روسيا تجدّد مطالبتها بإنهاء الاحتلال الأمريكي لمنطقة التنف الرئاسة الإيرانية: ضرورة الالتزام بوحدة الأراضي السورية
جدّدت الرئاسة الإيرانية التأكيد على ضرورة الالتزام بوحدة الأراضي السورية، وقال مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي: “إن موقف إيران واضح بالنسبة للأزمة في سورية”، لافتاً إلى أنه “يجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”، فيما جدّدت روسيا مطالبتها الولايات المتحدة بإنهاء احتلالها منطقة التنف في سورية بالقرب من الحدود مع الأردن.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين: “موسكو تطالب واشنطن بإنهاء احتلال التنف في سورية”، مؤكداً أن هذه المنطقة أرض سورية والوجود الأمريكي فيها غير شرعي، وأوضح “أن القوات الأمريكية موجودة بشكل غير قانوني في دائرة قطرها 55 كيلومتراً في التنف، وتغلق الطريق الذي يربط العراق وسورية”، مؤكداً أن هذا الوجود “غير قانوني، ونطالب بإنهاء هذا الاحتلال”.
وتحتجز قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف آلاف المدنيين في مخيم الركبان، الذي يقطنه آلاف من السوريين الذين هجّرتهم التنظيمات الإرهابية، وتؤمّن الغطاء والدعم لمجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان تعمل على ابتزازهم والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي ترسل اليهم، ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين، ويهدد حياة الكثيرين منهم، وخاصة الأطفال.
يأتي ذلك فيما أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أهمية الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها، وقال في تصريح للصحفيين في سوتشي: “إن جميع الوثائق والبيانات الرسمية تنصّ على وجوب أن تلتزم جميع الأطراف المعنية، وتحترم سلامة أراضي الدولة السورية وسيادتها ووحدتها”.
وفي بكين، أكدت الصين رفضها العدوان التركي على الأراضي السورية، مجدّدة موقفها الداعي إلى التوصل لحل سياسي للأزمة في سورية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي: “نرفض استخدام تركيا للقوة في سورية، ونأمل الالتزام بمبدأ الحل السياسي للأزمة فيها”.
وأضاف: “ينبغي أن يستند أي إجراء يتخذه مجلس الأمن إلى توافق في الآراء وألا يعكس آراء طرف واحد”، وأكد ثبات موقف الصين تجاه الأزمة في سورية، مبدياً في الوقت نفسه استعداد بلاده للتعاون مع جميع الدول لمكافحة الإرهاب، والتصدي المشترك لخطر انتشاره، لافتاً إلى معارضة الصين الدائمة لاستخدام القوة ضد أي بلد مستقل، وخاصة في غياب أي تفويض من الأمم المتحدة.
وكانت الصين أكدت مؤخراً على لسان مبعوثها الخاص إلى سورية شيه شياو يان ضرورة بذل المزيد من الجهود لإحراز تقدّم في العملية السياسية لحل الأزمة في سورية بالتوازي مع مواصلة عملية مكافحة الإرهاب فيها.
وفي براغ، أكد رئيس الحكومة السلوفاكية الأسبق يان تشارنوغورسكي أن سورية بحكومتها وجيشها هي التي هزمت تنظيم “داعش” الإرهابي، داعياً الغرب إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب التي يفرضها عليها، وأوضح، في حديث أدلى به لموقع أوراق برلمانية الالكتروني التشيكي، أن هذه الإجراءات تلحق الضرر بالشعب السوري، وتتسبب بالمعاناة له، مشيراً إلى أنه على “الغرب دعم الحكومة السورية إذا كان حريصاً على عودة الاستقرار إلى سورية، ومنع تمدد الإرهاب، وحل مشاكل تدفق اللاجئين إلى أوروبا”.
من جهته أكد المحلل العسكري التشيكي مارتين كوللير أن ادعاء ما يسمى بـ “التحالف الدولي” ووسائل الإعلام التابعة له بأنه هزم تنظيم “داعش” الإرهابي “هو كذبة كبيرة”، مشدّداً على أن الجيش العربي السوري هو الذي هزمه، بمساعدة من روسيا، فيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنظام التركي عملوا طوال الفترة الماضية على عرقلة جهود هذا الجيش ضد الإرهاب، وأضاف: “إن هذه الدول أثارت قضايا مفتعلة مثل استخدام السلاح الكيميائي بالتعاون مع الإرهابيين وتنظيم الخوذ البيضاء لاتهام الجيش السوري بها وتشويه صورته، فيما اعتدت القوات الأمريكية بشكل مباشر على مواقعه عدة مرات، ولا تزال تتواجد إلى الآن على الأراضي السورية بشكل غير شرعي”.