الأصوات تتعالى: أنقذوا موسم التفاح التسويق على “الورق” والفلاح يخشى تكرار المشهد
ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش
مع اقتراب موسم الشتاء تتعالى أصوات الفلاحين خوفاً على موسم التفاح من التلف وتساقط الثمار بسبب الأمطار والرياح، ومن انخفاض الأسعار وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وغياب التسويق، علماً أن الفلاح يبقى طيلة أيام السنة يعمل من أجل الوصول إلى موسم جيد من خلال تنفيذ العمليات الزراعية من فلاحة وتسميد وتقليم ورش، إلا أنه لا يحصل إلا على جزء يسير مما يحصل عليه التاجر الذي لا يبذل أي جهد، ولا يتحمل أية مخاطرة أو نفقات، في وقت تنأى بنفسها كل الجهات المعنية -وفي مقدمتها شركة الخزن والتسويق- عن تحمل المسؤولية عن تسويق إنتاج الفلاح، حتى الجمعيات الفلاحية لا تعرف ماذا يجري مع الفلاح؟
وهذا العام لا جديد فيه عن الأعوام السابقة؛ فالأسعار التي يعرضها الضَمانة ووسطاء الشراء بين الفلاح والسوق، هي إعلان صريح على نية الاستغلال، ومع غياب أي أثر للأجهزة الرقابية وقنوات التسويق الحكومية لكامل محصول التفاح، ليقع الفلاح مجدداً في شباك الاستغلال والفساد. حيث ارتفعت أسعار تكاليف الإنتاج الزراعي بشكل جنوني، بدءاً من أسعار عبوات الرش والسماد عموماً التي ارتفعت أكثر من 5 أضعاف لأنها مرتبطة بالدولار، ثم هناك تكاليف الحراثة والتقليم وعملية الرش، والتي ارتفعت جميعها بسبب ارتفاع سعر ليتر المازوت الحر ليباع ما بين 250 – 300 ليرة في الشهرين الأخيرين، وعدم إمكانية تأمين الكميات المطلوبة من الدولة.
مع بدء الموسم كانت مطالب المزارعين تتمثل بأن يتم استجرار كامل المحصول من قبل الخزن والتسويق، من أجل الحد من جشع التجار واستغلال السماسرة، بالإضافة إلى تعويضهم عن خسائر الأضرار التي لحقت بمحصولهم نتيجة سوء الأوضاع الجوية. وقد أشارت بعض التقارير الزراعية إلى أن نسبة الضرر بسبب العوامل الجوية خلال فصل الشتاء الماضي كانت أكثر من 70% في محصول التفاح. ليوضح رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف أن مشكلة الفلاحين المنتجين للتفاح في بعض مناطق المحافظة تحكمها الظروف التي تمر بها بعض المناطق، لافتاً إلى تعاون اتحاد الفلاحين مع كافة الجهات الزراعية لإيجاد صيغة لإنصاف الفلاح بوضع أسعار للمحصول استناداً إلى الكلفة الفعلية للإنتاج، مبيناً أن هناك جهوداً كبيرة يبذلها الاتحاد بمساعدة الفلاحين المنتجين لمادة التفاح من تقديم بذار وأسمدة وغيرها بغية زيادة الإنتاج لهذا الموسم، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج في العام الحالي.
يذكر أن أصناف التفاح في محافظة ريف دمشق تمتاز بالتنوع بين الستاركن والسكري وغولدن، وما زال الفلاح يعاني تسويق المادة حيث يضطر الفلاحون لتخزين المادة في البرادات، وهناك صعوبات في تأمين مادة المازوت والكهرباء ما يرتّب على الفلاح أعباء إضافية عدا عن ارتفاع أسعار اليد العاملة والأدوية الزراعية والسماد وصعوبة النقل والتنقل من منطقة لمنطقة.