بعد “صفقة القرن”.. المنامة تتحوّل إلى منصة للتحريض ضد إيران
يبدو أن مشيخة البحرين تحوّلت، بفعل السياسات الأمريكية، إلى منصة متقدّمة لاستهداف وضرب أي مشروع مناوئ لمشروع الهيمنة الصهيوأمريكية، وبوابة رئيسية للتطبيع مع ربيبتها “إسرائيل”، فخلال الفترة الماضية استضافت المنامة مؤتمراً ظاهره اقتصادي لدعم القضية الفلسطينية، ولكن هدفه بالدرجة الأولى الترويج والتقديم لما يسمى بـ”صفقة القرن”، التي ينوي ترامب طرحها لتصفية قضية فلسطين. واليوم وفي ظل التوتر المستمر في منطقة الخليج، وسعي واشنطن لأن تنصّب نفسها شرطياً لحماية خطوط إمداد الطاقة وابتزاز مشيخات النفط بصفقات تسليحية كبرى، تستضيف المنامة مؤتمراً عنوانه العريض حماية أمن الملاحة، ولكن هدفه الأول والأخير “التطبيع” مع كيان الصهيوني من بوابة التهويل من الخطر الإيراني، والادعاء بأن الكيان وتلك المشايخ الخليجية تتقاسم نفس الخطر في التصدي لطهران ونفوذها في المنطقة.
وفي هذا السياق، أدانت الخارجية الإيرانية، عبر المتحدث باسمها حسين موسوي، استمرار النظام البحريني في التطبيع العلني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي حيث يشارك وفد من هذا الكيان في مؤتمر دعت لعقده الولايات المتحدة في البحرين تحت عنوان “حماية الملاحة البحرية” في الخليج إلى جانب عدد من الدول الأخرى.
وقال موسوي، أمس، إن مؤتمر الأمن البحري في المنامة مصيره الفشل، ولن يؤثر على إيران ودورها، معرباً عن أسفه لـ”تطبيع” البحرين علاقاتها مع “إسرائيل”، وأضاف: استضافة “إسرائيل” في قمة المنامة أمر مؤسف لأن دولة تزعم أنها إسلامية تستدعي كياناً مارس 70 سنة من الجرائم ضد الأمة العربية، وتسعى لتطبيع العلاقات معه، إن دور إيران في المنطقة قديم وتاريخي، ولن يكونوا قادرين على تحقيق أهدافهم مع الكيان الغاصب”.
وتابع خلال مؤتمر صحفي: “نرفض مزاعم المنامة بإرسال مواد متفجرة من إيران إلى البحرين، ونعتبر ذلك ادعاءات وهمية لا أساس لها”، وشدّد على أنه “يجب عليهم حل مشاكل الأمن الخاصة بهم في الداخل، ومثل هذه الاتهامات تفتقد للموضوعية ضد دولة كبيرة مثل إيران، نريد الخير لجميع بلدان المنطقة، وخاصة البحرين، إذا كانوا يريدون حسن النية والاستقرار وحسن الجوار، إيران تريد الحوار مع هذه الدول وإقامة علاقات حسنة معها”.
من جانب آخر لفت موسوي أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أعلنت عن جزء من هذه التقليصات المنتظرة، معرباً عن أمله في ألا تتجه الأمور لتطبيق الخطوة الرابعة، وأن يتمكن الطرف المقابل من تنفيذ التزاماته، وأشار إلى أنه في حال لم تنفذ أوروبا التزاماتها بموجب الاتفاق خلال الفترة المتبقية سنقدم على تطبيق الخطوة الرابعة.
وحول الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية (سابيتي) مؤخراً، قال موسوي: إن هذا العمل عدائي، لافتاً إلى استمرار التحقيقات بشأنه والعمل على التصدي للمتسببين به، مشيراً إلى أن طهران قدمت تقريراً للأمم المتحدة ومجلس الأمن بهذا الخصوص، وأعرب عن الأمل بأن تنضم الدول المعنية إلى مبادرة هرمز للسلام التي طرحتها إيران.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه لم يتم اتخاذ القرار بعد بشأن محتوى الخطوة الرابعة، مؤكداً عزمه الإعلان عن ذلك بعد اجتماع مجلس الأمن القومي واللجنة الإيرانية للإشراف على تطبيق الاتفاق النووي، وأضاف: “سنقدم على تنفيذ الخطوة الرابعة في حال لم تتمكن أوروبا من تنفيذ التزاماتها خلال الفرصة المتبقية”.
والخطوة الرابعة من تخفيض التزامات طهران بالاتفاق النووي، تعني فرض المزيد من القيود على عمليات التفتيش الدولية في المنشآت النووية الإيرانية، والحد من أنشطة مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأنشطة النووية في إيران.
وكان الوزير أكد أن تعدد الأقطاب في العالم أمر ضروري، مشيراً إلى أنه لا يمكن للغرب التفرد في القرارات للتغيير العالمي.
وخلال ملتقى دولي حول الأحادية والقانون الدولي في طهران، لفت ظريف إلى أنه لم يعد العالم هو الغرب فقط في الظروف الحالية، وأن نهج التفرد لا يتناسق مع القوانين الدولية.