“دواعش أردوغان”.. اعتداءات وحشية وسطو على منازل المدنيين الجيش يستعيد السيطرة على منطقة مساحتها 1000 كم2 حول منبج.. ومسيرات ترحيب في الميادين والرقة
بعد ساعات من إكمال وحدات الجيش العربي السوري انتشارها في مدينة منبج ومحيطها بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب، وسط ترحيب الأهالي، انتشرت وحدات من الجيش في صوامع الأغيبش بريف تل تمر شمال غرب الحسكة، إضافة إلى نقاط على الطريق الدولي الحسكة- حلب “M4”. في المقابل احتلت قوات النظام التركي قرية المناجير بريف ناحية تل تمر، بعد استهدافها لساعات بسلاح المدفعية وغارات الطيران الحربي، بالتوازي مع الاعتداء بالضرب على النساء في قريتي العزيزية وتل حلف، بعد السطو على عدد من منازل القريتين، كما عمدت أيضاً إلى حرق منازل عدد من المواطنين بعد سرقتها في عدد من قرى ريف تل تمر ومنطقة رأس العين.
بالتوازي شهدت مدينة الميادين، بريف دير الزور الشرقي، وقفة جماهيرية تنديداً بالعدوان التركي، وابتهاجاً بانتصارات الجيش العربي السوري، فيما شهدت مدينتا الرقة ومنبج تجمعات شعبية ومسيرات ترحيباً بقدوم الجيش لحماية منطقة الجزيرة من أطماع أردوغان وجرائم مرتزقته، واحتفاءً بدخوله إلى منبج، في وقت تواصلت الإدانات العربية والدولية للعدوان التركي على الأراضي السورية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرّك فوراً لإيقافه.
وفي التفاصيل، أكملت وحدات الجيش العربي السوري انتشارها في مدينة منبج ومحيطها بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب وسط ترحيب الأهالي، الذين عبّروا عن ثقتهم بقدرة الجيش على ردع العدوان التركي وحماية المدينة وأهلها من اعتداءات أردوغان الإجرامية، وذكر مراسل سانا من البلدة أن الأهالي احتشدوا وسط البلدة رافعين الأعلام الوطنية، مرددين الهتافات للجيش، الذي أتى لحماية المدينة وأهلها من العدوان التركي، غير أن مسلحي مجموعات قسد المنحلة أطلقوا النار باتجاه المشاركين بالمسيرة لتفريقهم.
ودخلت وحدات من الجيش العربي السوري، وضمن مهامها الوطنية في الدفاع الوطن ضد العدوان التركي، قرى الأغيبش وليلان والطويلة في الريف الشمالي الغربي لبلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، وعبّر الأهالي عن فرحتهم بقدوم الجيش لحمايتهم والدفاع عن الوطن ضد قوات النظام التركي وأدواته من الإرهابيين، مؤكدين أن ولادة جديدة كتبت لهم اليوم، فبواسل الجيش الذين دحروا الإرهاب قادرون اليوم على التصدي للعدوان، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.
وأعلن التلفزيون العربي السوري انتشار الجيش في مدينة منبج، فيما يواصل انتشاره في ريف حلب الشرقي عند قرية السلطانية جنوب منبج، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية: إن الجيش العربي السوري استعاد السيطرة على منطقة مساحتها 1000 كلم مربع حول منبج، كما سيطر على مطار الطبقة العسكري ومحطتين للطاقة الكهرومائية وعدة جسور فوق نهر الفرات.
إلى ذلك، نظّم أهالي مدينة الميادين بريف دير الزور والبلدات المحيطة تجمعاً شعبياً أمام مبنى مجلس المدينة لتحية الجيش العربي السوري، والتنديد بالعدوان التركي على مناطق الجزيرة، والمطالبة بخروج القوات الأمريكية المحتلة من الأراضي السورية، وأكدوا أن النظام التركي يسعى من خلال عدوانه إلى تحقيق أطماعه الاستعمارية، مطالبين بخروج كل القوات الأجنبية المحتلة، سواء التركية أو الأمريكية، ووجهوا التحية لرجال الجيش العربي السوري صنّاع النصر وحماة الديار، لأنهم هم الوحيدون القادرون على حماية الشعب السوري والحفاظ على وحدة وسيادة تراب الوطن.
وشدّد المشاركون على أن الأرض سورية لم ولن تخضع لمحتل أو غاصب، وأن أبناء الشعب السوري تحميهم الدولة السورية والجيش العربي السوري، وأشاروا إلى أن العدوان التركي على الأراضي السورية سيندحر، لأن أبناء سورية متكاتفون حول قيادتهم وجيشهم، وقادرون على هزيمة كل المعتدين، ولفت إلى أن أبناء سورية، من أقصاها إلى أقصاها، يقولون: نعم للوحدة الوطنية ولوحدة التراب السوري الذي لم ولن يحميه إلا الجيش العربي السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
نزوح كثيف من رأس العين
في المقابل، احتلت قوات النظام التركي قرية المناجير بريف ناحية تل تمر، بعد استهدافها لساعات بسلاح المدفعية وغارات الطيران الحربي، الذي شمل أيضاً قرى الإبراهيمية وعريشة فوقاتي وعريشة تحتاني والصالحية بريف رأس العين، بالتوازي مع اشتباكات عنيفة بين مرتزقة النظام التركي ومسلحي مجموعات “قسد” المنحلة على الأطراف الشمالية والشرقية لمدينة رأس العين.
وإمعاناً منها بالعدوان والإجرام بحق الأهالي، اعتدت القوات التركية المحتلة بالضرب على النساء في قريتي العزيزية وتل حلف بعد السطو على عدد من منازل القريتين، كما عمدت أيضاً إلى حرق منازل عدد من المواطنين بعد سرقتها في عدد من قرى ريف تل تمر ومنطقة رأس العين، التي شهدت خلال الساعات الماضية حركة نزوح نتيجة العدوان التركي المتواصل على المنطقة.
وفي ريف الرقة الشمالي أكد مراسل سانا استشهاد مدنيين اثنين جراء استهداف قوات العدوان التركي سيارة كانت تقلهم في قرية أبو صرة شمال عين عيسى، فيما قالت وزارة دفاع النظام التركي: “إن جندياً قُتل وأصيب ثمانية آخرون “جراء قصف مدفعي”.
بالتوازي، نقلت قوات الاحتلال الأمريكي 250 امرأة من زوجات العناصر الأجانب في تنظيم “داعش” التكفيري من مخيم الهول إلى قاعدة الشدادي غير الشرعية جنوب مدينة الحسكة.
وفي وقت لاحق، احتلت قوات النظام التركي ومرتزقتها قرى كوزلية -العامرية- الأربعين- ليلان- على الطريق الدولي حلب – تل تمر، وتبعد 10 كم عن نقاط تمركز الجيش العربي السوري.
إلى ذلك، حمّلت الأمم المتحدة نظام أردوغان مسؤولية انتهاكات ارتكبتها ميليشيات إرهابية موالية له خلال عدوانه على الأراضي السورية، مشيرة إلى أن عمليات إعدام نفّذتها تلك الميليشيات يمكن أن تصنّف في إطار جرائم حرب، وقال المتحدّث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل: “بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فإن الإعدامات التعسفية تعد انتهاكاً خطيراً، ويمكن أن تصنّف جريمة حرب”، مؤكداً أنه “يجب حماية المدنيين كما كل فرد خارج نطاق الأعمال القتالية مثل المقاتلين الأسرى”، وأوضح “تعتبر تركيا دولة مسؤولة عن انتهاكات ارتكبتها مجموعات مسلحة تابعة لها.. والحادث الأسوأ الذي علمنا به حتى الآن والذي نسعى للتحقق من صحته بشكل كامل هو تقرير يفيد بمقتل أربعة مدنيين على الأقل بينهم صحفيان وإصابة العشرات بجروح عند تعرض موكب سيارات لضربة جوية تركية”، مشيراً إلى أن الهجوم وقع في الـ 13 من تشرين الأول الجاري.
روسيا: على أنقرة الالتزام باتفاق أضنة
سياسياً، تواصلت الإدانات العربية والدولية للعدوان التركي، مطالبة بوقفه فوراً، وداعية المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر فاعلية تجاهه، فيما أعلن فيتالي نعومكين، المدير العلمي لمعهد الاستشراق الروسي، أن أولوية روسيا تتمثّل في التأكيد على ضرورة احترام وحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها، وأوضح أن الولايات المتحدة وتركيا تنتهكان سيادة سورية عبر قيامهما باحتلال مناطق فيها، داعياً النظام التركي إلى تنفيذ التزاماته باعتباره أحد ضامني عملية أستانا، وأشار إلى أن العمل بما يعرف باتفاق أضنة هو الأفضل لضمان أمن الحدود بين سورية وتركيا، وعلى الأخيرة الالتزام به إذا أرادت حفظ أمنها.
الشورى الإيراني يدعو لاتخاذ موقف أكثر فاعلية
إلى ذلك، دعا مجلس الشورى الإيراني المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتهم، واتخاذ موقف أكثر فاعلية تجاه هذا العدوان، وأعرب نواب المجلس عن تقديرهم لموقف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بإلغاء زيارته إلى تركيا اعتراضاً على العدوان التركي على الأراضي السورية، فيما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قينغ شوانغ: “ندعو تركيا إلى وقف الأعمال العسكرية في سورية والعودة إلى المسار الصحيح”.
كما طالب وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك بوقف العدوان التركي على الأراضي السورية فوراً، مؤكداً أنه ينتهك القانون الدولي ويتناقض معه، وأشار، بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، إلى أن العدوان يهدد كذلك العملية السياسية لحل الأزمة في سورية.
من جهته أكد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي، الدكتور لوبوش بلاها، أن العدوان التركي يمثّل خرقاً فظاً للقانون الدولي والعالم كله أدانه.. وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً لإيقافه، وجدّد وقوفه إلى جانب سورية في الدفاع عن سيادة ووحدة أراضيها، مشيراً إلى أن اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي ستعمل على التنبيه إلى عدوانية تركيا وضمان معاقبتها على جرائمها في سورية، وشدّد على أن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تحمي المواطنين السوريين هي الجيش العربي السوري.
بلغاريا تحذّر من حدوث أزمة إنسانية كبيرة
كما دعت بلغاريا النظام التركي إلى وقف عدوانه بشكل فوري، وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف: “نؤكد على أن الدبلوماسية هي الحل الوحيد”، مشدّداً على ضرورة وقف العدوان التركي، ومحذّراً في الوقت ذاته من حدوث أزمة إنسانية كبيرة جراء العدوان.
فيما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن “مخاوف عميقة” إزاء العدوان التركي، واتفقا، خلال اتصال هاتفي، على استمرار التواصل عن كثب بهذا الشأن، في وقت أعرب ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، عن “القلق” من تداعيات العدوان التركي فيما يتعلّق بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
البرازيل: المسار السياسي الحل الوحيد للأزمة
من جهتها جدّدت البرازيل التأكيد على أن الحل الوحيد للأزمة في سورية هو المسار السياسي والاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، معربة عن قلقها البالغ إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية، فيما وصف المستشار النمساوي السابق، سيباستيان كورتس، العدوان التركي بـ “العمل الخاطئ تماماً”، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي وموحد في مواجهة العدوان التركي، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء جميع المفاوضات المتعلقة بانضمام تركيا إلى عضوية التكتل الأوروبي، ورفض كل أشكال الابتزاز التي يمارسها أردوغان ضد الأوروبيين عبر التهديد بفتح الحدود أمام اللاجئين للعبور إلى القارة العجوز.
وفي النمسا، طالب رئيس حزب الحرية اليميني، نوربرت هوفر، المجتمع الدولي بضمان وقف جميع شحنات الأسلحة إلى نظام أردوغان، مؤكداً أن العدوان التركي “انتهاك للقانون الدولي”، كما دعا إلى استبعاد تركيا من عضوية الناتو، فيما شدد حزب الجدد على ضرورة مراقبة عمليات تصدير الأسلحة الأوروبية وفرض قيود مشتركة على تصديرها إلى النظام التركي.
بدوره حذّر وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيافيتشيوس من أن العدوان التركي “يمكن أن يضر بالقتال ضد إرهابيي داعش”، وأشار إلى أن من تداعيات هذا العدوان حدوث “كارثة إنسانية”، فيما طالب مجلس السلم العالمي بوقف العدوان فوراً، وبانسحاب كل القوات الأجنبية المحتلة من سورية، مشدّداً على أن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلدهم، وأعرب عن تضامنه الكامل مع الكفاح الشجاع للشعب السوري ضد الإرهاب والاحتلال والعدوان.
موريتانيا تؤكد دعمها لسيادة سورية ووحدة أراضيها
وفي نواكشوط، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية عن “قلقها الشديد” إزاء العدوان، وأكدت دعم موريتانيا سيادة سورية ووحدة أراضيها، فيما أدان حزب الرباط الديمقراطي الاجتماعي العدوان الهمجي السافر الذي تنفذه قوات النظام التركي على الأراضي السورية، وقال في بيان: “ما تقوم به عصابات الجيش التركي الأردوغاني من عدوان على الأراضي السورية منذ أيام وما خلّفه من خسائر بشرية ومادية يعد امتحاناً حقيقياً للإرادة الدولية والقانون الدولي ولكل الشرائع والأعراف التي يدعي العالم المتحضر امتثالها”، مضيفاً: “إن سورية بقوتها العسكرية ومخزونها البشري والحضاري والتاريخي ومكانتها في وجدان أمة العرب ستنتصر في هذه المعركة مثلما انتصرت في معارك وحروب لم يشهد لها التاريخ مثيلاً”.
وفي بيروت أدانت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة العدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكدة أنه يمثّل انتهاكاً فاضحاً لسيادة سورية، وأكدت، بعد اجتماعها الدوري بحضور منسقها العام معن بشور، أن لا حل في سورية إلا عبر إعادة كل شبر من الأرض السورية إلى سلطة الدولة السورية.
الطلبة السوريون وجاليات وفعاليات في المغترب
إلى ذلك شدّد المركز الاجتماعي الثقافي السوري، في ماراكاي بولاية اراغوا الفنزويلية، على أن العدوان التركي يمثّل انتهاكاً صارخاً لسيادة سورية، فيما أكد النادي العربي الاجتماعي في مدينة التيغري الفنزويلية أن العدوان التركي “عمل خارج عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، مشدّداً على رفضه لهذا العدوان المجرم، في وقت قالت الجالية العربية في مدينة ماتورين بولاية موناغاس في فنزويلا: “إن ذلك يعتبر تعدياً سافراً على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية بهدف زعزعة استقرار المنطقة عمداً، ما يعزّز قدرة الإرهابيين في تنظيم داعش”.
واستنكر المركز العربي السوري الفنزويلي في مدينة كومانا انتهاكات النظام التركي، مؤكداً أنها تهدف إلى القضاء على السلام والأمن، فيما أكد الطلبة السوريون الدارسون في بلغاريا وأبناء الجالية فيها دعمهم المطلق للجيش العربي السوري في التصدي لهذا العدوان، وقال الطلبة في بيان: “في كل مرة يحقق الجيش العربي السوري المزيد من الانتصارات على قوى الإرهاب على كامل جغرافيا الوطن يتدخل داعموها بشكل مباشر لتحقيق أطماعهم والتغطية على هزائمهم، وها هو التاريخ يعيد نفسه مجدداً، ومن نشأ على العدوان والقتل والإرهاب لا بد أن يعود إلى طبيعته الإجرامية مهما طال الزمن”، وأكدوا وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب شعبهم وجيشهم وقيادتهم لمواجهة العدوان التركي، وحتى القضاء على آخر إرهابي على الأرض السورية.
كما أكد أبناء الجالية في بيان مماثل دعمهم المطلق للجيش العربي السوري في التصدي لعدوان النظام التركي، مذكّرين بسياسة الإجرام التي اتبعها هذا النظام منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية وحتى الآن من خلال استقدامه مئات الآلاف من الإرهابيين، وتسهيل إدخالهم إلى سورية، وفتح الحدود أمامهم لقتل السوريين، وتدمير البنى التحتية، وجدّدوا العهد على البقاء أوفياء لوطنهم والوقوف في وجه أي عدوان يشن عليه.