ترامب يوجّه ضربة قاصمة للطاغية أردوغان.. والدول الأوروبية تسارع لوقف تسليح النظام التركي
بعيد تعليق فرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج وفنلندا والتشيك تصدير أي شحنات أسلحة جديدة إلى النظام التركي، إثر عدوانه على الأراضي السورية، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمام البرلمان البريطاني، “حكومة المملكة المتحدة تتحمّل مسؤولياتها في مراقبة تصدير الأسلحة على محمل الجد”، مشيراً إلى أن الحكومة ستجري مراجعة لصادرات السلاح إلى تركيا، وأضاف: “لن يتم منح أي تراخيص تصدير أخرى إلى تركيا للعناصر التي قد تستخدم في العمليات العسكرية في سورية”.
وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية كشفت، في وقت سابق، أن الحكومة البريطانية تنوي مراجعة جميع تراخيص تصدير الأسلحة إلى النظام التركي، وأنه وفق معلومات مسرّبة فإن الوزراء البريطانيين أمروا بإجراء مراجعة كاملة في مبيعات الأسلحة لأنقرة التي يمكن أن تستخدمها في سورية، بينما علّقت منح تراخيص جديدة بانتظار نتائج المراجعة.
إلى ذلك، قال مكتب التفتيش الخاص بالمنتجات الاستراتيجية السويدي: “إن المكتب يسحب جميع التراخيص السارية المفعول لتصدير المعدات وغيرها من المنتجات العسكرية إلى تركيا”.
كما علّقت إسبانيا بيع المعدات العسكرية إلى النظام التركي، مؤكدة أن العدوان التركي يهدد سيادة الأراضي السورية واستقرار المنطقة، وشددت الحكومة الإسبانية، التي تعد من أكبر مصدّري السلاح للنظام التركي، على ضرورة وقف هذا النظام لعدوانه العسكري على الأراضي السورية، مؤكدة أن هذا العدوان “يعرّض استقرار المنطقة للخطر، ويزيد من أعداد المهجرين، ويهدّد سيادة الأراضي السورية”، فيما قالت الخارجية الإسبانية: “بالتنسيق مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي سترفض إسبانيا أي تراخيص تصدير جديدة لمعدات عسكرية إلى تركيا يمكن أن تستخدم في عمليتها العسكرية ضد سورية”.
وحمّل رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب تركيا والولايات المتحدة مسؤولية ما آل إليه الوضع في شمال شرق سورية وفي المنطقة بشكل عام، “وستكون لهذه القرارات الكارثية تداعيات خطيرة جداً”، معتبراً أن “الفوضى التي بدأت بالظهور تساعد على عودة تنظيم داعش الإرهابي”، كما أكد أن تلك القرارات كارثية أيضاً على المدنيين وعلى عملية البحث عن حل سياسي للأزمة في سورية، الذي يبتعد مع كل خطوة يقدم عليها النظام التركي.
كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن بلاده تنوي حظر صادرات السلاح إلى النظام التركي، وشدّد، أمام البرلمان، على ضرورة حل الأزمة في سورية بالطرق السياسية.
في المقابل، أجاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات على مسؤولين أتراك، وقرّر زيادة الرسوم الجمركية على صادرات الصلب التركية، ووقف المفاوضات التجارية مع أنقرة، وقال في تغريدة على تويتر: “أنا مستعد بالكامل لتدمير الاقتصاد التركي بسرعة إذا ما استمر القادة الأتراك في هذا المسار الخطير والمدمّر”.
وفي وقت لاحق، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزراء الطاقة والدفاع والداخلية الأتراك.
وتشكّل حزمة العقوبات الجديدة ضربة قاصمة للاقتصاد التركي وأيضاً للطاغية أردوغان، الذي يلهث من وراء احتلال أراض سورية للتغطية على أزماته الداخلية السياسية والاقتصادية، وفشله الذريع في إخراج الاقتصاد من حالة الركود.
ومن المتوقّع أن تدفع العقوبات الأميركية القاسية بالفعل الاقتصاد التركي المتعثّر إلى الانهيار، حيث إن عقوبات سابقة لوّح بها ترامب العام الماضي من دون تنفيذها دفعت الليرة التركية إلى هوة عميقة فقدت معها نحو 40 بالمئة من قيمتها.
وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق الاثنين: إن “عقوبات صارمة” ضد تركيا يمكن أن تصدر قريباً، فيما تمسّك أردوغان بعناده، معلناً أنه لن يتراجع عن العملية العسكرية، التي أطلقها مساء الأربعاء الماضي، وسمّاها “منبع السلام”، والتي أدت إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين، وتدمير كبير في البنى التحتية، وتهجير عشرات الآلاف من المدنيين من مناطقهم، ما ينذر بكارثة إنسانية.
وقال ترامب في تغريدة سابقة: “عقوبات صارمة ضد تركيا قادمة!”، لكنه لم يقدّم المزيد من التفاصيل تماماً، كما فعل في تغريدة سابقة حين لوّح بتدمير الاقتصاد التركي إذا تجاوزت أنقرة الحدود.
لكن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال من البيت الأبيض لاحقاً: “من الواضح أن الأوان لم يفت بعد لفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا”، إلا أنه نبّه أيضاً إلى أن “الوضع معقد”، مذكّراً بأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي.
وأعلن منوتشين الجمعة أن الرئيس الأميركي أمر بعقوبات صارمة ضد أنقرة، لكن لم يتمّ تفعيلها حتى الآن، وسبق له أن أكد أن بوسع واشنطن أن تشلّ الاقتصاد التركي بحزمة عقوبات.
في الأثناء، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو أن أردوغان ينتهج “سياسات إخوانية وعنصرية”، محذّراً من خطر سياساته الفاشلة على تركيا والمنطقة، وقال، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه: “حذّرنا أردوغان منذ البداية من مغبة أخطائه في سورية، ولكنه أرسل الأسلحة إلى الإرهابيين وسمح لآلاف الإرهابيين الأجانب بدخول سورية ونقل مصابيهم إلى المستشفيات التركية لمعالجتهم”، وأشار إلى أن سياسات أردوغان “تزيد من عدد الدول المعادية لتركيا، التي لم يعد لها أي صديق في العالم” مضيفاً: “إن أردوغان جبان، ولا يهمه مصالح الأمة والدولة التركية، بل ما يهمه حكمه الاستبدادي، وهو يتجاهل أن ترامب سيخلق لتركيا مشكلات خطيرة”، وجدّد تأكيده على ضرورة الحوار المباشر مع الدولة السورية، مطالباً النظام التركي بالتراجع عن سياساته الخاطئة والخطيرة في المنطقة.