إخماد معظم الحرائق في اللاذقية وحمص وطرطوس “الأكبر والأخطر”.. حرائق تلتهم مساحات واسعة من لبنان
بذلت الجهات المعنية جهوداً كبيرة خلال اليومين الماضيين لإخماد الحرائق التي اندلعت في الأراضي الحراجية باللاذقية وحمص وطرطوس، لتثمر عن إخماد النسبة الأكبر منها، فيما يتمّ العمل للسيطرة على ما تبقى منها، في ظل صعوبات تتمثّل بالتضاريس الوعرة وصعوبة الوصول لمناطق النيران، وعرض اجتماع عمل ضم وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري ومحافظ اللاذقية اللواء إبراهيم خضر السالم مع فريق مكافحة الحرائق بالمحافظة الإجراءات المتخذة لمكافحة الحرائق والرؤى والأفكار لتفادي وقوع مثل هذه الحالات مستقبلاً والحد من الخسائر.
وعرض مديرو الجهات العامة المعنية بالعمل مقترحاتهم للحد من الخسائر، وسرعة التعامل مع الحرائق، وتعزيز إجراءات التواصل بين عمال الإطفاء، فيما لفت الوزير القادري إلى حالة التكاتف والعمل المؤسساتي وحسن الإدارة في التعامل مع الحرائق على مستوى المحافظة التي حدثت خلال هذه الفترة، وكان لها دور كبير في الحد من الخسائر، مبيناً العمل لتشكيل لجان محلية للمناطق الحراجية والتي سيكون لديها مسؤوليات تجاه هذه المناطق مع إمكانية الاستفادة من منتجات الغابات ضمن خطة تساعد على تنمية الغابة والحفاظ على جماليتها.
المحافظ السالم لفت إلى إمكانية دراسة تعويض المزارعين المتضررين بعدد زراعية أو عبر الدعم للإنتاج الحيواني، ولاسيما أن حرائق الأشجار يعود ضررها على المزارع لفترات طويلة، وتأمين غراس بديلة مجانية للمتضررين على غرار التجارب السابقة.
وتركزت المقترحات على ضرورة تأمين عدد أكبر مقطورات للمياه وجرارات في المناطق الحراجية الصعبة، وزيادة خطوط النار والطرق الحراجية رغم أن طول هذه الخطوط تبلغ 2600 كيلومتر، والاستعاضة عن تشجير الصنوبر بأنواع أخرى لا تكون مساعدة على الحرائق، وتشديد العقوبات على كل من يحرق أرضه للتخلص من الأعشاب.
في وقت التهمت الحرائق مساحات واسعة من لبنان، من شماله إلى جنوبه، وهدّدت منازل المواطنين في بعض المناطق، من شماله إلى جنوبه، جراء ارتفاع درجات الحرارة، في وقتٍ أعلن فيه الصليب الأحمر اللبناني أن الحرائق التي يتعرّض لها لبنان الآن “هي الأكبر والأخطر”.
وتوفي عنصر في الدفاع المدني أثناء مساهمته في إخماد الحرائق في منطقة الشوف بجبل لبنان، فيما افترش بعض المواطنين الطرقات والساحات العامة بعدما وصلت الحرائق إلى بيوتهم.
وأعلنت وزارة الداخلية السيطرة على النيران في بعض المناطق بنسبة 80 في المئة، لكن استمرار هبوب الرياح الساخنة جدّد اشتعال النيران، محذّرة من إمكان اندلاع حرائق إضافية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وكشفت عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الوزارة والدفاع المدني وأفواج الإطفاء للعمل على إخماد الحرائق بشكل سريع.
وأدى تخطي درجات الحرارة معدلاتها الموسمية في هذا الشهر، والرياح السريعة، إلى امتداد الحرائق، حيث باتت تهدد المنازل في بعض المناطق. واستعان لبنان بطائرات قبرصية لإطفاء الحرائق في منطقة المشرف، حيث طالت الحرائق منطقة الدامور، إضافة إلى بعض القرى في أقضية عكار وعاليه والمتن.
في السياق، أكد رئيس مصلحة الأرصاد الجوية مارك وهيبة أن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تأجيج الحرائق في لبنان، وأوضح أن الحرارة الأعلى سجّلت في عكار، وقاربت الأربعين، في حين وصلت في بيروت إلى 38، لافتاً إلى أن الحرارة تخطت معدلاتها بكثير في مثل هذا الوقت من السنة، وأكد أن الرياح الجافة ستخف ابتداء من اليوم الأربعاء.
إلى ذلك، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن الحريق المندلع في منطقة المشرف في جبل لبنان منذ يومين لم يتوقف رغم الجهود المكثفة التي يقوم بها المعنيون من عناصر الدفاع المدني في مراكز الشوف وصيدا وبيروت والضاحية بمواكبة من الجيش اللبناني وطائرات الإخماد، وأضافت: إن الحريق توسّع إلى حد كبير، حيث انتشرت رقعة النيران بفعل سرعة الرياح الساخنة التي وصلت من خلالها إلى أربعة منازل في المشرف وأحرقتها بالكامل، بينما طالت شرفات منازل أخرى بعدما أخلاها السكان، بسبب شدة الاختناق التي أثرت في العشرات، لتجنّب الأسوأ.
ووفق الوكالة فقد انتقلت الحرائق من المشرف باتجاه الدامور والدبية وكفر حيم وكفر متى، وامتدّت على مساحة آلاف الأمتار، حيث حوّلت مداخل الشوف وبيروت وصيدا إلى دخان يلفّ المنطقة بكاملها، وأفادت بنشوب حريق هائل بين الخراب والمطرية أتى على مساحات واسعة من الأراضي، مضيفة: إن حريقاً آخر لا يزال مستعراً في أحراج مناطق مزرعة يشوع قرنة الحمرا وزكريت.
من جهته أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن نقل 18 شخصاً إلى المستشفيات وتقديم الإسعافات لـ88 آخرين، موضحاً أن الحرائق لامست عدداً من المنازل، وأكد أنه وضع فرقه في حال من الاستنفار، كما أقام مستشفى ميدانياً أمام مركزه في الدامور، فيما قال المدير العام للدفاع المدني اللبناني العميد ريمون خطار: إن هناك نحو 104 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، وتعمل نحو 200 آلية من الدفاع المدني على إخمادها، وتحدّث عن وقوع 5 إصابات طفيفة بين عناصر الدفاع المدني، إضافة إلى انفجار20 لغماً جراء الحرائق في منطقة الشوف، مشيراً إلى أن الحرائق في الشوف لم يشهدها لبنان منذ عشرات السنين. وشملت الحرائق في لبنان أحراج زغرتا والدبية والقرنة الحمراء وأحراج المتن وغيرها.