لليوم الرابع.. المدن اللبنانية تغصّ بالمتظاهرين
تواصلت المظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات في كل المناطق اللبنانية، لليوم الرابع على التوالي، ونصب المتظاهرون خيماً في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت وساحة النور في طرابلس، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية ورفضاً للسياسات الاقتصادية، فيما ذكرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني أن العديد من الطرقات قطعت في المتن الشمالي وجونية وطرابلس وصيدا والنبطية والبقاع ومناطق أخرى.
وعمّت التظاهرات مناطق واسعة من لبنان في ظل قطع طرق في أكثر من مدينة لبنانية، ومن دون تسجيل أي صدامات مع القوى الأمنية.
المتظاهرون طالبوا ببناء بلد جديد ودولة جديدة تعتمد على الكفاءات، مؤكدين أن الشعب اللبناني يموت موتاً بطيئاً بسبب السياسات المالية المتبعة.
وقد دعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان إلى الإضراب العام والتظاهر “من أجل الحق في حياة كريمة”، مطالباً “باستعادة الأموال المنهوبة، ووقف الهدر، ومحاسبة الفاسدين”، كما رفض الاتحاد الضرائب على الفقراء، وطالب بتصويب الضرائب على أرباح المصارف،
ويستمر إغلاق المصارف والمؤسسات في البلاد اليوم الاثنين في انتظار إعلان الحكومة التوافق على ورقة إصلاحية إنقاذية، وأعلنت جمعية المصارف أن أبواب المصارف ستبقى مقفلة اليوم على أمل أن تستتب الأوضاع العامة سريعاً، وحرصاً على أمن العملاء والموظفين وسلامتهم، ومن أجل إزالة آثار الأضرار التي أصابت بعض المراكز والفروع المصرفية.
الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، قال: إننا ندعو إلى إضراب عام شامل رفضاً للورقة الإصلاحية، مؤكداً أن التحرّكات اليوم هي خارج الاصطفافات.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون السبت: إنه سيكون “هناك حل مطمئن للأزمة”، وسط معلومات متقاطعة مؤداها “الاتفاق على ورقة إنقاذية إصلاحية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوماً جديدة، ونسبة العجز فيها هي صفر، وتوصف بغير المسبوقة منذ سنوات طويلة”.
وكانت حشود من المواطنين قد تجمّعت السبت في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رافعة الأعلام اللبنانية، كما شهدت المدن اللبنانية ولاسيما طرابلس وصيدا وغيرهما احتجاجات مطلبية.
هذا وتشهد العاصمة بيروت ومناطق عدة منذ الخميس الماضي حراكاً شعبياً، في شكل تظاهرات غير مسبوقة منذ سنوات، رفضاً لتوجّه الحكومة إلى إقرار ضرائب جديدة على المواطنين، في وقت لم يعد بإمكان هؤلاء المواطنين تحمّل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة.
وأكد رئيس التنظيم الشعبي الناصري، النائب أسامة سعد، أن “الطبقة الحاكمة صادرت السياسة من حياتنا، ونحن اليوم أمام معارضة تقول ما تريد بعيداً عن الاصطفافات”، وأضاف: إن “على السلطة أن تدرك بأن متغيّرات حصلت وعليها التسليم بها للإرادة الشعبية”، وأوضح أن “الورقة المطروحة للحل غير كافية، والمطلوب هو دولة حديثة وعصرية”، كذلك أشار إلى أننا “لا نريد الفراغ، ونحرص على أمن واستقرار لبنان أكثر من السلطة”، و”نريد دولة تشبه اللبنانيين، ويجب ألا تلتف السلطة على الناس بإجراءات لا قيمة لها”.
وطالب رئيس التنظيم الشعبي الناصري السلطة بالتحاور مع الناس، فالساحات تشهد أن لبنان يتجاوز صيغة الطوائف”، و”محاسبة كل مسؤول عن الوضع الذي وصل إليه الناس عبر نشوء سلطة سياسية جديدة”، وأضاف: إن “إنقاذ البلد يتطلب التسليم بالحقائق الجديدة على الأرض”، مؤكداً أن “الشعب اللبناني لا يريد الفوضى”، وشدّد على أنه لم يفوّض لتمثيل المتظاهرين، وأنه “في خدمة المتظاهرين”.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد أنه على جميع اللبنانيين أن يتحمّلوا المسؤولية أمام الوضع الخطير الذي يواجهه البلد اليوم، مشيراً إلى أن حزب الله لا يؤيد استقالة الحكومة على خلفية المظاهرات، وأن أي حكومة تكنوقراط لا يمكن أن تصمد لأسبوعين، وأشار السيد نصر الله إلى أن الوضع المالي والاقتصادي اليوم ليس وليد هذا العام أو الحكومة الحالية، بل هو تراكم عبر سنوات طويلة تصل إلى 30 سنة، مشدداً على أنه من غير المنطقي أن يتنصّل أحد من مسؤوليته عن الأوضاع التي وصل إليها البلد، ولا سيما من شارك بكل الحكومات، وعلى الجميع أن يتحمّل مسؤولية ما يحصل.