ألحان خريفية في أمسية “شرق –غرب”
شغل لحن فاطمة للمؤلف الموسيقي عمر خيرت حيزاً أساسياً في أمسية” شرق– غرب” إعداد فراس يوسف في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- بعنوان: الخريف، ونوّه يوسف بأن هناك ألحاناً توحي بمدلولاتها بأنها خريفية، فكانت البداية مع الآلات اللحنية الإيقاعية الخفيفة المتناغمة مع اللحن البطيء للوتريات والفلوت تمهيداً للتصاعد القوي والانتقالات العنيفة مع التيمباني والطبل ليطبع خيرت تأثيره وانفعاله على الحاضرين، فتوقف يوسف عند المقاربة بين هذا اللحن الذي وصفه بالخريفي من حيث التقلبات والتوزيع الموسيقي، وبين تغييرات الحياة وانعطافاتها لاسيما العاطفية، ليأتي صوت فيروز مع نغمات بيانو زياد الرحباني وكلماتها المؤثرة باستحضار ذكرى الحبيب مع نسمات الخريف وأوراقه الذابلة المتساقطة، والعتمة التي تعيدها إليه، وبتذكرك بالخريف”القصة مش طقس يا حبيبي، هاي قصة ماضي كان عنيف”.
ويطرق الحزن في الخريف باب قلب ناتالي كول بأغنيتها “أوراق الخريف تنجرف نحو نافذتي” لينتقل يوسف إلى الخريف في روسيا الذي يحمل الغموض رغم قصره، فتبدو الحالة الدرامية أكثر عمقاً مع كلمات الأغنية الروسية دخان الخريف بصوت فاليريا، والإخراج الجميل المتماهي مع الرقص التعبيري حينما تتراءى صورة الحبيب خلف النافذة وتنساب دموعها مع دخان الخريف”دخان فقط دخان”.
صورة أخرى من صور الخريف حضرت مع جو داسان بأغنية صيف هندي والمنولوج الهادئ في المقدمة”لقد كان يوماً خريفياً نادراً، هناك من يطلقون عليه صيفاً هندياً” فاستعاد ذكرى اللقاء الأول بينهما وباح بحوارية افتراضية معها ليصل إلى تساؤلاته الحزينة”هل ستذكرينني حينما ينتهي الصيف” فانعكس تأثير أدائه التعبيري على الحاضرين. ومن فرنسا غنت سيلون دون أجمل أغنية عاطفية في مسيرتها الفنية أهدتها لكل من يعاني من الفراق، لكي تظل تحبني “سأبحث عن قلبك لو ابتعدت” بعرض مسرحي مونودرامي عبّر عن الحالة.
أما المشهد الدرامي فكان مع المسلسل الكوري رياح الخريف وأحد المشاهد الخريفية حينما تضرب رياح الخريف نافذة الحبيب فتثير قلبه الفارغ “رغم أني افتقدك إلا أنني لا أستطيع الاقتراب منك”. كما تخللت الأمسية مقطوعات كلاسيكية لفيفالدي من مقطوعة الفصول الأربعة- الخريف- ومقطوعة لياني.
ملده شويكاني