حرائق وادي النضارة طالت 13 قرية
حمص-عادل الأحمد
3940 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون، و285 دونماً بالأشجار الحراجية، بالإضافة لـ1375 دونماً من الأراضي السليخ صعبة المسالك والوعرة والخالية من أنواع الزراعة والغابات، هي الحصيلة النهائية للمساحات التي طالتها حرائق وادي النضارة في الريف الغربي لمحافظة حمص والتي شملت أراضي قرى مرمريتا- الناصرة- قرب علي- عين الباردة –المشتاية-الحواش-زوتينة – كفرا- عين الراهب – حب نمرة- شين – جبلايا –الخويخة.
شهادات المواطنين من أبناء المنطقة الذين كان لتعاونهم ولعملهم ومشاركتهم منذ البداية دور كبير في إخماد الحرائق والحد من وصولها إلى المنازل، قالت إن الحرائق بدأت من أراضي قرية حب نمرة وامتدت لجبل السايح، ومنها إلى مرمريتا التي وصلت فيها النيران إلى شوارع القرية متسببة بأضرار مادية كبيرة دون وقوع إصابات بشرية، ومع تسارع حركة الرياح وتقلب اتجاهاتها ازدادت صعوبة السيطرة على النيران حيث امتدت ألسنة اللهب في كل الاتجاهات لتصل إلى أراضي كل القرى التي دخلت في دائرة الأضرار.
مدير زراعة حمص المهندس نزيه الرفاعي قال: جملة عوامل ساهمت في اتساع مساحة المناطق المحروقة، وجعلت أمور الدخول إلى قلب الحدث والسيطرة على النيران صعبة، منها وعورة الطرقات والمنحدرات والأودية وارتفاع طول ألسنة اللهب التي وصلت لعدة أمتار؛ مما أعاق عمل الآليات التي تمت الاستعانة بها لفتح طرقات في المناطق صعبة المسالك، وهذا ما أخر في وصول فرق الإطفاء والدفاع المدني وإطفاء الحرائق، بالإضافة لسرعة الرياح وتقلباتها.
العقيد كنعان جودا قائد فوج إطفاء حمص الذي شارك في إخماد الحرائق مع مختلف الجهات التي تملك وسائل إطفاء مديرية الزراعة ومصفاة حمص والدفاع المدني أوضح أن إمكانية الوصول لبعض المناطق كان مستحيلاً، وهذا ساهم في اتساع مساحة المناطق المحروقة، مرجعاً أسباب الحرائق إلى الحرارة والجفاف، ولم يستبعد أن تكون مصطنعة لتحقيق غايات يستفيد منها من يستفيد، مؤكداً أنه تمت السيطرة على الحرائق في أوقات متأخرة بعد جهود كبيرة ومضنية.
مدير ناحية شين أشار إلى أن النيران امتدت لقرى الناحية، ووصلت إلى أراضي سليخ في شين وجبلايا والخويخة التي تضررت بنسبة حوالي 70%،وطالت مساحات من أراضي الزيتون في القرى المذكورة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن ما حدث بالأمس يمكن أن يحدث في كل الأوقات طالما بقيت الثروة الحراجية خارج دائرة الاهتمام، آلاف الأشجار الحراجية المعمرة احترقت، وآلاف أشجار الزيتون أصبحت لا تصلح إلا للتحطيب، وكلها تقع في منطقة سياحية من أجمل المناطق.
الحرائق لابد أنها وضعتنا أما مسؤوليات تحتم علينا أن نوجه الاهتمام إلى المناطق التي تستحق ذلك، ومن غير المعقول أن تكون وحدة إطفاء الناصرة أو شعبة تلكلخ كافيتين للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة التي كلفتنا الكثير، ولابد من مركز إطفاء متطور ومجهز؛ لأن المساحات واسعة، واحتمال الخطر متوقع في كل الأوقات.