الصفحة الاولىصحيفة البعث

الكونغرس يتبنّى رسمياً إجراءات عزل ترامب

 

في صفعة جديدة لدونالد ترامب، أطلق مجلس النواب الأميركي، أمس، مرحلة جديدة ومعلنة للتحقيق في اتهامات بحق الرئيس الأمريكي، حيث صوّت لأول مرة على المضي في إجراءات عزله، فيما استدعت اللجان النيابية الأميركية المستشار السابق للأمن القومي جون بولتون للإدلاء بإفادته بشأن استغلال محتمل للسلطة من قبل ترامب.
وصوّت المجلس بأغلبية 232 صوتاً مقابل 196 صوتاً لإطلاق العملية رسمياً، وقالت رئيسة المجلس نانسي بيلوسي قبل التصويت: “اليوم، يأخذ مجلس النواب الخطوة التالية في إجراءاتنا لعقد جلسات استماع مفتوحة أمام لجنة الاستخبارات في المجلس حتى يرى عامة الناس الحقائق بأنفسهم”. وانشق عدد قليل فقط من الديمقراطيين عن الأغلبية في التصويت.
وندد ترامب بإطلاق الآلية لعزله رسمياً في تغريدة على تويتر ووصفها بـ”أكبر حملة مطاردة سياسية في تاريخ” الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، حذّر الرئيس الأميركي من أن يضر التصويت بسوق الأوراق المالية الأميركية.
واعتبرت الملحقة الصحافية في البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان آلية العزل “غير مشروعة”، وأكدت أن “الديمقراطيين يختارون كل يوم إهدار الوقت على (آلية) عزل زائفة، في محاولة ذات طابع سياسي فاضح للقضاء على الرئيس”، حسب تعبيرها.
وقال النائب آدم شيف، أحد قادة التحقيق، في النقاش الذي سبق التصويت: إن القرار “يمهّد الطريق للمرحلة التالية من تحقيقنا”.
ويهدف القرار إلى تحديد الخطوط العريضة لكيفية انتقال التحقيق في مساءلة ترامب وعزله منصبه، من الشهادة في جلسات مغلقة إلى جلسات استماع علنية.
والشهر الماضي، بدأ مجلس النواب تحقيقاً رسمياً بهدف عزل ترامب، بدعوى أنه شجّع خلال مكالمة هاتفية، زعيم دولة أجنبية على إجراء تحقيق قد يُضر بمنافسه المحتمل جو بايدن بانتخابات الرئاسة لعام 2020.
وكان البيت الأبيض كشف فحوى مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 25 تموز الماضي، لتهنئته بفوزه بالانتخابات الرئاسية.
ويقول الديمقراطيون: إن ترامب ضغط على زيلينسكي مراراً لإجراء تحقيق حول أنباء عن أن جو بايدن، هدّد حين كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، بوقف المساعدات الأمريكية لكييف، إذا لم تتم إقالة أحد مسؤولي الادعاء؛ لأنه كان يحقق في قضية تخص شركة غاز على صلة بنجل بايدن.
ونفى ترامب، في أكثر من مناسبة، ارتكاب أي خطأ في علاقاته مع الرئيس الأوكراني، زاعماً أن هدفه الوحيد كان “النظر في الفساد”.
واتهم ترامب بايدن وابنه بالضلوع في أنشطة فساد في أوكرانيا، بينما يقول الديمقراطيون: إن ترامب يحاول تشويه سمعة بايدن قبل الانتخابات.
يأتي ذلك فيما استدعت اللجان النيابية الأميركية بولتون للإدلاء بإفادته، ولكن الإفادة المرتقبة في السابع من الشهر الحالي يسبقها تكتم من محامي بولتون وأعضاء ديموقراطيون في لجان التحقيق حول موافقته على المثول من عدمه.
وكان بولتون حذّر سابقاً من جهود سرية يبذلها المحامي الشخصي لترامب رودي جولياني للضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بحق ديموقراطيين أبرزهم جو بايدن.
وفي وقت سابق، وصف شيف بولتون بأنه “شاهد في غاية الأهمية” بالنسبة لتحقيق عزل ترامب الذي أطلقه الديمقراطيون، على خلفية الفضيحة السياسية المتعلقة بالضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي على زيلينسكي لإجبار كييف على التحقيق مع هانتر بايدن (مدير شركة في أوكرانيا)، نجل جو بايدن.