الصفحة الاولىصحيفة البعث

مجزرة جديدة في رأس العين.. و130 ألف مدني هجّروا من منازلهم الجيش يتحرّك باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي.. والمسيرات تعم الحسكة

بدأت وحدات من الجيش العربي السوري بالتحرّك باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية، وعمت المسيرات محافظة الحسكة تأييداً لتحرك الجيش، فيما جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، مشدداً على وجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها بشكل غير شرعي، في وقت ارتكب طيران الاحتلال التركي مجزرة في غارة شنها على قافلة في السوق المغلق بمدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص، بينهم صحفيون أجانب، بحسب مصادر إعلامية محلية.

وأظهر مقطع فيديو للقافلة صوراً لعشرات الجثث والمصابين، الذين تعرّض معظمهم للتشويه والحرق، فيما أفادت مصادر متطابقة بأن 11 مدنياً استشهدوا، بينهم صحفيون، وأصيب 70 آخرون بقصف على موكب بين القامشلي ورأس العين.

وكانت قوات النظام التركي كثفت قصفها، بسلاحي الطيران والمدفعية، القرى والبلدات في محافظتي الحسكة والرقة، واحتلت بلدة تل أبيض وعدة قرى بريف مدينة رأس العين، ما أدى إلى وقوع مزيد من الدمار في البنى التحتية وإلى تفاقم الوضع الإنساني في المناطق المستهدفة، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية دفع عشرات آلاف المواطنين إلى النزوح عن قراهم ومدنهم، مشيرة إلى أن أكثر من 130 ألف شخص هجّروا من منازلهم، وأنها تتوقّع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من ثلاث مرات.

وفي التفاصيل، احتلت قوات العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية أجزاء من بلدتي تل أبيض وسلوك بريف الرقة وقرى الدويرة وحروبي ورجعان بريف رأس العين شمال غرب الحسكة بعد قصف عنيف بالمدفعية وغارات الطيران طال محيط هذه القرى ومراكزها، ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة فيها، ناهيك عن نزوح المدنيين باتجاه المناطق الأكثر أمناً بعيداً عن نيران القصف العشوائي التركي.

وللتضييق على الأهالي ومفاقمة الوضع الإنساني عبر تجريدهم من مقومات الحياة اليومية، احتلت قوات النظام التركي ومرتزقته محطة مبروكة للكهرباء بريف رأس العين، في حين صعّدت من عدوانها الجوي على قرية تل بيدر بالريف ذاته، وتحاول توسيع نطاق عدوانها مستغلة انشقاق 280 عنصراً من ميليشيا قسد كانوا يتبعون لما يسمى “فوج تل براك” بريف الحسكة الشمالي وفرارهم من مواقعهم.

وفي محاولة لتقطيع المناطق، تسللت مجموعات من قوات الاحتلال التركي ومرتزقته إلى الطريق الدولي الحسكة-حلب بين بلدتي تل تمر وعين عيسى وقطعتها.

وفي إطار مسلسل التخلي عن أداتها ميليشيا قسد، نقلت قوات الاحتلال الأمريكي عدداً من الضباط والآليات على متن طائرة شحن من مطار رحيبة /روباريا/ غير الشرعي بريف بلدة المالكية إلى العراق، وبتغطية من الطيران الحربي التابع للتحالف الأمريكي غير الشرعي.

ونقلت قوات الاحتلال الأمريكي منذ شن النظام التركي عدوانه على الأراضي السورية في التاسع من الشهر الجاري عشرات من ضباطها وجنودها وعتاداً حربياً مع عدد من معتقلي تنظيم “داعش” الإرهابي من الأراضي السورية إلى العراق، وذلك بالتزامن مع قيام منظمات غير شرعية تعمل في منطقة الجزيرة السورية بترحيل عامليها من جنسيات فرنسية وبريطانية وسويسرية إلى شمال العراق.

وللاستثمار في موضوع إثارة المخاوف من هروب إرهابيي تنظيم “داعش” وأسرهم من المخيمات والسجون التي تعتقلهم فيها، أطلقت ميليشيا “قسد” سراح مئات المعتقلات من تنظيم “داعش” في مخيم عين عيسى بريف الرقة الشمالي، تزامناً مع إخلائها المخيم، الذي يضم نحو 10 آلاف شخص، بعيد استهداف محيطه من قبل طيران النظام التركي، وهي خطوة تأتي بعد إخلاء ونقل الوافدين من مخيم مبروكة في الريف الغربي لمدينة رأس العين.

ونقلت قوات الاحتلال الأمريكي السبت 80 معتقلاً أجنبياً من تنظيم “داعش” الإرهابي من سجن الشدادي عن طريق معبر تل صفوك غير الشرعي مع العراق التابع لناحية مركدة بريف الحسكة الجنوبي الشرقي لإعادة استثمارهم في أماكن وأوقات تناسب مخططاتها العدوانية تجاه المنطقة وشعوبها.

يأتي ذلك فيما حذّر المتحدّث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي من نزوح نحو 400 ألف شخص في المناطق المتأثرة بالعدوان التركي، موضحاً أن هؤلاء سيكونون بحاجة إلى المساعدة.

وأفادت الأمم المتحدة الجمعة الماضي بأن نحو مئة ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم منذ بدء العدوان التركي يوم الأربعاء الماضي، لكنها حذّرت لاحقاً من حالات نزوح جديدة من المناطق الريفية في محيط تل أبيض ورأس العين، مع إشارة التقديرات الأخيرة إلى أن العدد تجاوز 130 ألف شخص.

وأكدت المنظمة الدولية في آخر تقييم لها أنه لا يمكن التحقق من الأرقام الدقيقة، فيما استقر كثير من النازحين عند أقاربهم أو لدى مجتمعات محلية، وقالت: “لكن أعداداً متزايدة تصل إلى ملاجئ جماعية بما فيها مدارس”.

وعبّرت الأمم المتحدة عن “قلقها البالغ بشأن المخاطر التي تواجه آلاف النازحين بمن فيهم نساء وأطفال في مخيمات عدة للنازحين”.

وفي ردود الفعل، أكد الطلبة السوريون الدارسون في هنغاريا وقوفهم إلى جانب وطنهم حتى تحقيق النصر على جميع قوى الإرهاب والاحتلال، وأوضحوا في بيان أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يحاول عبر الزج بقواته ومرتزقته فرض احتلال يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية بذرائع واهية، وشدّد البيان على أنه لا يمكن لهؤلاء هزيمة عقيدة الانتماء للوطن المتأصلة لدى السوريين ولدى أبناء الجيش العربي السوري، وأضاف: “كطلبة سوريين نؤكد أننا صامدون صمود جيشنا المغوار، رافضون بشكل قاطع لأي شكل من أشكال التدخل السافر للاحتلال التركي، متمسّكون بحقنا بأرضنا التي تحضن جذورنا، ماضون خلف قائدنا وجيشنا حتى النصر والتحرير”.

بدوره أدان فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في قبرص عدوان النظام التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أنه “جريمة دولية” تستهدف سيادة الدولة السورية وسلامة شعبها، وأكد طلبة سورية الدارسون بقبرص، خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية نظّمها مجلس السلم القبرصي في العاصمة نيقوسيا تحت شعار “ارفعوا أيديكم عن سورية”، أن اعتداءات القوات الغازية التركية على مناطق الجزيرة السورية انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعين الهيئات والمنظمات الدولية إلى اتخاذ مواقف واضحة وقوية لضمان سيادة ووحدة الأراضي السورية.

وجدد الطلبة وقوفهم إلى جانب وطنهم لمواجهة الحرب الإرهابية التي تشن عليه، وأن يبقوا الجند الأوفياء حتى تطهير سورية من الإرهاب، ورد كل عدوان غاشم عنها.

ورفع المشاركون الأعلام الوطنية، ورددوا الشعارات المنددة بالعدوان الهمجي التركي، مؤكدين رفضهم لكل المحاولات الطامعة للنيل من وحدة الأراضي السورية وسيادتها.

سياسياً، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، مشدداً على وجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها بشكل غير شرعي، وأشار إلى أنه لا يمكن السماح للتنظيمات الإرهابية بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في سورية ولا بتدفق الإرهابيين منها إلى بلدان الاتحاد السوفييتي السابق، مؤكداً مواصلة بلاده تقديم الدعم لسورية في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً.

وشدد بوتين على وجوب مغادرة جميع القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير شرعي، وأضاف: “على كل من هم موجودون على أراضي أي دولة، وفي سورية تحديداً، بشكل غير شرعي مغادرتها، هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول، يجب تحرير أراضي سورية من الوجود العسكري الأجنبي، ويجب استعادة وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية بالكامل”.

وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.

وجدد بوتين التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، لافتاً إلى أهمية عمل لجنة مناقشة الدستور في هذا الإطار، وأن السوريين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أعلن في الثالث والعشرين من أيلول الماضي عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة مناقشة الدستور، فيما أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون أن عمل اللجنة سيبدأ في جنيف في الثلاثين من تشرين الأول الجاري.