إصابة عشرات الطلبة في اعتداء الاحتلال على الخليل
بدعمٍ من الإدارة الأمريكية تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين لتوسيع المستوطنات في إطار مخططاتها العدوانية لتهجير الفلسطينيين، في ظل صمت دولي مطبق، حيث اقتحمت بعدد من الجرافات بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل في الضفة، وقامت بتجريف 90 دونماً من أراضي وحقول الفلسطينيين بهدف شقّ طريق استيطانية جديدة تمر بمحاذاة طريق “القدس الخليل”.
وأوضح خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش أن الشارع الاستيطاني سيمتد على عدة كيلومترات على حساب الأراضي الزراعية الخصبة للفلسطينيين، بدءاً من إحدى المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال الخليل، مروراً ببيت البركة المقابل لمخيم العروب وعبر المحمية الطبيعية “جبل القرن” الواقعة بين بيت أمر والعروب، وصولاً لمفرق النبي يونس على المدخل الشمالي الشرقي لبلدة حلحول ليستولي بذلك على نحو 400 دونم من أراضي الفلسطينيين في بلدتي بيت أمر وحلحول في الخليل.
كما استولت سلطات الاحتلال على 190 دونماً من أراضي الفلسطينيين شرق مدينة القدس المحتلة، وقال منسق لجنة الدفاع عن الأراضي في بلدة عناتا محمد سلامة: “إن سلطات الاحتلال استولت على نحو 190 دونماً من أراضي الفلسطينيين في بلدة عناتا ضمن مخطط جديد يهدف إلى إقامة وحدات استيطانية”.
واستولت على 36 دونماً من أراضي الفلسطينيين الزراعية في مدينة طوباس شمال الضفة، وقال مسؤول ملف الأغوار في طوباس معتز بشارات: “إن سلطات الاحتلال استولت على الدونمات الستة والثلاثين لتوسعة مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في المدينة”.
إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز السام باتجاه الطلبة أثناء توجّههم إلى مجمع المدارس في المنطقة الجنوبية بالخليل، ما أدّى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
كما اعتقلت قوات الاحتلال وزير شؤون القدس فادي الهرمي، حيث داهمت منزله في حي الصوانة بالقدس المحتلة وفتشته، ثم اعتقلته بعدما اعتدت عليه بالضرب أمام عائلته، واقتحمت بلدتي الخضر جنوب بيت لحم وبلعا شرق طولكرم، واعتقلت فلسطينيين اثنين.
وهذه هي المرة الثالثة التي يعتقل فيها الهرمي ويداهم منزله، فضلاً عن استدعائه إلى التحقيق مرات متعددة منذ توليه منصب وزير القدس.
وكانت اعتقلت قوات الاحتلال، أول أمس، طالباً فلسطينياً، وأصابت آخرين خلال اقتحامها مدرسة في بلدة العيسوية بمدينة القدس.
وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها العسكرية في قرية عانين غرب جنين الرصاص الحي باتجاه شاب فلسطيني، ما أدى إلى إصابته بالقدم.
إلى ذلك، أخطرت سلطات الاحتلال الفلسطينيين في بلدة حزما شرق القدس المحتلة بالاستيلاء على نحو 500 دونم من أراضيهم الواقعة بمحاذاة مستوطنة “آدم”.
يشار إلى أن بلدة حزما تعدّ الشريان الرئيسي الرابط بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وأعلن اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن أربعة أسرى ما زالوا يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، لافتاً إلى أن أكثرهم استمر إضرابه إلى 106 أيام، وهو الأسير إسماعيل العلي، ووضعه الصحي غير مطمئن، إذ يعاني من هبوط حاد في دقات القلب التي وصلت نسبتها إلى 25 %، وضعف في عضلة القلب، وآلام في الكلى.
كما أشار اللواء أبو بكر إلى الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الأسيران مصعب الهندي، وهبة اللبدي التي زارتها محامية هيئة شؤون الأسرى، الجمعة، وتم نقلها إلى مستشفى الرملة، فيما أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين باستقرار الحالة الصحية للأسيرة الجريحة سهير إسليمية “38 عاماً” من مدينة الخليل.
وتعليقاً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحقّ الفلسطينيين، طالبت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية الأمم المتحدة بتطبيق القرارات الدولية ووقف جرائم الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها، وقالت: “إن الأمين العام للأمم المتحدة مطالب بالتحرك لتطبيق القرارات والقوانين والاتفاقيات الدولية، وخاصة المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية المدنيين تحت الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يعاني الفلسطينيون فيها من جرائم وانتهاكات بحقّ القانون الدولي والإنساني على يد سلطات الاحتلال وقواتها ومستوطنيها”. وأوضح البيان أنه تم نشر شريط فيديو يظهر حجم العنصرية الصهيونية تجاه الفلسطينيين، ويصوّر الفيديو قوات الاحتلال على أحد حواجزها قرب مدينة القدس المحتلة، وهي تطلق النار على شاب فلسطيني، وتصيبه في الظهر بعد أن طلبت منه الابتعاد عنها.
وفي تقريرها الشهري حول وضع المقدسات، أكدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن سلطات الاحتلال صعّدت وتيرة اعتداءاتها على المقدسات الفلسطينية، وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وارتكبت 100 انتهاك خلال الشهر الماضي.
وأوضحت الوزارة أن قوات الاحتلال ومستوطنيها اقتحموا المسجد الأقصى 23 مرة، واعتقلت وأبعدت عدداً من حرّاسه، كما منعوا رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي أكثر من 78 وقتاً، وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، واعتدت على المصلّين لمنعهم من دخول المصلى، وعبثت بأثاثه ومقتنياته، ولفت إلى اقتحام مجموعة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال قرية كفل حارس شمال سلفيت، كما شهدت قرية برك سليمان في بيت لحم اقتحاماً آخر لمقامات إسلامية فيها.