رغم الاختلاف الزواج من أجنبيات.. محاولات جادة للاندماج وتحديات ثقافية واجتماعية متعددة
ظاهرة الزواج من أجنبيات يدرجها البعض في إطار عدم النضج العقلي، والاجتماعي، والعاطفي لنسبة لابأس بها من الشباب، لاسيما الطلاب الدارسين في الخارج الذين يرتبطون بفتيات أجنبيات، وهناك الكثير من الأمثلة على نجاح هذا النوع من الزيجات رغم اختلاف العادات والتقاليد.
تعبير عن المصالح
الدكتور بلال عرابي من قسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة دمشق، وضع الزواج من أجنبيات في خانة المصالح المتعددة، ويرى عرابي أنه عندما تكون الثقافة مختلفة، فمن الصعوبة عندما يتزوج الشاب من أجنبية أن تندمج مع عادات وتقاليد المجتمع، لافتاً إلى أن أصدقاءه الذين تزوجوا من أجنبيات يعانون من بعض الصعوبات، فزوجاتهم يشعرن بالغربة الشديدة، بالإضافة إلى طبيعة الحياة في المنزل، حتى في الاختلاط مع الآخرين، وفي حال لم يتحقق الاندماج يؤدي إلى عودتها الى بلدها، وهروبها، وأخذ الأولاد معها، وسبق أن ظهرت عدة حالات من هذا النوع.
وأكد د. عرابي على ضرورة دراسة قدرة الفتاة الأجنبية على الاندماج مع المجتمع قبل الزواج، وتوضيح الخلاف في الحياة، فالثقافة المتناحرة تؤدي إلى صعوبة تعايش الزوجة مع عائلة الزوج، والوسط الاجتماعي المحيط بها من أقارب الزوج، بالإضافة إلى الاختلاف في أسلوب تربية الأولاد حسب نظريات علم الاجتماع، والأبحاث التي أجريت، فكلما كان التقارب العمري والتعليمي والفكري ناجحاً بين الرجل والمرأة كان الزواج ناجحاً أيضاً.
غير منتشرة
الدكتورة بسماء آدم، رئيسة قسم علم النفس بكلية التربية، جامعة دمشق، قالت: ظاهرة الزواج من أجنبيات يمكن اعتبارها ظاهرة غير منتشرة في مجتمعنا بشكل كبير، لكن بعض الفتيات الأجنبيات يرغبن بالزواج من شبابنا لأنهم يتصفون بالإخلاص والوفاء، فبعض الزيجات استمرت بشكل طبيعي في بناء أسرة يسودها التوافق رغم اختلاف البيئة الاجتماعية والثقافة.
تقارب اجتماعي
الدكتور عبد المنعم سقا، مدرّس في كلية الشريعة، قال: شرعاً يجوز للشاب أن يتزوج من أجنبية، فالتقارب الاجتماعي والثقافي والمالي يؤدي إلى نجاح مثل هذه الزيجات، والأخلاق والدين أساس ذلك، وقد يكون دافع الشاب للزواج من أجنبية الحصول على الجنسية، أو الحصول على فرصة عمل، والخلافات الزوجية ربما تحصل في حال التباين الكبير.
بناء أسرة
الزواج من أجنبيات قد يكون من أجل الحصول على فرص العمل، أو الدراسة خارج البلد، والزواج الناجح يعود في خطوطه العريضة لمدى ثقافة ووعي الشاب والشابة في بناء أسرة، سواء ضمن إطار المجتمع، أو خارجه، فالاختلاف في وجهات النظر، والآراء المتباينة، والبيئات الاجتماعية المختلفة، قد تكون قواسم مشتركة لفشل العديد من الزيجات، لكن ذلك لا يعني عدم نجاح تجارب أخرى، فهناك الكثير من الحالات التي وصلت إلى مستوى الاندماج التام والنجاح في تكوين أسرة ناجحة ومتفوقة على كافة الصعد.
محمد الجمال