فجوة التواصل بين هيئة المواصفات والتجار تفسح المجال لمخالفات الأسواق..!
دمشق – ريم ربيع
لم يعد مستغرباً الكم الهائل من المواد المخالفة في الأسواق اليوم، حيث إن لقاء قصيراً بين التجار وهيئة المواصفات والمقاييس كان كفيلاً بكشف الشرخ الحاصل بين الجهتين، وانعدام كافة وسائل التواصل بينهما؛ فكرسي اتحاد غرف التجارة الذي نص القانون على وجوده في مجلس إدارة هيئة المواصفات والمقاييس تحول إلى قطعة أثاث لشغوره معظم الوقت وغياب التجار عن اجتماعات الهيئة، وفي المقابل بدت أيضاً غرفة تجارة دمشق متفاجئة بكل ما لدى الهيئة من شكاوى لعدم اطلاعها عليها، وانكفاء الهيئة عن مراسلة الغرفة. أما المنتجات في الأسواق فقد أفسحت الفجوة بين الطرفين المجال لها لتكون على أهواء التاجر والصناعي ليصبح الالتزام بأية مواصفة أمراً مستبعداً، على اعتبار أن الهيئة تصدر المواصفة ولا تلزم أحداً بالتطبيق.
في ندوة الأربعاء التجاري أمس عاتبت هيئة المواصفات عبر مديرة الدائرة الغذائية فيها ميساء أبو الشامات غرفة التجارة لتغيبها عن أية مشاركة فاعلة، فالمواصفة تعمم دون تلقي أي رد، ثم يأتي التاجر بعد فترة ليقول لم تقبل البضائع في السوق؛ لأن لا علم له بالمواصفة، والكثير من المنتجات في السوق ليس للتجار علم بأن لها توصيفاً، فضلاً عن أن الهيئة تتلقى مقترحات من الغرفة بمشاركة تجار في لجان متخصصة، ثم لا يحضرون الاجتماعات.
فيما جاء رد غرفة التجارة على لسان مديرها عامر خربطلي ليبرر أن الهيئة لا تعلمهم عند تغيب التاجر عن الحضور، وكون الأخير ليس من مجلس الإدارة فلا تعلم الغرفة بهذا التغيب، مؤكداً أنه يتم سنوياً وضع مقترحات للهيئة، وأهمها وضع أولويات للمواصفات، فمن المفاجئ مثلاً أن يكون هناك مواصفة للـ”قرنبيط” على حساب منتجات أخرى، في حين يجب أن يكون شعار المواصفة على المنتج إلزامياً وليس اختيارياً؛ ليعرف الزبون المصداقية، متسائلاً عن سبب غياب نسب المواد الحافظة المستخدمة في المنتجات الغذائية.
مديرة المديرية الفنية في الهيئة ثراء قبيلي بينت أن أي منتج ملزم أن يحصل على المواصفة، ولكن الشعار “اللوغو” اختياري، فيما رفعت الهيئة عدة كتب لوزير الصناعة لجعله إلزامياً بحيث يتاح للهيئة الرقابة بناءً عليه، في الوقت الذي يبقى دورها الرقابي حالياً محيداً. وأشار مدير المديرية الغذائية في الهيئة نضال عدرا إلى وجود فوضى بالمضافات على المواد الغذائية، ولا يوجد التزام بالنسب، والكثير من المصنعين لا يعلم النسب أساساً، مؤكداً أنه لكل مضاف غذائي مواصفة وفق النسب العالمية، والكثير لا يلتزمها، فيما تم إصدار مواصفات لـ10 منتجات مختلفة عن السوق العالمية، وأصبحت تتداول عربياً كالحلويات العربية و”الشنكليش” والقهوة المرة السائلة.