جهود مكثّفة لتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وإصلاح ما دمّره العدوان الأردوغاني وسط ترحيب شعبي.. الجيش يدخل منبج والطبقة وعين عيسى وتل تمر ويقترب من الحدود التركية
وسط ترحيب شعبي كبير، وانطلاقاً من واجبه بحماية الوطن والدفاع عنه في مواجهة العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية، دخلت وحدات من الجيش العربي السوري إلى مدينتي منبج والطبقة ومطار الطبقة العسكري وبلدة عين عيسى وعدداً من القرى والبلدات في أرياف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي والشمالي، إضافة إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، فيما احتشد الأهالي على مدخل بلدة عين عيسى لاستقبال وحدات الجيش، معربين عن ثقتهم بأن الجيش وحده القادر على حماية التراب السوري من أي معتد أو محتل، كما استقبل مئات المواطنين في تل تمر وحدات الجيش بالهتافات الوطنية والأهازيج، معربين عن سعادتهم وشعورهم بالأمان بوصول الجيش لحمايتهم من العدوان التركي.
وفي الإطار ذاته تمّ رفع العلم الوطني فوق عدد من مؤسسات الدولة، ومنها المدارس، في مدينتي الحسكة والقامشلي، فيما لفتت مصادر إلى أن الجيش العربي السوري موجود حالياً على بعد نحو 6 كم من الحدود السورية التركية، مشيرة إلى أنه من المرتقب أن يتابع تقدّمه باتجاه منطقة رأس العين.
يأتي ذلك في وقت تبذل الجهات الخدمية جهوداً مكثّفة لتأمين الخدمات المختلفة للمواطنين ومعالجة آثار العدوان التركي، في ظل استهدافه المنشآت الخدمية الحيوية بشكل متعمّد بهدف التضييق على الأهالي وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
محطة مياه علوك، المورد المائي الوحيد الذي يغذي مدينة الحسكة والريف الغربي، ويوفّر المياه لما يقارب المليون نسمة، كان هدفاً مباشراً للعدوان التركي، الذي استهدفها بعدة قذائف، أدت إلى خروج المشروع من الخدمة. ولتأمين المياه سعت المؤسسة العامة لمياه الشرب بالتعاون مع مديرية الموارد المائية إلى إيجاد حل بديل وسريع تمثّل في استثمار محطة مياه سد الحسكة الشرقي، والتي كانت متوقّفة عن العمل منذ ما يقارب العشر سنوات نتيجة الاعتماد على مشروع علوك في تأمين المياه، وخلال أقل من يومين تمّ تجهيزها وتنقية المياه وتعقيمها وضخ أول وجبة باتجاه مركز المدينة ومن ثم باتجاه باقي المناطق تباعاً.
القطاع الكهربائي تضرّر كثيراً في المناطق الشمالية نتيجة العدوان التركي، حيث تمّ استهداف الخط 230 ك. ف القادم من سد تشرين باتجاه المحافظة من قبل طيران العدوان التركي في منطقة مبروكة بريف المحافظة الغربي، ما أدى إلى خروجه من الخدمة، كما استهدف العدوان الشبكة الكهربائية المغذية لمشروع مياه علوك ومحطة تحويل كهرباء القامشلي بقذائف المدفعية، ولذلك وضعت الورشات الفنية في حالة استنفار، حيث استطاعت في اليوم الثاني من العدوان الوصول إلى محطة مياه علوك وإجراء صيانة كهربائية لها، إلا أنه تم استهدافها مجدداً، كما أجرت صيانات على خط الصوامع 20 ك. ف وأعادته للخدمة، ولا سيما أنه الخط المغذي للصوامع ومطحنة الجزيرة والبريد والعنترية وآبار مياه العويجة.
وأثناء انقطاع المياه عن مدينة الحسكة خلال الأيام القليلة الماضية عمل مجلس مدينة الحسكة على تجهيز عدة آبار منزلية في مناطق مختلفة في المدينة بهدف الاستعمالات المنزلية، إضافة إلى تسيير عدة صهاريج مياه صالحة للشرب لتوزيع المياه النظيفة والصالحة للاستهلاك على الأهالي.
ورغم قذائف الحقد أصر عمال المخابز في المناطق التي تشهد اعتداءات تركية على الاستمرار في العمل لتوفير مادة الخبز للأهالي، ما أدى إلى ارتقاء شهداء من الكوادر العمالية في مخبز القامشلي ورأس العين.
وأمام حركة نزوح الأهالي من المناطق الشمالية من المحافظة، قدّمت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية العاملة بالمحافظة، مساعدات لمئات العوائل الوافدة إلى اثنين وعشرين مركز إيواء منتشرة في عدة مناطق من المحافظة.
160 ألفاً هجّروا من مناطقهم
بالتوازي، واصلت قوات النظام التركي عدوانها على الأراضي السورية، لليوم السادس على التوالي، واستهدفت بقصف مدفعي بلدة الدرباسية وقرية القرمانية بريف الحسكة الشمالي الغربي، فيما غادر قرابة 150 جندياً من قوات الاحتلال الأمريكية والقوات الأجنبية الأراضي السورية إلى العراق من مطار رحيبة غير الشرعي بريف المالكية.
كما احتلت قوات النظام التركي ومرتزقتها قرى “شلاح– برقة– كاجو– مرندية– تل جما” بريف مدينة رأس العين.
وأدى العدوان التركي إلى إفراغ عشرات القرى والبلدات من سكانها، وخلق وضعاً إنسانياً مأساوياً يزداد تفاقماً مع استمرار قوات النظام التركي في عدوانها على تلك المناطق، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن العدوان التركي أدى إلى نزوح 160 ألف شخص من مناطقهم، داعياً إلى “خفض فوري للتصعيد” والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، معرباً عن “قلقه البالغ من تصاعد الوضع” في شمال سورية.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى مخاوفه من احتمال فرار إرهابيين من تنظيم “داعش”.
وفي درعا (دعاء الرفاعي) نفّذت الفعاليات الشعبية والرسمية وقفة احتجاجية تنديداً ورفضاً للعدوان التركي على الأرض السورية وجرائمه المستمرة بحق السوريين، والذي طال المدنيين وممتلكاتهم والممتلكات العامة بريفي الحسكة والرقة.
وأكد المشاركون في الوقفة أهمية توحيد الجهود وانضمام الأهالي إلى الجيش العربي السوري لتحرير الأرض وحماية البنى التحتية والأملاك العامة والخاصة، وأشاروا إلى أن الوقفة تأكيد على أن الشعب السوري واحد، وهي رسالة دعم لصمود أهلنا في الجزيرة السورية، ودعوة لكل القوات غير الشرعية إلى الخروج من سورية، لأن سورية لأهلها وشعبها وجيشها، وتعبّر عن تلاحم الشعب السوري بمختلف أطيافه، ووقوفه في خندق واحد مع جيشه الباسل، وشدّدوا على أن الإرهاب كما دحر في درعا سيدحر في أي مكان من سورية، ولن يتحقق حلم أردوغان بإعادة الخلافة العثمانية.