الخارجية: انسحاب المجموعات المسلحة إلى عمق 30 كم يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الجيش يصل إلى الحدود السورية التركية في ريف رأس العين بعد اشتباكات مع “دواعش أردوغان”
دخلت وحدات الجيش العربي السوري الحدود الإدارية لمنطقة رأس العين بالريف الشمالي لمحافظة الحسكة بعد وصول هذه الوحدات إلى قريتي القاسمية والرشيدية، وبالتالي إلى الحدود السورية التركية، فيما رحّبت سورية بانسحاب المجموعات المسلحة في الشمال السوري إلى عمق 30 كيلومتراً، بالتنسيق المباشر مع الجيش العربي السوري، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: إن الجمهورية العربية السورية تؤكّد أن هذا الانسحاب يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على أراضيها، وتشدّد في الوقت نفسه على أن سورية للجميع، بما يضمن أمان وسلامة النسيج الوطني المتنوّع فيها، حقوقاً وواجبات، وأكد أن سورية ستعمل على احتضان أبنائها، وتقديم العون لهم بما يضمن اندماجهم مرة أخرى بالمجتمع السوري، وبما يفسح المجال للجميع للعودة إلى الوحدة الوطنية السورية أرضاً وشعباً.
وفي وقت سابق بدأت مجموعات “قسد” المنحلة بالانسحاب من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا تنفيذاً لبنود سوتشي.
يأتي ذلك فيما وصل الجيش العربي السوري إلى الحدود السورية التركية في ريف رأس العين الشمالي الشرقي بعد أن دخل عشرات القرى والبلدات، وصولاً إلى قرية الكسرى وتل ذياب زركان.
وكانت وحدات من الجيش العربي السوري انتشرت في 4 قرى جديدة في منطقة رأس العين، وذكر مراسل سانا في الحسكة أن وحدات من الجيش تقدّمت من محور تل تمر بريف الحسكة الشمالي باتجاه الحدود مع تركيا، وانتشرت في قرى أم حرملة وباب الخير وأم عشبة والأسدية بريف منطقة رأس العين الجنوبي الشرقي، ولفت إلى حصول اشتباكات بين وحدات الجيش المنتشرة في منطقة رأس العين وقوات الاحتلال التركي التي تعتدي على المنطقة خلال عملية الانتشار.
وأكد عدد من مقاتلي الجيش العربي السوري ممن انتشروا وثبتوا نقاطهم العسكرية في محيط جسر الجولان الواقع على نهر الفرات بمنطقة قره قوزاق شمال مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد إعادة فتحه ووضعه بالخدمة، أن وجودهم في هذه المنطقة يأتي في إطار الواجب الوطني بالدفاع عن أرض الوطن واستعدادهم دائماً لمواجهة العدوان التركي على الأرض السورية ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية.
كاميرا سانا جالت ضمن المنطقة والتقت عدداً من عناصر الجيش الذين انتشروا فيها خلال الأيام الماضية، حيث قال أحد المقاتلين: إن الجيش العربي السوري سيبسط سيطرته على كامل الجغرافيا السورية مهما كان الثمن، ووجودنا اليوم على هذا الجسر ورفع علم الوطن عليه كما في غيره من المناطق يؤكد استعدادنا لأداء المهام الوطنية الموكلة إلينا في صد العدوان التركي ومرتزقته من الإرهابيين الذين يدعمهم.
مقاتل آخر يقول: “نؤكد لأهلنا هنا أننا جئنا إلى هذه القرى والمناطق لتأمينها وحمايتها من أي عدوان تركي أو غيره”، مؤكداً استمرار وحدات الجيش في عمليات انتشارها إلى حين رفع علم سورية على كامل التراب السوري وتطهيره من القوى المحتلة والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها.
ويتمتع جسر الجولان الواقع على نهر الفرات، والذي تعرّض خلال العامين 2015 و2016 لتخريب وتدمير ممنهج من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي بأهمية كبيرة لكونه يربط مدينة منبج بمدينة عين العرب ويبعد عن حلب مسافة 130 كم ومن خلاله يتم نقل المسافرين والمحاصيل الزراعية القادمة من الحسكة إلى حلب.
بالتوازي، قُتل جندي من قوات الاحتلال التركي، وأصيب خمسة آخرون خلال عدوانها على الأراضي السورية بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وقالت وزارة حرب النظام التركي في بيان: “إن جندياً قُتل وأصيب خمسة آخرون في منطقة رأس العين بعد هجوم بالصواريخ والمورتر”.
وأصيب الخميس الفائت 5 من جنود الاحتلال التركي خلال اشتباكات داخل المنطقة ذاتها.
وتواصل قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية عدوانها على البلدات والقرى الحدودية في ريفي الحسكة والرقة الشمالي، ما تسبب بتهجير آلاف المدنيين من منازلهم وقراهم.
إلى ذلك، نفّذ أهالي دير الزور وقفتين جماهيريتين عند المعبر المائي الرابط بين بلدتي المريعية ومراط وفي ساحة السيد الرئيس بالمدينة تنديداً بالعدوان التركي على الأراضي السورية، وابتهاجاً بانتصارات الجيش العربي السوري.
وأكد المشاركون أن النظام التركي هو الداعم الرئيس للإرهاب التكفيري منذ بداية الحرب العدوانية على سورية، وشارك بشكل مباشر في سفك الدم السوري، وهو اليوم يشن عدواناً بالتعاون مع أدواته الإرهابية على المناطق الشمالية تنفيذاً لأطماعه التوسعية، وشددوا على أن العدوان التركي على الأراضي السورية هو احتلال ويجب مقاومته والالتفاف حول الجيش العربي السوري لأنه الوحيد القادر على حماية الشعب السوري، مطالبين بخروج القوات الأجنبية سواء التركية أو الأمريكية من الأراضي السورية.
وأشاروا إلى أن العدوان التركي يخالف الشرائع والقوانين الدولية، وأن الوجود الأمريكي على الأراضي السورية غير شرعي هدفه سلب خيرات سورية، مشددين على أن سورية أرض واحدة وجسد واحد بكل مكوّناتها، وستبقى سيدة على أرضها وترابها الطاهر، الذي يحرسه رجال الجيش العربي السوري، وبيّنوا أن سورية الحضارة والتاريخ ستبقى حرة ابية كريمة تتحطم على أسوارها كل أطماع المعتدين وعلى رأسهم الإرهابي أردوغان وأسياده الأمريكان، وأضافوا: إن أحلام أردوغان باستعادة الخلافة العثمانية ستنقلب وبالاً عليه لأن في سورية رجالا يدافعون بأرواحهم ودمائهم عن تراب وطنهم.
وفي دمشق، أدانت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، خلال اجتماعها الدوري برئاسة الدكتور محمد مصطفى ميرو، نهب قوات الاحتلال الأمريكي للنفط السوري وعدوان النظام التركي على الأراضي السورية، مجددة دعمها الكامل للجيش العربي السوري حتى استكمال تحرير سورية من جميع أشكال الاحتلال والإرهاب.
وفي القاهرة، جدّد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب إدانته العدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أنه يشكّل خرقاً صارخاً لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، وشدّد بيان للمكتب، في ختام دورته الطارئة في القاهرة والتي عقدت تحت شعار “لا للعدوان التركي على الأراضي العربية السورية”، على دعمه الكامل لسورية في دفاعها المشروع عن أراضيها في مواجهة العدوان التركي، وحيّا صمود القيادة السورية وإنجازات الجيش العربي السوري في الحرب ضد الإرهاب.
وطالب البيان المنظمات الحقوقية العربية والدولية بإدانة العدوان التركي على الأراضي السورية، والعمل معها على تنظيم مؤتمر دولي لفضح ممارسات النظام التركي وانتهاكاته وعدوانه الخارج عن حدود القانون الدولي والمواثيق الدولية، ودعا إلى مقاضاة النظام التركي ورئيسه أمام المحاكم الدولية الوطنية التي تعتمد نظام الولاية القضائية الدولية لإدانته على عدوانه المستمر على سورية منذ عام 2012 وحتى الآن، والمطالبة بالتعويضات الناجمة عن الأضرار الجسيمة التي تسبب بها، والعمل على تحريك دعوى أخرى بحق رئيس النظام التركي أمام المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم الحرب التي ارتكبها ضد سورية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها ضد الشعب السوري.
وأكد البيان ضرورة اضطلاع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بمسؤولياتهما حيال العدوان التركي، مندّداً أيضاً بدعم النظام التركي وحلفائه للتنظيمات الإرهابية في سورية بالأموال والسلاح، كما طالب كل الدول العربية ودول العالم المحبة للسلام أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والثقافية مع تركيا، وطرد السفراء الأتراك من عواصمها حتى خروج القوات التركية من الأراضي السورية، ومقاطعة البضائع التركية، ووقف كل الرحلات السياحية وغيرها إلى تركيا، ووقف التعامل مع جميع الشركات والمؤسسات التركية، وطالب جميع الدول العربية بطرد جميع القواعد العسكرية الأجنبية، وخاصة قواعد ومكاتب حلف الناتو، كما ندد بأي نظام عربي أو دولي وافق على الغزو التركي للأراضي السورية.
وفي عمان، أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي الأردني فؤاد دبور أن إرادة وصمود سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، سيفشل عدوان النظام التركي على أراضيها ومؤامرات استهدافها، وشدد على أن مستقبل سورية يحدده أبناؤها الذين يواجهون العدوان الأردوغاني على الأراضي السورية المدعوم أمريكياً، مبيناً أن هذا العدوان مصيره الفشل المحتوم، وسيتم تحرير كل شبر من الأرض السورية من الإرهاب والاحتلال الأجنبي، وأشار إلى أن ما تواجهه سورية من مؤامرات ومخططات من قبل الكيان الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والنظام التركي يعود لموقفها العروبي المقاوم والمدافع عن الحقوق العربية.
وفي موسكو، أعرب عدد من الإعلاميين الروس والأجانب عن إدانتهم للأعمال العدوانية والجرائم التي ترتكبها قوات النظام التركي والقوات الأمريكية في منطقة الجزيرة، مؤكدين أن الهدف هو نهب الثروات السورية.
وقال الكاتب الروسي الكسندر بونوماريوف: إن الأمريكيين أعطوا الضوء الأخضر، وسحبوا قواتهم جزئياً ليفتحوا الطريق بصورة متعمّدة أمام العدوان التركي على الأراضي السورية، وأوضح أن الأتراك والأمريكيين يريدون تحقيق أهدافهم المغرضة في سورية، وهي الاستيلاء على النفط والثروات الأخرى.
من جهتها قالت الكاتبة الروسية يلينا اوساتشوفا: إن أعداء سورية يستخدمون الأسلحة وأعمال الغزو من أجل جني مكاسب مادية والحصول على أموال طائلة بواسطة الحرب، فيما قال الإعلامي الكوبي هاينيل لوبوس: إن الأعمال العدوانية الأمريكية واحدة في جميع أنحاء العالم، وإن الأمريكيين حلفاء لجميع المعتدين، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها تركيا بأعمال عدوانية في الشرق الأوسط، حيث اعتدت سابقاً على قبرص، والآن على الأراضي السورية.
وأعرب لوبوس عن التضامن مع الشعب السوري، مؤكداً ثقته بأن سورية ستنتصر على جميع أعدائها، كما انتصرت على الإرهاب الدولي.
وفي عمان، أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز ضرورة الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، مشدداً على رفض الأردن وجود قوات احتلال تركي على الأراضي السورية.
كما أكد الفايز خلال استقباله القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن الدكتور شفيق ديوب ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ سيادتها ووحدة أراضيها. وأشار إلى أهمية تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين بما يحقق المصالح المشتركة داعيا إلى تسهيل حركة التجارة الأردنية إلى سورية عبر المنافذ الحدودية.
من جهته أكد القائم بأعمال السفارة السورية ضرورة العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وخاصة لجهة تسهيل حركة التبادل التجاري بينهما.
يأتي ذلك فيما أعلن مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين أن الإرهابيين يحضرون لاستفزاز كيميائي جديد في محافظة إدلب، معيداً إلى الأذهان أن الحديث عن استخدام أسلحة كيميائية يبدأ مع كل تقدم وإنجاز يحرزه الجيش العربي السوري على الأرض ضد هؤلاء الإرهابيين، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار محاولات الإرهابيين والدول الداعمة لهم إرسال فريق تحقيق في الأمر يتهم روسيا وسورية بالمسؤولية عن ذلك.
وجددت سورية في التاسع من الشهر الجاري إدانتها الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية وأعربت عن قلقها البالغ إزاء محاولات بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاستمرار في توجيه الاتهامات التي لا أساس لها وتسويق الادعاءات الكاذبة والفبركات ضد سورية.
وأضاف شولغين: “السوريون يعلمون أن ذخائر كيميائية تدخل البلاد وهم يعرفون من أي البلدان تأتي ويتم الإبلاغ عن أسماء الأشخاص المسؤولين عن الاستفزازات التي يجري إعدادها”.