أخبارصحيفة البعث

القدس ماضٍ وحاضر.. قراءة تاريخية

 

دمشق- فداء شاهين:
بالتعاون بين كلية الإعلام في جامعة دمشق ومؤسسة القدس الدولية والاتحاد الوطني لطلبة سورية، أقيمت محاضرة تحت عنوان “القدس ماضٍ وحاضر.. قراءة تاريخية”، دار خلالها حوار تفاعلي حول القضية الفلسطينية، وأكد المتحدّثون ضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد بعد تراجعها خلال الفترة الماضية في ظل ما تشهده الساحة العربية من أزمات وتدخلات خارجية وفوضى وحروب، وشدّدوا على أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية والتاريخية لفلسطين، وأن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال، مبيّنين أن مستقبل القدس لا تحدده دولة أو رئيس، بل تاريخها وحقوق شعبها.
وتحدّثت الدكتورة نهلة عيسى عن التهويد الصهيوني لفلسطين التاريخية عامة والقدس خاصة، والذي جاء ليكون قطعاً فاصلاً بين الجغرافيا والتاريخ، وقد ارتكزت استراتيجية التهويد الصهيوني على مسارين متلازمين من حيث الأهداف والنتائج، الأول ظرفي سياسي، ويتمثّل بإضفاء الطابع الإسرائيلي على فلسطين المحتلة إدارياً وديموغرافياً وسياسياً، والثاني استراتيجي أيديولوجي يتمثّل بالتهويد، أي إقامة المجتمع والدولة اليهوديين، حيث قامت بإخلاء أحياء من القدس المحتلة وسط صمت عربي، وبيّنت أن الحرب التي تتعرّض لها سورية، وما يحصل في الدول العربية يهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية، ولا سيما أن عقيدة الجيش العربي السوري تقوم على جوهرية القضية الفلسطينية، مبيّنة أن القدس تضم أهم معالم الوجود العربي الإسلامي والمسيحي في فلسطين، ولذلك يريد الصهاينة اعترافاً من العالم باعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل”.
وأوضح مدير الأخبار في قناة سما الفضائية حسام حسن أن عمر مدينة القدس أكثر من خمسة آلاف عام، وتعد واحدة من أقدم مدن العالم، وأطلق عليها الكثير من التسميات، ومن أشهر مقدسات المدينة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، حيث يريد الكيان الصهيوني هدم المسجد الأقصى، لأنه رمز للوجود العربي الإسلامي، ولفت إلى أن جميع العمليات الفدائية التي انطلقت منذ عام 1965 لتحرير فلسطين للحفاظ على عروبة القدس كانت من دمشق.
وبيّن مدير مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح أن المؤسسة حرصت على فتح منبر مع الطلاب وجيل الشباب، لأنه الجيل الذي يعوّل عليه في استعادة الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن هناك سعياً صهيونياً ممنهجاً عبر وسائل الإعلام، والمناهج التربوية لسرقة التاريخ، وتغيير الواقع، والقيام بعملية خداع تاريخي، وإضفاء طابع يهودي على أرض فلسطين العربية.
أدار الندوة عميد كلية الإعلام الدكتور محمد العمر، والذي أكد أهمية أن يمتلك الشباب الوعي الوطني الكافي بالقضايا المصيرية باعتبار أنه المعوّل عليه.
حضر الندوة ممثّلون عن جيش التحرير الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق والسفارتين الإيرانية والجزائرية بدمشق.