جودة المنتج أولوية تصديرية إجراءات مكثفة لتوسيع المعالجة التسويقية وتصريف فائض الحمضيات
اللاذقية – مروان حويجة
يجري العمل على توسيع مسارات معالجة فائض الحمضيات بأكثر من اتجاه مع اقتراب الموسم الذي يقارب إنتاجه المقدّر عتبة 770 ألف طن في محافظة اللاذقية، ويأتي ارتفاع معدل فائض للاستهلاك المحلي من محصول الحمضيات ليجعل من المعالجة التسويقية أولوية زراعية واقتصادية مستعجلة هذا الموسم بالتوازي مع أولويات مطروحة في الأفق لتحفيز المناخ الاستثماري في قطاع الحمضيات كون زراعتها تتركز في الساحل وحيث إن إنتاج الساحل من الحمضيات يبلغ ما يقارب المليون طن سنوياً فإن فائض الاستهلاك المحلي ارتفع إلى حوالي 850 ألف طن على مستوى القطر. وتتوزع الأصناف المزروعة من الحمضيات على أصناف مائدة بنسبة 80% من الإنتاج (أبو صرة – ماوردي – يافاوي)، وأصناف عصيرية بنسبة تصل إلى 20%، وهي بشكل رئيسي (البلدي – الفالنسيا – أصناف اليوسفي الهجين ).
وأوضح المهندس منذر خيربك مدير زراعة اللاذقية أن هناك إجراءات تحضيرية مبكّرة يتم العمل عليها لتسويق محصول الحمضيات للموسم الحالي من خلال اللجان المشكّلة التي بدأت بالتواصل مع الفلاحين والمصدرين وتجار سوق الهال وأصحاب معامل الفرز والتوضيب للوقوف على آرائهم ومقترحاتهم بهذا الشأن، وتمّت الاستفادة من تجربة العام الماضي في دعم الصادرات.
ولفت خيربك إلى أن وزارة الزراعة تقوم بإعداد دراسات لتسهيل عملية التصدير، وتم البدء بتحضير المنتج النظيف القابل للمنافسة من خلال الاستعداد الحقلي وعبر ندوات إرشادية على كيفية الجني والفرز والتوضيب مع موعد مناسب لجني الثمار، وسيتم عقد اجتماع مركزي في وزارة الزراعة في الفترة القادمة لبحث الاستعدادات والإجراءات المتخذة لتسويق الحمضيات، ويعوّل المهندس خيربك على أهمية وجدوى التصدير، مشيراً إلى عملية مكافحة ذبابة الفاكهة على الحمضيات كون العنصر المهم المحدد لعملية تصدير هذا المنتج عدم إصابة الثمار بهذه الذبابة ولاسيما صنف البرتقال الأكثر تأثراً بها، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو الوصول إلى ثمار نظيفة وخالية من الإصابة وصالحة للتصدير.
كما يرى خيربك في التصنيع أولوية مطروحة للمعالجة التسويقية في الأفق على صعيد الدراسة والتخطيط كرؤية تطويرية للمعالجة من خلال محاور عدة تستهدف استثمار كامل خصائص الثمار، وذلك من خلال اعتماد التقنيات الحديثة في مجال التخزين والفرز والتوضيب خاصة فيما يتعلق بأصناف المائدة، حيث هناك إمكانية للتخزين وإطالة مدة التسويق وإمكانية تسويقها خارج موسم الإنتاج خاصة في فصل الصيف، وهناك محور يتصل بإنشاء معامل العصائر كون معظم الأصناف المنتجة لدينا قابلة للعصر، وتقدّر كمية الحمضيات القابلة للعصر من الإنتاج الكلي بحوالي 423 ألف طن، تنتج ما يقارب نحو 200 ألف طن من العصائر، وبالمقابل فإنه يكون لدينا 200 ألف طن من بقايا العصر التي يمكن أن توجّه إلى تصنيع الكومبوست، وهناك محور تصنيعي يكمن في الاستفادة من القشرة الداخلية البيضاء الغنيّة بمادة البكتين، وهي مادة مستخدمة عالمياً، وتدخل في صناعة المواد الغذائية كالجلاتين والحلويات، والاستفادة أيضاً من الزيوت العطرية الموجودة في قشور ثمار الحمضيات في إنتاج منكهات غذائية عالية الجودة، كما تدخل في صناعة العطور ومواد التنظيف والشامبو، ويمكن أيضاً تصنيع الكومبوست من بقايا تصنيع الحمضيات.