“دواعش أردوغان” ينهبون المباركية.. وملتقى عشائري في ريف الحسكة دعماً لقواتنا الباسلة الجيش ينتشر على الحدود مع تركيا بمحور 90 كم من ريف رأس العين وصولاً إلى القامشلي
دخلت وحدات الجيش العربي السوري بلدة عامودا في ريف الحسكة الشمالي الشرقي قادمة من الدرباسية، وانتشرت من ريف رأس العين الشرقي غرباً وصولاً إلى القامشلي شرقاً، وثبّتت نقاطها على محور يمتد بنحو 90 كم، فيما تواصل باقي الوحدات انتشارها في المناطق الأخرى، وذلك في إطار مهامها الوطنية لمواجهة العدوان التركي ومرتزقته وحماية الأهالي، فيما تمّ أمس افتتاح جسر عائم يربط بين ضفتي نهر الفرات في دير الزور، ويصل بين قريتي المريعية ومراط على ضفتي النهر، ليكون أول جسر يربط بين ضفتي النهر بالمحافظة بعد تدمير جميع الجسور خلال السنوات السابقة من قبل تحالف واشنطن.
يأتي ذلك فيما أقامت القبائل والعشائر السورية في محافظة الحسكة الملتقى العشائري في قرية عامرية الحسو في ريف القامشلي دعماً للجيش العربي السوري ورفضاً للاحتلال التركي، في وقت نهبت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها قرية المباركية في ريف رأس العين الشمالي الغربي، واعتدوا على أهلها.
وفي التفاصيل، تابعت وحدات الجيش، التي بدأت عملية الانتشار من ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، تحرّكها، ودخلت قرى وبلدات “دودان- قصر شرك-حاصدة فوقاني-عامودة-الجوهرية-تل حمدون- خرزة فوقاني-الدار- أبو جرادة- القرمانية- كربشك- السلام عليك- ربة حاج إبراهيم- العرادة- لبوة- فقيرة- الإبراهيمية- مشيرفة الأسعدية- باب الفرج –الشكرية”، لاستكمال انتشارها على بقية الحدود مع تركيا.
وكانت وحدات الجيش دخلت قرى وبلدات تل عفر وخراب كورد بريف القامشلي الغربي على الشريط الحدودي بين سورية وتركيا، وذلك بعد ساعات من انتشار وحدات أخرى في مدينة الدرباسية بالريف الشمالي الشرقي للحسكة، وفي عدة قرى وبلدات بريف رأس العين الشرقي، فيما بدأت مجموعات قسد الانسحاب من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا تنفيذاً لاتفاق سوتشي.
ورحّب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين بانسحاب المجموعات المسلحة في الشمال السوري إلى عمق 30 كيلومتراً، وذلك بالتنسيق المباشر مع الجيش العربي السوري، ما يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية.
بالتوازي، حدثت اشتباكات وتبادل لإطلاق قذائف الهاون بين مجموعات قسد وقوات الاحتلال التركي على محور قريتي الطويلة والصكلاوية بريف رأس العين الجنوبي.
في الأثناء، أكدت القبائل والعشائر العربية في الجزيرة السورية خلال الملتقى العشائري وقوفها إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، وصد العدوان التركي، ورفض الوجود الاجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية. ودعت الكلمات خلال الملتقى الذي عقد في قرية عامرية الحسو بريف القامشلي اليوم إلى تعزيز التآخي والوحدة، والوقوف خلف الجيش العربي السوري، ودعمه لدحر الإرهاب، وصون كرامة سورية، والدفاع عن سيادتها، والتأكيد على التسامح والمحبة، وتوحيد الجهود باتجاه العدو الخارجي الذي يريد استباحة الأراضي السورية وتشريد أبناء المنطقة. وندد المشاركون بالعدوان التركي الغاشم على أراضي الجمهورية العربية السورية الذي يعد خرقاً للقوانين والأعراف الدولية، ويشكّل حلقة في المؤامرة على الشعب السوري بغية إضعافه، مؤكدين رفضهم وجود القوات الأجنبية غير الشرعية على الأراضي السورية، وأعربوا عن ثقتهم ببواسل الجيش العربي السوري لتحقيق النصر، ودحر كل الأعداء عن هذه الأرض، وإفشال المخططات التي تحاك ضد أبناء المنطقة الذين كانوا على الدوام إلى جانب الجيش واثقين من انتصاره ومن قدرته على إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية.
ويتزامن انعقاد الملتقى مع انتصارات الجيش العربي السوري الذي يواصل انتشاره في منطقة الجزيرة وصولاً إلى الحدود السورية التركية انطلاقاً من واجبه الوطني والأخلاقي لحماية تراب سورية والدفاع عن شعبها ضد العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية.
وفي دمشق، نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتعاون مع الحزب الشيوعي السوري الموحّد وقفة تضامنية رفضاً للعدوان التركي على سورية ودعماً لتضحيات وصمود الأسرى في معتقلات الاحتلال في حديقة شكو بركن الدين. وأكد المشاركون رفضهم التدخلات الخارجية في شؤون سورية، وضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها، مشددين في الوقت ذاته على دعمهم وتضامنهم الكامل مع الأسرى في معتقلات الاحتلال الذين يعانون أشد أنواع التعذيب والتنكيل، ومعتبرين أن قضيتهم ليست مجرد قضية إنسانية فحسب، إنما هي أحد أهم قضايا الصراع مع العدو الصهيوني وجزء أساسي من نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف. وفي كلمة له أشار الأسير المحرر أحمد أبو سعود عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول الأسرى والمحررين الفلسطينيين في الشتات إلى أن ما جرى خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية أثبت قدرتها على تجاوز أصعب وأعقد المعارك، وتحقيق النصر على قوى العدوان وأدواته وداعميه، فيما أدانت عضو قيادة رابطة النساء السوريات في الحزب الشيوعي السوري الموحد هدى ملي العدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية، مؤكدة أنه انتهاك للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
يأتي ذلك فيما استشهد مدنيان، وأصيب آخرون بجروح جراء تفجير دراجة نارية وعبوة ناسفة في بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي ومنطقة الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، وقالت مصادر محلية: إن دراجة نارية مفخخة بكمية من المواد المتفجرة انفجرت صباح “اليوم” أمام أحد المخابز وسط بلدة سلوك في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة وإحداث أضرار في المكان.
وكانت قوات العدوان التركي ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية احتلت مدينة تل أبيض في الثالث عشر من الشهر الجاري بعد قصف أحيائها بمختلف صنوف الأسلحة وتدمير معظم البنية التحتية فيها، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من أهلها.
وفي ريف حلب الشمالي أفادت مصادر أهلية باستشهاد مدني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بانفجار عبوة ناسفة مزروعة على طريق قرية طويران بمنطقة الراعي. وتنتشر في المناطق التي توجد فيها مجموعات إرهابية مدعومة من النظام التركي مظاهر الفوضى والانفلات الأمني نتيجة صراعات فيما بين تلك المجموعات الإرهابية لاقتسام النفوذ، والسيطرة على المدينة، والتحكم بمصير المدنيين فيها.
وفي ردود الفعل، أكد رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك فشل الغرب وأدواته من التنظيمات الإرهابية في تحقيق مخططاتهم باستهداف سورية، وأوضح، في تصريح لموقع قضيتكم الالكتروني التشيكي، أن سورية تمضي الآن على طريق تحرير جميع أراضيها من الإرهاب، وإعادتها إلى سلطة الدولة السورية، منوّهاً بإنجازات سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، في مواجهة الإرهاب وتنظيماته المختلفة، ومشدّداً على أن ما تقوم به في هذا المجال “يستحق الإعجاب”.
من جهتها دعت النائب في البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك ماركيتا غريغيروفا إلى تبني الاتحاد الأوروبي مواقف أكثر صرامة للضغط على النظام التركي لإنهاء عدوانه على الأراضي السورية، الذي ينتهك سيادتها، ويرتكب جرائم بحق السكان المدنيين فيها، ويتسبب بمعاناتهم، معتبرة أن قرار البرلمان الأوروبي بإدانة هذا العدوان “يمثّل خطوة في الاتجاه الصحيح غير أن الأمر يتطلب تبني مواقف أكثر صرامة”، ولفتت إلى امتلاك الاتحاد الأوروبي الكثير من الوسائل لممارسة ضغوط فعالة على النظام التركي غير التوصية بحظر تصدير السلاح مثل فرض عقوبات اقتصادية مؤثرة، وإيقاف محادثات عضوية تركيا في الاتحاد، مشددة على ضرورة عدم الخضوع للابتزاز التركي من خلال الصمت على هذا العدوان.
افتتاح جسر المريعية العائم
واستجابة لحاجة ومطالب الأهالي في ريف دير الزور الشمالي لإنشاء جسر يربط بين ضفتي نهر الفرات، ويتيح لهم التواصل مع باقي أرجاء المحافظة، بعد أن قام التحالف الأمريكي بتدمير الجسور بين ضفتي النهر في المحافظة، في إطار حملة تدمير ممنهج طالت البنى التحتية والاقتصادية في بلادنا، تمّ أمس افتتاح جسر عائم يصل بين قريتي المريعية ومراط، وأكد محافظ دير الزور عبد المجيد الكواكبي أن الجسر سيكون شريان الحياة التنموي والاقتصادي والاجتماعي، الذي يتيح للأهالي التواصل مع أقربائهم، إضافة إلى نقل البضائع والمحاصيل الزراعية بين منطقة الجزيرة السورية وباقي مناطق المحافظة، ومنها إلى المحافظات الأخرى، إضافة إلى أنه يسهّل نقل المرضى والمحتاجين للرعاية الصحية واللقاحات والأدوية، وييسر انتقال الطلاب والموظفين والعمال، ويسهم في إعادة إعمار محافظة دير الزور وريف منطقة الجزيرة. وبيّن مدير المشروع، رئيس المكتب الفني بمحافظة دير الزور المهندس فادي طعمة، أن الجسر هو “عبارة عن جسر طوفي عائم مشدود بكابلات معدنية مختلفة الأقطار مشدودة إلى قواعد بيتونية مسلحة على ضفتي النهر بطول 145 متراً وعرض 8 أمتار، وحمولته تبلغ نحو 60 طناً، وهو مصمم بشكل يتيح له الارتفاع والانخفاض وفقاً لمنسوب مياه النهر”، فيما أشار مدير فرع الشركة العامة للطرق والجسور المهندس عمار حيدر إلى أن تنفيذ الجسر “تم من قبل ورشات وآليات الشركة بموجب عقد مبرم مع مديرية الخدمات الفنية بقيمة 100 مليون ليرة سورية”، مضيفاً: “تم تنفيذ الأعمال المدنية من حفر القواعد وصب البيتون المغموس والمسلح، وتوريد الكابلات المعدنية وتوابعها، وتحضير الطرق المؤدية إلى موقع الجسر، فيما قدّم الأصدقاء الروس الطوافات التي تشكّل جسم الجسر العائم”. وعبّر الأهالي الذين تجمعوا في المكان احتفالاً بإقامة الجسر عن سعادتهم البالغة بافتتاحه، لأنه سيخفف كثيراً من معاناتهم، ويتيح لهم فرصة الانتقال ونقل محاصيلهم ومنتجاتهم والتواصل مع أهلهم، منوّهين بالجهود الحكومية المبذولة في تحسين الواقع الخدمي والمعيشي في المحافظة.