الحاجة إلى التغيير
سبق وأشرنا مراراً إلى الواقع غير المرضي والمقلق للأندية الرياضية، وما يعترضها من صعوبات ومشكلات إدارية، وفنية، واستثمارية، ومالية مزمنة انعكست سلباً على مردودها ونتائجها في مجمل مشاركاتها واستحقاقاتها. وفي الواقع لم تنجح الجهود الفردية والجماعية على مدى السنوات الطويلة الماضية في إحداث أي تغيير إيجابي في مسار الأندية، والمفترض أن تشكّل اللبنة الأساسية والحلقة الأقوى في عملية النهوض الرياضي، ومرد ذلك ضيق الأفق والرؤية في مفاهيم وقواعد وأسس العمل الرياضي، وعدم خلق البيئة المناسبة للتعاطي الناجح مع محركات وأدوات ومقومات العمل الرياضي الاحترافي لمجاراة ومقاربة بعض التجارب الناجحة القريبة والمتوافقة مع إمكانياتنا وبيئتنا الرياضية.
وبعيداً عن فلسفة الأمور، والغوص في التفاصيل والجزئيات، من الأهمية والضرورة أن تسهم الدورة الانتخابية الجديدة المنتظرة في تحديث وتطوير آليات العمل الرياضي عبر وضع رؤى واستراتيجيات جديدة قادرة على إحداث التغيير المطلوب، ليس على مستوى الأشخاص والأسماء وحسب، وإنما على صعيد الفكر والخطط والبرامج الهادفة من خلال إجراء مكاشفة لواقعنا الرياضي المترهل، وتشخيص وتحديد مواقع الخلل والتقصير، والبحث جدياً عن مخارج للأزمات التي تعيق تقدم رياضتنا أية خطوة إلى الأمام.
وقد يكون مفيداً كخطوة أولى للانتقال من مرحلة التعثر إلى مرحلة النهوض أن تبادر القيادة الرياضية إلى وضع دراسة واقعية ومنطقية حول إمكانية تخصص الأندية الرياضية في ألعاب محددة ومعينة لتحقيق هدفين أساسيين: الأول تخفيف الأعباء المالية على الأندية، والثاني إعطاء الأريحية والمرونة المطلوبة لإدارات الأندية، وفتح آفاق جديدة أمامها لزيادة مساحة الاهتمام والرعاية والدعم المطلوب للنهوض برياضاتها المفضلة، وتطوير ألعابها الممارسة فعلياً، فمن غير المقبول أن نلزم الأندية بممارسة /23/ لعبة وهي لا تملك في صناديقها رصيداً يغطي نفقات لعبة أو لعبتين على أبعد تقدير.
معن الغادري