حروفيات خلدون الأحمد في الخانجي بحلب
تعرض حاليا أعمال الفنان التشكيلي السوري خلدون الأحمد في صالة الخانجي في حلب، وقد ضم المعرض 35 عملا بعنوان “النقطة.. ضمن إيقاعات الحرف” في صياغات لونية تحاور أهمية النقطة في السياق الموسيقي والبصري للوحة، فالفنان صاحب تجربة لها من الخصوصية ما تجعله متفردا وأصيلا في نفس الوقت بحيث لم يخرج عن أشغال اللوحة التشكيلية بالمعنى التقليدي، حيث التكوين والبناء اللوني والغرافيكي المنسجم والمحدد بمساحات لونية متآلفة ومنسجمة بين سطوحها وخطوطها بغية تحقيق حضور لكتلة الحرف في القراءتين البصرية والأدبية، مما حقق توليفة جديدة متحررة من القواعد الكلاسيكية في رسم الحروف وضبطها، لكنها تحسب في رصيد الفنان الباحث عن عوالم أكثر إشراقا من خلال التفاعل بين النص المكتوب وتوليفة النص البصري في مخبر الفنان المعرفي، هذا الاتجاه من الفنون التشكيلية لا يخرج عن مضمار فن الهوية والتراث الفني، فهو يغني فن الكتابة من جهة والتأليف البصري من جهة ويحقق لوحة ذات هوية ومعاصرة من جهة أخرى. واحتلت النقطة الحيز الأثير من اللوحة فقد كانت مركزا لحوار استنطقه الفنان لحروفه مثلما استلهم من وجود نقطته قيمة بصرية تخدم التوازن وتكامل التكوين بغية الوصول إلى عوالم ذات بعد حسي غير مباشر تستجلب خيال المتلقي إلى فضاء الشوق والعرفانية، ضمن فضاء روحاني من الموسيقى واللون معا، وحسبي أن هذه المساحة من التأليف البصري تحتاج من الفنان ولوجه في مقامات من العشق لا حدود لها، فهذا الفن يقوم على الجلد والصبر ومتعة التشوف في اللامرئي من العوالم التي تشكلها حركة النقطة في هذا الفضاء الفسيح، متمثلة لحركة الأجرام السماوية في فلك من حلم وشغف الفنان.
هذه التجربة هي امتداد مبدع لتلك التجارب الحروفية السورية الرائدة ونذكر بكل حب في هذا المقام أعمال الفنان السوري العالمي سامي برهان والرائد محمود حماد الذي أسس لفصل فني جديد في اللوحة التشكيلية السورية المعاصرة.
أكسم طلاع