الأطفال.. وماذا نقدم لهم!.
أكرم شريم
هذه المسلسلات التي نقدمها للأطفال وتكون الشخصيات فيها مرسومة وليست من الممثلين البشر وكل شيء فيها مرسوماً كالأرض والبحر والطرقات وليس من الطبيعة يجب أن نسأل ويتساءل معنا الأهالي وأطباء علم النفس والمختصين والمسؤولين المعنيين: هل ينسجم معها الأطفال كما ينسجمون مع الممثل الإنسان والممثلة الإنسانة؟!. من المؤكد والجميع يعرف أن الطفل ينسجم أكثر مع الممثل الإنسان والممثلة الإنسانة ومع الواقع في كل شيء والطبيعي في كل شيء!.
طالما أن الأمر كذلك فلماذا نقدم له هذه المسلسلات المرسومة مثل (ساندي بل) و(عدنان ولينا) حيث يسبح الطفل عدنان في البحر ويتحرك في بيت كبير أو بناية كبيرة وحركته بسرعة شديدة وكأنه طائرة مسيَّرة. ويقولون لرفيقته لينا إنه مات وتقول: لا..لا يزال حيا!. وتسرع وتحرك جهاز الباخرة! (وهي طفلة وعدنان طفلاً) والمسلسل للأطفال ويخرج عدنان من تحت الماء إلى البر ومعه رجل ويُسرعان إلى لينا وتُسرع إليهما وتسأل الرجل: هل أنت حقاً جدي؟!. ويقول لها: نعم..أنا جدك! فكيف خرج جدها وعدنان من تحت الماء وكيف تسأله وكأنها لا تعرفه؟! وننتقل إلى الفيل الذي يأكل الموز ويُخرج القشرة من فمه وبما أنه قد أكل كمية كبيرة من الموز فيصير يُخرج القشر من فمه قشرة وراء قشرة ويظهر القرد على الشجرة ويُخرج من فمه نحو عشرين قشرة موز ويضرب الفيل بها كون الفيل قد أصابه بقشرة من فمه، ويستمر ذلك وخارج كل شيء واقعي أو طبيعي!.
ونعود إلى السؤال الكبير هنا وكما ذكرنا سابقاً، طالما أن الطفل ينسجم أكثر مع الممثل الإنسان والممثلة الإنسانة فلماذا نقدم له الممثلين رسوماً متحركة؟!.. هل لكي نوفر المال أم لمصالح أخرى، ولا يحسن ذكرها!. ولماذا نوفر أجور الممثلين من البشر من نقابة الفنانين، ويهرب ممثلونا الرائعون والمبدعون إلى لبنان ودول الخليج بحثاً عن العمل وللحصول على المال الذي يعتاشون به؟! ويهرب كذلك مخرجونا الرائعون والمبدعون أيضاً إلى تلك الدول لكي يحصلوا على المال لهم ولأسرهم التي تنتظرهم أيضاً لكي يعودوا إليها؟! وهكذا فإن النتيجة التي نتوصل إليها جميعاً أن الممثل الإنسان والممثلة الإنسانة في مسلسلات الأطفال أكثر صدقاً وواقعية ولمصلحة عودة ممثلينا ومخرجينا الرائعين أيضاً إلى أحضان وطنهم وأسرهم وتلفزيونهم الحبيب! وهكذا تكون النصيحة اليوم أن حبنا للأطفال يتطلب أن يكون الطفل أمانة في أعناقنا وليس وسيلة للاستغلال ونعرف ماذا نقدم له لكي نربي ونعلّم!.