الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران لترامب: ردّنا على أي عدوان سيكون شاملاً

 

لقي مؤتمر البحرين، الذي دعت لعقده الولايات المتحدة تحت عنوان “حماية الملاحة البحرية” في الخليج، رفضاً من إيران، فقد وصف وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، العميد أمير حاتمي، مشروع الأعداء لتشكيل “التحالف البحري” بأنه فاشل، مؤكداً أن إيران بلغت مستوى من الردع بحيث تصون البلاد من أي ضرر، وقال، خلال زيارته للصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع، “إن التحرّك في حدود التكنولوجيا وإيصال المنتوجات إلى مستوى المعايير الدولية يعدان أهم ميزة للصناعات البحرية بوزارة الدفاع”.
وأشار إلى الموقف الجيوسياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وأهمية المياه المفتوحة في إيران، مضيفاً: “إن إنشاء القوة البحرية والإنتاج إلى جانب المكوّنات الدفاعية الأخرى في مجال الهواء والجو والالكترونيات أمر بالغ الأهمية”، وأضاف: “إن نطاق التهديدات يتغيّر كل يوم وبطرق مختلفة.. الإبداع والابتكار شرط ضروري للتحرّك في اتجاه الإنتاج الأمني، ويجب أن يستمر هذا المسار بجدية”، مشيراً إلى أن تحويل الحظر إلى فرص بالاعتماد على خبرة رأس المال البشري والمعرفة المحلية حوّلت صناعة الدفاع إلى صناعة متنامية وديناميكية وفعّالة، وهذا المسار مستمر بقوة.
كما استنكر المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، مشاركة كيان الاحتلال الإسرائيلي بمؤتمر البحرين، وقال: إن الأمن في الخليج غير ممكن دون دول المنطقة، ولا يمكن شطب إيران في حماية أمن هذه المنطقة، وهذا يعكس إيماننا بعدم خبرة هذه الدول في إيجاد الطريق الصحيح للأمن والسلام في الخليج، وأضاف: إن هذا الكيان مصدر إزعاج وغير مرغوب به في المنطقة، وآراءه ليست ذات أهمية لإيران ولا لأمن الخليج، لافتاً إلى أنه من المهم تذكير بعض الدول في المنطقة بكيفية توقعهم مساهمة هذا الكيان في أمن الخليج، والذي كان له الدور الأكبر في انعدام الأمن في هذه المنطقة من أي بلد آخر.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أدان في وقت سابق استمرار النظام البحريني في التطبيع العلني مع كيان الاحتلال.
يأتي ذلك فيما حذّر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي الولايات المتحدة من مغبة إقدامها على أي عدوان ضد بلاده إيران.
ورداً على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران، أوضح بروجردي أن من شأن أي عدوان أميركي على بلاده أن يلحق ضرراً كبيراً بمصالح واشنطن في المنطقة، محذّراً أميركا من ارتكاب هذه الحماقة التاريخية، حيث سيكون رد فعل إيران أشمل بكثير من حدود حدودها، وأضاف: إن الأميركيين يدركون جيداً أنهم لم يتخذوا أي إجراء في سورية والعراق للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، بل استخدموا جميع قدراتهم وحلفائهم الإقليميين الرجعيين في دعم التنظيمات الإرهابية، غير أنهم فشلوا في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري أن قوة الردع التي تمتلكها إيران تحول دون هجوم العدو عليها، وأوضح أن أعداء إيران غير قادرين على شن عدوان ضدها، لأنهم يدركون أنها تمتلك قوة ردع فاعلة في مواجهة تهديداتهم، لافتاً إلى أن العدو سيتكبّد خسائر فادحة بالأفراد والمعدات إذا حاول شن عدوان على إيران، وأوضح أن بلاده ليس لديها أي أطماع في أي شبر من أراضي دول الجوار ومواردها، لكنها تتصدّى لعدوان ومؤامرات الأعداء.
ويتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، في 8 أيار 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، لتفرض الولايات المتحدة بعد ذلك عقوبات اقتصادية على الجمهورية الإسلامية، متهمة إياها بالسعي للحصول على سلاح نووي، فيما وصفت طهران هذه الاتهامات بالباطلة، معتبرة أنها تمثّل انتهاكاً للقانون الدولي، ردّت عليها بخفض التزاماتها في إطار الاتفاق، وزاد التصعيد في الأيام الأخيرة بعد أن تعرّضت شركة “أرامكو” لهجوم من قبل الجيش اليمني أسفر في حينه عن وقف المملكة أكثر من 50% من إنتاجها النفطي، واتهمت واشنطن والرياض إيران بالوقوف وراء هذه العملية، الأمر الذي تنفيه طهران بشدة.