قطاع الدواجن في دوامة حصار متعدد الجوانب والمنتجون “طلقوا” المهنة تحت ضغط الخسائر!
حمص – عادل الأحمد
انتكاسات كبيرة تعرض لها قطاع الدواجن خلال السنوات الماضية، أوقعت المنتجين بخسائر كبيرة ذهبت بالأخضر واليابس مما جنوه في مسيرة عملهم بهذه المهنة التي تعتبر الأصعب بين المهن التي تمد سوق الاستهلاك اليومي بمادتي الفروج والبيض، الكثيرون منهم تركوا المهنة وتوجهوا للبحث عن أعمال أخرى.
ومما زاد في معاناته ومشاكله ارتفاع تكاليف الإنتاج، وفي مقدمتها الأعلاف المستوردة التي تشكل 75% من تكاليف الإنتاج، والتي ترتفع أسعارها لتتناسب طرداً مع صعود سعر الدولار حيث يتم استيراد هذه الأعلاف من قبل التجار، ليجد المربي نفسه وحتى المنشآت التابعة للقطاع العام أمام معادلة من الصعوبة بمكان أن تجد فيها منفذاً يعطي بصيص أمل في أي ربح يمكن أن يتحقق بشكل واقعي وملموس.
يقول المهندس محمد قيمر مدير منشأة دواجن حسياء: بالحساب تبلغ تكلفة كل كيلو غرام من مادة الفروج أكثر من ألف ليرة سورية، وفي هذه الأيام التي انتعشت فيها الأسعار وصل السعر إلى 725 ليرة سورية، وخلال الفترات الماضية انخفض إلى حدود الـ500، كما أن تكلفة وحدة البيض بين 1000 – 1200 ليرة، والمنتج مرغم أن يبيع بـ900 ليرة سورية.
ومع كل هذه الحرب الخانقة تجد في الأسواق اللحوم والبيض القادمة من الشمال والجنوب مجهولة المصدر وبأسعار منافسة، والمستهلك الذي يعاني من ضعف القدرة الشرائية وحساب الأسعار عليه بالدولار، يبحث عن الأرخص دون السؤال عن الصلاحية أو حتى مجرد التفكير بالسؤال؛ لأن المطلوب الأرخص..!
ولأن مسألة منتجات الدواجن كغيرها من المنتجات تخضع لقانون العرض والطلب، ولأنها سريعة العطب يرغم المنتج على الخضوع والبيع وفق ما يريده السوق ووفق الأسعار التي تروج فيه، وعندما يكون حجم المنتج أكبر من حاجة السوق، وعندما تقفل كل الأبواب باتجاه التصدير إلى الخارج لابد أن تضاف معاناة أخرى.
يذكر أن الحكومة ألغت الضميمة على الأعلاف، لكنها لم تجبر المستوردين على الالتزام بإعطاء 15% مما يستوردونه من أعلاف للمؤسسة العامة للدواجن.