عملية “النهب المستمر”
ترجمة: علاء العطار
عن موقع “ذي أميركان كونزيرفاتيف” 24/10/2019
تعتزم إدارة ترامب إرسال المزيد من القوات إلى سورية كجزء من مخططها القذر غير الشرعي للسيطرة على منابع النفط في الجزء الشرقي من البلاد. “يتحضر البنتاغون لإرسال دبابات وعربات مدرعة إلى حقول النفط السورية” تبعاً لما ذكره مسؤول أمريكي، وهو تغير مفاجئ لقرار دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من البلاد بعد أن أعلن انتصاره على تنظيم “داعش”.
سيمثل نشر المدرعات الثقيلة في سورية تصعيداً خطيراً في هذه الحرب ما يستلزم إرسال وحدة من القوات الإضافية لتشغيل وصيانة هذه العربات، إضافة إلى قوات تعمل على حماية قواعدها العسكرية.
هذه هي عقيدة النهب التي يؤمن بها ترامب في صورتها العملية، كما أنها تظهر مدى سهولة إقناع الرئيس ترامب بأن يأمر بانتشار عسكري غير مدروس وغير شرعي وغير مبرر لأسوأ الأسباب الممكنة، وإن كان هناك شيء يدفع ترامب إلى القيام بتدخل أجنبي لا حاجة له، فما هو سوى إمكانية نهب تلك البلاد، فالقوات الأمريكية لم تكن تملك أي تصريح للعمل في سورية على مدى السنوات الخمس الماضية، ولكنها لا زالت لغاية اللحظة تستخدم أكذوبة أنها موجودة هناك كجزء من مهمتها في مكافحة الإرهاب، لم يعطها الكونغرس تصريحاً بأي من ذلك، ناهيك عن كون كل ذلك انتهاكاً للقانون الدولي، وينبغي أن يذكرنا ذلك كم أن الرئيس شخص زئبقي وغير جدير بالثقة، وينبغي أن يؤكد على فكرة أن ليس لديه أي مصلحة في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في سورية.
وهذه المهمة الجديدة لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة، بل إنها تعرض المزيد من الأمريكيين للخطر دون وجود سبب وجيه، ونشر القوات يجعل من أولئك الجنود هدفاً دون أن يمتلك احتمالية في تحقيق أي شيء، كما أنه سيرغمهم على قضاء المزيد من وقتهم في التركيز على حماية أنفسهم وإقصاء أي أمر آخر، فقد أُرسلوا لاحتلال جزء من سورية إلى أجل غير مسمى، هذه هي المهمة الأخيرة من ضمن سلسلة من المهمات الغبية غير الشرعية في سورية، بل إنها حجة لا يمكن تبريرها بتاتاً، ولا علاقة لها بوضع المصالح الأمريكية في صدارة الأولويات، ومن الواضح أنها لا تعيد أحداً إلى الوطن، والنشر الجديد يسخر من كل ما قاله ترامب بشأن إنهاء الحروب الأبدية، لكن من ناحية أخرى، من الأفضل للمرء ألا يصدق أي كلمة يقولها.
القوات الأمريكية موجودة في سورية بصورة غير شرعية، وسلب ما تمتلكه الحكومة السورية لهو أمر غير شرعي أيضاً، ولن تكون الولايات المتحدة قادرة على الاستفادة من الموارد النفطية، بحكم أن أي شركة لن ترغب في التورط بأمر غير قانوني يتمثل في العمل داخل ممتلكات مسروقة، ولن يستثمر أحد هذه الحقول النفطية، بل إن أحداً لن يجني أي ثمار منها، وستعلق القوات الأمريكية هناك لحماية حقول النفط تلك في المستقبل المنظور إرضاء لنزوة الرئيس ترامب، وستكون النتيجة حرمان سورية من عائدات يمكن أن تستخدمها في عملية إعادة الإعمار، وهذا يعني في النهاية معاقبة الشعب السوري فقط لأن الغيظ ينهش ترامب.