تجدّد اندلاع الحرائق في لبنان وسط انتقادات لتقصير الحكومة

مع تصاعد الانتقادات لضعف الأداء الحكومي في مواجهة الحرائق، التي اندلعت مؤخراً في عدد من المدن والبلدات اللبنانية، تجدّدت الحرائق في إقليم الخروب جنوب العاصمة اللبنانية بيروت بفعل حركة الرياح، على الرغم من تواصل جهود عناصر الدفاع المدني والجيش والقوى الأمنية للسيطرة على النيران. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن “جيوباً من النيران بقيت مخفية في الأحراج.. وعلى الرغم من هطول الأمطار ليلاً إلا أنها لم تنطفئ، وتجدّدت صباح أمس مع هبوب الرياح”،  فيما أشار المدير العام للدفاع المدني اللبناني، ريمون خطار، إلى أن هناك تجدّداً محدوداً للحرائق في كفر متى ونطاق النهرين ودقون وقرنة الحمرا والزيرة والمطيلب وبعورتا ومزرعة الضهر، ويجري العمل على إخمادها بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني.
وكانت الحرائق قد انحسرت في عدد من المحافظات اللبنانية بعد أن تسبّبت في مقتل شاب ونقل 18 شخصاً إلى المشافي ووقوع أضرار مادية جسيمة واحتراق مساحات خضراء واسعة وسط سخط شعبي من أداء الأجهزة الرسمية في مواجهتها.
وساهم تساقط الأمطار الغزيرة جداً المصحوبة بعواصف رعدية قوية وبرق، على طول الأتوستراد الساحلي الممتد من بيروت وفوق مناطق جبل لبنان، في توقف الحرائق الهائلة التي التهمت مساحات واسعة من لبنان، وهدّدت منازل المواطنين في بعض المناطق اللبنانية من شماله إلى جنوبه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، في الوقت الذي أعلن فيه الصليب الأحمر اللبناني أن الحرائق التي يتعرّض لها لبنان الآن “هي الأكبر والأخطر”.
بالتوازي، كان وزير الدفاع اللبناني إلياس أبو صعب حذّر من الانتهاكات الإسرائيلية عند الحدود الجنوبية، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي استغل الانشغال بالحرائق في لبنان وبدأ ببناء حائط اسمنتي في منطقة متنازع عليها في الوزاني، وأشار إلى أن هذا عمل خطير واستفزازي، لافتاً إلى أنه سيتواصل مع المعنيين لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الأمر.
بدوره، حيّا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله روح التعاون لدى المواطنين اللبنانيين خلال مواجهة الحرائق، داعياً الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها ومعالجة الثغرات وتمنّى عدم تحويل هذه الحادثة إلى مادة لإثارة النعرات السياسية.
وفي اليمن، سأل عضو المجلس السياسيّ الأعلى محمد علي الحوثي عن أسباب “غياب الطوافات العربية عن مساعدة لبنان في إخماد حرائقه، بينما هبّت مسرعة تجاه حرائق العدو الإسرائيلي”.