من اللاذقية إلى دمشق.. “التباس” على خشبة مسرح الحمراء
بعد النجاح الكبير الذي حققته مسرحية “التباس” لفرقة المسرح القومي باللاذقية، تأليف داريو فو، إخراج سلمان شريبة تستضيف مديرية المسارح والموسيقا هذا العرض على مسرح الحمراء بدمشق ولمدة 5 أيام اعتبارا من 15/ ولغاية 19 / 10 والمسرحية من بطولة حسين عباس- سوسن عطاف – مجد يونس أحمد- غربا مريشة- وسام مهنا- دينا العش” وبيّن المخرج شريبة الذي سبق وأن قدم نحو 14 مسرحية أن “التباس” حققت هذا النجاح لأنها لامست مشاكل شريحة كبيرة من الجمهور وبشكل كوميدي ساخر، حيث تعالج قضايا عائلية موجودة في كل منزل وتصلح لكل زمان ومكان، وقد يقع فيها أي زوجين بعد أن تم تقديم “داريو فو” بشكل سوري.
الثقافة والكوميديا الشعبية
يشير شريبة إلى أنه سعى من خلال “التباس” إلى تقديم عرض يجسد الثقافة والكوميديا الشعبية التي تعتمد الكركتر الشعبي الذي يمثل شريحة اجتماعية بعد أن تم نقل بيئة النص من الجو الغربي الايطالي إلى الجو المحلي السوري، مع الحفاظ على جسم النص بالكامل وادخال تفاصيل محلية عليه وتبني الشخصيات ليكون العرض سوريا خالصا، حيث جسدت الحكاية واقعنا بشكل معبر جدا، مبيناً أن علاقته مع الممثلين كانت علاقة إبداع مشترك خاصة وأن العرض يعتمد على الارتجال المنظم وقد شارك الجميع في تحويل النص ونقله إلى العامية السورية وبشخصيات من واقعنا السوري، وكل ذلك خلال مدة زمنية قياسية لم تتجاوز الشهر، موضحاً أنه تم التغلب على الصعوبات بالعمل والروح الجماعية لأسرة العرض بالتعاون مع الإدارة.
بعيداً عن الحرب
ابتعد شريبة في مسرحية “التباس” عن موضوع الحرب التي لم تنته بعد إذ ومهما قدم من عروض يبقى الواقع المعاش أصدق، مشيراً إلى أن الدراما قدمت الكثير عن الحرب تلفزيونيا وسينمائيا ولهذا فكر بتقديم وجع اجتماعي إنساني بعيدا عنها وقد يكون سببا ومنعكسا من منعكساتها “الأغنياء وتجار الأزمة ومحدثي النعمة واللصوص الذين ظهروا نتيجة للحرب” وهذه الشخصيات موجودة في العرض والنص الأصلي فرضها، منوهاً إلى أن نص داريو فو نص عالمي يصلح لكل مجتمع ولكل زمان ومكان، مبيناً انه لا يعاني من أية مشكلة في النصوص ويقوم عادة بصياغة نصوصه من أي قصة أو حكاية أو رواية مع إشارته إلى وجود تقصير في الكتابة للمسرح بعد أن اتجه الكتاب للكتابة التليفزيونية تحت ضغط الحاجة المادية الاقتصادية وهذا من حقهم، ولكن لابد من تشجيع الكتابة للمسرح وتقديم دعم وحوافز مادية للكتاب المسرحيين.
خطوة جيدة
ويؤكد شريبة أن العرض في دمشق سيكون فرصة للتعرف على جمهور جديد وفرصة لجمهور دمشق أن يتعرف على العمل وأن استضافة المديرية لهذا العمل ولأعمال أخرى خطوة جيدة لتبادل العروض والخبرات المسرحية بين المحافظات، معترفاً وهو الذي يتوجه عادة بعروضه لأكبر شريحة من الجمهور أن الجمهور السوري عاشق للمسرح ولكن يبقى لجمهور العاصمة خصوصية كبيرة لأنه على تماس واطلاع كبير على الحركة المسرحية وهذا ما يميزه عن جمهور باقي المحافظات.. وعن واقع المسرح باللاذقية يراه جيدا فهناك برنامج مسرحي سنوي للكبار والصغار ومهرجانات مسرحية وفرق أهلية، ومسارح منظمات ونقابات تعمل بشكل دائم ولهذا ما يقدم من مسرح في اللاذقية معقول جدا ولكن المطلوب برأي شريبة تشديد المراقبة على بعض العروض التجارية الهابطة لبعض مسرحيات الأطفال التي تشوه الطفولة متمنياً وجود حالة نقدية صحيحة للمسرح بدلا من بعض المهاترات الصادرة عن أشخاص لا يرون إلا الجانب الفارغ من الكأس ولا يسمع منهم سوى الزعيق.
أمينة عباس