“فوتوغراف” يحاكي واقع الأطفال ما بعد الحرب
ليست تجربته الأولى مع المؤسسة العامة للسينما، فقد قدم عدة أفلام منها فيلم “على سطح دمشق” و”نهري بحري” ، و”توتّر عالي” من تأليف سامر محمد إسماعيل، وقدم الفيلم الوثائقي “ديكودراما” القصير “ياسمين” من إنتاج “صورة الحياة” للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، واليوم يستمر المخرج المهند كلثوم بتصوير فيلمه السينمائي القصير الخامس من إنتاج المؤسسة العامة للسينما تحت عنوان “فوتوغراف”، والذي تدور أحداثه حول تأثيرات ما بعد الحرب على الطفل السوري، والعمالة التي تفرض عليهم الوقوف إلى جانب عائلاتهم لتقديم الدعم المالي لهم مقابل الاستغناء عن حقوقهم التعليمية.
ومن موقع التصوير صرح مخرج الفيلم المهند كلثوم لـ”البعث” حول رسالة الفيلم وأحداثه فقال: يعود نص العمل للكاتبة الشابة “بثينة نعيسي” الحاصلة على منحة من المؤسسة العامة للسينما كأفضل سيناريو لسينما الطفل لعام 2019، وقد نال النص إعجابي كونهُ يأتي مسانداً لمشروعي السينمائي في دعم الطفل، فالفيلم يخاطب الأطفال ويتحدث عن الأثر المأساوي الكبير الذي تعرضوا لهُ فيما بعد الحرب، إضافة إلى أنه يطرح منعكسات الأزمة وصراع الإنسان من أجل البقاء، كما يتناول عمالة الأطفال في زمن الحرب، وتوجيههم للعمل عوضاً عن متابعة تعليمهم، لذلك أرى اليوم أنه لا يمكن أن تتجه السينما السورية لصنع أفلام بعيدة عن الواقع، بل يجب تسليط الضوء على تداعيات الحرب التي تعرضت لها سورية خلال سنوات الأزمة.
وأضاف مخرج “على سطح دمشق”: تطرق الفيلم إلى مجموعة من التعديلات حتى وصل إلى صيغته النهائية ليظهر ويكون المشروع ذا طابع قيّم ويحمل الأمل للغد.
علامة فارقة
من جهته قال المخرج المنفذ للفيلم علي الماغوط: “فوتوغراف” يجمعني مع المخرج المهند كلثوم كحالة تشاركية من ناحية التحضير والاستطلاع وكافة الأمور الفنية لتقديم فيلم سيشكل علامة فارقة كونهُ يتحدث عن الطفولة، ويحاكي المعاناة التي طالت الأطفال السوريين خلال سنوات الحرب بأكمل صورة، فهناك طفل فقد بصرهُ وأهله أثناء الحرب لينزح من منطقته ويتواجد في أحد مراكز الإيواء ويلتقي هناك بطفل آخر يتأثر به ويسعى لشراء عينين له، إلا أن المحاولات الكثيرة باءت بالفشل نتيجة تجار الأزمة المنتفعين منها.
رسالة إنسانية
يشارك الطفل الكفيف غالب شندوبة في فيلم “فوتوغراف” وعن دوره قال: أشعر بسعادة كبيرة كوني سأشارك في الفيلم إلى جانب مجموعة من أصدقائي لكي نتمكن من إيصال رسالة تتحدث عن الواقع الذي تعرضنا له نحن الأطفال نتيجة الحرب، وأريد أن أتوجه بالشكر الكبير للمخرج المهند كلثوم لأنه يقف إلى جانبنا دائماً ويعلمنا كيفية الوقوف أمام الكاميرا.
بائع الخضروات
ويجسد الفنان صفوح ميماس في الفيلم دور شخصية فاسدة موجودة في أحد مراكز الإيواء من خلال بسطة لبيع الخضروات يقوم بتشغيل الأطفال المتواجدين في المركز كما يحلو لهُ كونه السلطة الأقوى داخل المركز. وعن العمل مع المخرج كلثوم قال ميماس: أنا سعيد جداً بالتعاون للمرة الأولى مع المهند كلثوم في فيلم “فوتوغراف” الذي يسلط الضوء على تداعيات الأزمة على الطفل السوري.
المهند كلثوم مخرج سينمائي سوري من مواليد دمشق عام 1982، حصل على بكالوريوس في فنون الإخراج التلفزيوني والسينمائي من أكاديمية “خاركوف” الأوكرانية، وماجستير في الإخراج التلفزيوني والسينمائي، قدم العديد من الأفلام القصيرة في أوكرانيا، بدءاً من “لماذا” عام 2004، و”الأمل- الإيمان- الحب” عام 2006، وفيلم “كافي”2010 الذي كان أهم أفلامه حيث تناول فيه العنصرية وحصل عنه على جائزة درع خاركوف من قبل “ميخائيل دوبكن” عمدة مدينة خاركوف الأوكرانية، وفي نفس العام حصل أيضاً على جائزتي: السنبلة الذهبية للأفلام الحرة في أوكرانيا وهي جائزة تقدير تمنحها مؤسسة الأوراس للخدمات العامة وجائزة المغترب السوري المبدع في أوكرانيا، كل هذا إلى جانب تكريمه في العديد من السفارات والقنصليات العربية والأجنبية الكائنة في أوكرانيا. وقد شارك المهند في عدة مهرجانات سينمائية دولية وعربية منها: “الفيلم الفلسطيني الدولي” في شيكاغو، و”المرأة المسلمة” في روسيا، و”أيام قرطاج السينمائية” في تونس و”الكاميرا العربية روتردام” في هولندا.
جمان بركات