جدل انتخابي
على اعتبار أن الشكوى الدائمة هي من صلب عادات العاملين في رياضتنا، فإن عملية تقييم انتخابات إدارات الأندية التي شارفت على الانتهاء لا يمكن الاعتماد فيها إلا على قلة من الكوادر التي ترى بقلبها، وتفكر بعقلها بعيداً عن المهاترات والحسابات الضيقة، فمن ينصت للانتقادات التي توجه للانتخابات الحالية يدرك أنها نابعة إما من عدم دراية بالواقع، أو من نظرة طوباوية قائمة على الأوهام، فقلة الحضور التي تؤخذ كسلبية على المؤتمرات الانتخابية لا يمكن اعتبارها ظاهرة عامة، فإذا كانت أندية بعض المحافظات تواجد العشرات من أعضائها، فإن أخرى شهدت إقبالاً كثيفاً، وإذا كان النقد موجهاً لصعود إدارات بالتزكية، فإن بعضها نجح بعد معارك حقيقية، واعتراضات، ومشاكل.
لن نكون مغرقين في الإيجابية، لكن واقع رياضتنا معروف للقاصي والداني، ومشاكلها ليست وليدة اللحظة، ولن تحل برمشة عين، فالحلول ليست سهلة كما يصورها البعض، وليست مستحيلة كما يفكر المتشائمون، بل تحتاج لوقفة حقيقية مع الذات من كل المفاصل، ووضع اليد على مكامن الخلل، وربما يكون المكان الصحيح مبدئياً هو المؤتمرات التي تعقد في مختلف المحافظات.
المواجهة مع حقيقة الوضع تتطلب شجاعة كبيرة، وخاصة فيما يخص الكوادر المؤهلة لشغل المناصب القيادية، والتي تبدو متواجدة بعدد جيد، لكن مشكلتها تكمن في بعض المنظرين الذين يتهافتون لنقدها، وتسجيل النقاط عليها لمجرد أذية مصالحهم.
عموماً الدورة الانتخابية لاتزال في بدايتها، ومفصلها الأهم إدارات الأندية في طريقه للظهور، والحكم عليها يجب أن يرتكز على واقعها دون استعجال أو تحيز.
مؤيد البش