ظريف: حكومة أو أكثر وراء الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية
أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان استمع في طهران إلى وجهة نظر المسؤولين لأوضاع المنطقة وتطوّراتها، ودعا القوى الإقليمية إلى انتهاج الدبلوماسية للحدّ من التوتر وإنهاء الحرب في اليمن، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية، ومن خلال الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه ضد الشعب الإيراني والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليه، ترتكب جريمة ضد الإنسانية.
وقال روحاني، في كلمة خلال اجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في دورتها السادسة والستين: إن جريمة أمريكا ومحرضيها، مثل الكيان الصهيوني والنظام السعودي، ضد الشعب الإيراني ولقمة عيشه، دون أي مبرر جريمة، ضد الإنسانية وإرهاب اقتصادي، مؤكداً أن الصهيوأمريكية هزمت في المنطقة وأن الشعوب فهمت أن الطريق الوحيد هو المحبة والصداقة، وأشار إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وتنصلها منه دون مبرر، بسبب الضغوط الداخلية في البيت الأبيض والكيان الصهيوني والنظام السعودي، يشكّل وصمة عار عليها وانتهاكاً منها للقرارات الدولية، ولاسيما أن هذا الاتفاق قد تمّ التصديق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي.
وأكد الرئيس الإيراني أن إيران تسير نحو الاكتفاء الذاتي، وأن 95 بالمئة من الأدوية تصنع في الداخل، مبيناً أنه وبعد الضغوط على الشعب والحكومة في إيران لـ 18 شهراً، فإننا نشهد انخفاض مستوى التضخم، وارتفاع مستوى النمو الاقتصادي الإيجابي.
وفي موضوع آخر، أكد الرئيس الإيراني أنه على الجهة التي تقف خلف الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر أن تتحمّل مسؤولية ما فعلته، وقال: “تبيّن لنا أن الهجوم على ناقلة النفط في البحر الأحمر جاء من سفينة صغيرة أو زورق.. أطلق عدة قذائف، واثنتين منها أصابت الناقلة.. فحصنا بقايا الصاروخ في داخل الناقلة.. وحالياً نقوم بدراسة الدولة المتورطة في الحادث”، وأضاف: إن ما حصل ليس عمل تنظيم إرهابي، وإنما تقف خلفه دولة، “لكن من المبكر تحديد هويتها الآن.. على أي بلد فعل هذا الأمر أن ينتظر العواقب”.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية “سابيتي” قبالة ميناء جدة السعودي مؤخراً، وقفت خلفه جهة حكومية واحدة أو أكثر، وأضاف: “بطبيعة الحال تستمر التحقيقات في هذا الشأن، لكننا لن نتهم أي حكومة ما لم نحصل على نتائج مؤكدة، ونعتقد أن الهجوم كان إجراء معقداً مدعوماً من حكومة”.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية اعتبرت أن الهجوم على ناقلة النفط، مغامرة خطرة نفّذت من شرق البحر الأحمر من منطقة قريبة من خط عبور الناقلة، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال متواصلة، وسيعلن عن نتائجها تباعاً، فيما أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى أن إيران ترد على مستهدفي ناقلة النفط الإيرانية رداً يجعلهم يندمون، مضيفاً: إن إيران أعلنت دوماً عن استعدادها لإزالة التوتر وبالتأكيد ستقوم بذلك، من المؤكّد أن الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية يتعارض وسياسات الجمهورية الإسلامية المحافظة على الاستقرار، وأشار إلى “أن إيران تعلن منذ سنوات عن استعدادها لإجراء المفاوضات مع السعودية، والسعوديون هم الذين لم يحضروا، وفي الوقت نفسه تختلف أقوالهم عن أفعالهم، ويبحثون عن الوساطة”.
ورداً على بعض التحليلات بأن الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية كان بهدف صرف الأنظار عن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إلى طهران، قال فلاحت بيشه: هذا الحادث يشبه كثيراً بما جرى خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إلى إيران حيث تمّ استهداف ناقلتين خلالها بالتزامن، ويبدو أن هناك أطرافاً تسعى وراء الحيلولة دون المسار الدبلوماسي، وأضاف: لدى إيران قدرات عملية لمعرفة من قام بهذا الهجوم، وترد رداً يجعله يندم.