب وعصرنا الحديث حيث السرعة والتكثيف والصورة الشعرية الأقرب إلى النفس رغم أنني في الواقع اكتب جميع الأجناس الأدبية وأهمها الرواية والأنواع الشعرية وأولها النثر، لأنها الأقدر على التعبير والوصول إلى جمهور القرّاء، مشيراً إلى أن المرأة هي محور الكون فكيف لا تكون محور كتاباتي إنها الأم والحبيبة والصديقة والأخت والزوجة والابنة، كما ويبدو ماهر متفائلاً بالواقع الراهن للأدب والقراءة بقوله: نعم أظن رغم كل ما نعيشه بأن للقراءة والشعر حظوة عند جمهور المثقفين وأعتقد مما أقرأ أننا قطعنا شوطاً كبيراً في الحداثة وأخذت الكلمة دورها كبديل عن الرصاصة، كما أن الحركة الأدبية في سورية عموماً بخير طالما يخرج كل يوم مبدعوها يرفعوا من شأن سورية بالقلم والعلم فحضارة الغد سيكتبها القلم لا البارود، معتبراً أن وسائل التواصل الاجتماعي أعادت للأدب والشعر مريديه فالقراء كثر من جيل الشباب بين طلبة ثانوي وجامعات وكذلك الأوساط الأدبية تضم عدداً لا بأس به من المبدعين والمهتمين بالشعر والنثر، مشيراً إلى دور الإعلام الكبير في إشهار الشعراء الشباب وربمّا تم من خلاله رفع أناس لا يستحقون أو العكس، واعداً القراء بديوان قادم متكامل الأدوات لغة وأسلوباً وصورة شعرية جميلة وبتقديم الأفضل لاستمرار النجاح الذي حققه ديواني “لغة مختلفة”.
لوردا فوزي