“قومية القضية الفلسطينية والعدوان على سورية” في محاضرة
دمشق- ريناس إبراهيم:
في حديث سياسي حاول إنعاش ذاكرة المقاومة وإيقاد روح العروبة، اختصر أمين سر لجنة المتابعة في تحالف القوى الفلسطينية ياسر المصري فصولاً من الترابط والتلاحم بين سورية وفلسطين، وذلك تحت عنوان “قومية القضية الفلسطينية والعدوان على سورية”، مؤكداً أن مواقف سورية الداعمة عبر التاريخ للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني سبّب استهدافها الدائم من قبل قوى الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي، لكن حديثه اقتصر على السرد التاريخي للأحداث التي تدلّل على ذاك الترابط بين سورية وفلسطين، دون التطرّق إلى العدوان الحالي، وهو الأكثر خطورة على سورية.
وأكد المصري أن المشروع الصهيوني لم يستهدف فلسطين فقط، وإنما الأمة العربية ككل، لكن الوعي القومي العربي تصدّى لذلك الاستهداف، وتنبّه لخطورة المشروع منذ بدايته، وتجلّى هذا الوعي في محاولات سورية عبر التاريخ للعمل على بناء الوحدة مع العديد من الدول العربية على سبيل جمع العرب جميعاً، واستذكر دفاع أبناء سورية عن فلسطين أيام الانتداب البريطاني، الذي قاده المجاهد السوري عز الدين القسام، وكذلك الوحدة بين سورية ومصر، التي لعبت دوراً كبيراً في تدعيم الوعي القومي بالقضية الفلسطينية، ومن ثم مظاهر الدعم العربي للقضية الفلسطينية، من الجهود الرامية لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل الميثاق الوطني، والصندوق القومي الفلسطيني، إلى تأسيس مركز الدراسات والأبحاث الفلسطينية في بيروت، وإقامة أركان إذاعات فلسطينية في سورية ومصر والعراق، متطرّقاً إلى آثار نكسة حزيران 1967 على التلاحم القومي.
كما شدّد على دور القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد، داعم المقاومة الفلسطينية، الذي هيّأ المناخ الملائم لها كي تنمو وتزدهر وتضطلع بدورها في الصراع العربي-الإسرائيلي، ليكمل بعدها السيد الرئيس بشار الأسد صياغة استراتيجية المواجهة مع العدو بدعم المقاومة، سياسياً ومعنوياً، مطيحاً بكل محاولات اغتيال الحقوق الفلسطينية.
وفي سرده، توقف المصري عند حرب تموز 2006، وأثر انتصار المقاومة في لبنان في بناء قاعدة صلبة للصمود وتنامي المقاومة الفلسطينية، مختصراً الحديث عمّا تعرضت له سورية خلال السنوات الثماني الأخيرة ببضعة جمل مؤدّاها: “لقد استعان العدو بأدواته الداخلية والخارجية لتنفيذ مؤامرة كبرى مدعومة من جهات غربية وعربية، لكن القاصي والداني اعترف بأن سورية عصيّة على الهزيمة بفضل الانتماء الحقيقي والصادق لأبنائها”.
من جانبهم، أشار المشاركون إلى أن أعداء الأمة يحولون إلهاء الشعوب العربية عن قضيتها المركزية وإشغالها بمشكلات وصراعات داخلية في محاولة لزعزعة الوعي القومي العربي وطمس الهوية العربية الجامعة، مشيدين بوعي أبناء سورية لما يحاك لها ولوطنهم العربي من مؤامرات ومشاريع توسعية استيطانية تدميرية.
وأبرزت بعض المداخلات دور حزب البعث العربي الاشتراكي، بشكل خاص، في تشكيل هذا الوعي، وتأكيده الدائم، منذ تأسيسه، على مركزية القضية الفلسطينية بإنشاء مكتب خاص بشؤون فلسطين، كما أن “تنفيذ عمل فدائي في فلسطين” كان شرطاً أساسياً لنيل عضوية الحزب.
المحاضرة جاءت بالتعاون بين اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، ومؤسسة القدس الدولية-سورية، وتحالف القوى الفلسطينية، وحضرها كل من رئيس اللجنة الدكتور محمد مصطفى ميرو، ومدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح، وعدد من أعضاء اللجنة ومن ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات اجتماعية وثقافية.