عون يدعو للاتفاق مع المتظاهرين لمحاربة الفساد
يشهد محيط القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا تظاهرات مؤيدة للرئيس اللبناني ميشال عون ولخطته الإصلاحية، وتوافداً للمتظاهرين في ساحتي رياض الصلح والشهداء ومدن لبنانية أخرى تحت شعار “أحد الوحدة”، والتي تأتي استكمالاً للتظاهرات التي شهدتها بيروت والمناطق خلال الأيام الماضية للمطالبة بالبدء بمشاورات نيابية لتأليف حكومة، فيما دعا عون حشود المتظاهرين إلى الاتفاق فيما بينهم في ساحة واحدة لإقرار حقوقهم والتوافق على برنامج عمل، وأضاف: “أنتم اليوم تجدّدون العهد، ونحن أيضاً على العهد والوعد”، مؤكداً على ضرورة إعادة ثقة الشعب اللبناني بدولته، وأردف: “إن الساحات كثيرة، ويجب ألا تكون هناك ساحة ضد أخرى، ومظاهرة ضد مظاهرة، لأن الفساد لا يضمحل بسهولة كونه متجذّراً منذ عشرات السنين، ولن يضمحل إلا بعد جهود كبيرة”، لافتاً إلى أنه تمّ رسم خريطة طريق من ثلاث نقاط تتمثّل بمكافحة الفساد، وتحسين الاقتصاد، وإقامة الدولة المدنية.
واعتبر عون أن تحقيق هذه الأمور الثلاثة ليس سهلاً، ولهذا نريد ساحة تتألف من المتظاهرين كي يدافعوا عن حقوقهم ويتفقوا مع الفريق الكبير ويجاهدوا مع بعض، ونبّه إلى المحاولات العديدة الرامية لعرقلة مطالب المتظاهرين، الذين خاطبهم بقوله: “أحبكم كلكم وأرى فيكم شعب لبنان برمته”. وكان عون تعهّد الخميس الماضي بالمضي قدماً في محاربة الفساد، والعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين اللبنانيين، من خلال اقتصاد منتج، واختيار الكوادر والوزراء وفق كفاءاتهم وخبراتهم.
وانطلقت مسيرات لمناصري “التيار الوطني الحر” باتجاه بعبدا دعما للرئيس عون، وتأكيداً على المطالب الشعبية ومحاربة الفساد.
من جهته، ألقى وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية المستقيلة جبران باسيل كلمة أمام المشاركين في التظاهرة، وقال: “كنا حذّرنا شركاءنا من الوصول إلى ما وصلنا إليه، والناس سبقتنا، وما نراه اليوم دعونا إليه في بلدة الحدت”، لافتاً إلى أن انتفاضة الشعب: “أتت لتقول لهم بأنهم ليسوا محقين”، وأكد بأنه “لسنا كلنا فاسدين. الفاسدون هم من أخذوا الخوات، وأعادوا تذكيرنا بأيام الحرب”، وأضاف: “اليوم نرفع شعار “سرية حصانة واسترداد” لاسترداد الأموال المنهوبة، فيما الوقت اليوم للمطالبة بالمحاسبة لننظف سياستنا، ونتجاوز الانهيار، وإنشاء الدولة المدنية، وتطبيق اللامركزية”.
وأعلن باسيل أنهم سيأتون إلى الرئيس ميشال عون لمشاركته في تطبيق برنامجه الإصلاحي الذي أعلنه في منتصف ولايته، وأشار إلى أن المطلوب اليوم هو أن يكشف الجميع عن حساباته المصرفية “والذي يشتبه بحساباته تتمّ محاسبته”، لافتاً إلى أنه “في الأزمات الكبيرة يمكننا تفهّم خوف البعض، ولكن لا يمكننا تفهّم الخيانة، والرئيس ميشال عون رسم لنا خارطة طريق لإنقاذ الوطن”.
من جهتها، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس عون يجري الاتصالات الضرورية لحل بعض العقد أمام تشكيل الحكومة قبل الاستشارات النيابية الملزمة، وذلك ليكون التكليف طبيعياً وليسهل عملية التأليف، ولفت البيان إلى أن التحديات أمام الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة، لكن غير متسرّعة لعملية التكليف على أن يحدد موعد الاستشارات قريباً.
من جهته، أكد رئيس جمعية المصارف في لبنان سليم صفير أن القطاع المصرفي لم يشهد تحرّكات غير عادية للأموال في أول يومي عمل، بعد إعادة فتح المصارف أبوابها. هذا ويشهد لبنان مظاهرات منذ أسابيع ضد الفساد، وتطالب بحكومة فاعلة تعالج الأزمة الاقتصادية، أدت إلى تقديم رئيس الوزراء استقالة حكومته إلى الرئيس عون.