زعيم حزب بريكست يعترض مساعي جونسون نحو الانفصال
وضع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون اتفاقه للخروج من الاتحاد الأوروبي في قلب حملته الانتخابية، رافضاً عقد تحالف انتخابي مع حزب بريكست من شأنه الخروج دون اتفاق.
وكان جونسون قد تعهد في السابق بخروج بريطانيا يوم 31 تشرين الأول من التكتل سواء باتفاق أو بدونه، لكن أعضاء مجلس العموم الذين رفضوا الاتفاق الذي توصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، صوتوا لصالح قانون أجبره على طلب تمديد الخروج إلى 31 كانون الثاني.
لكن صحيفة التايمز البريطانية ذكرت أن جونسون تخلى في البيان الانتخابي لحزب المحافظين عن التهديد بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. وأضافت أن التركيز سيكون على الموافقة على اتفاق الخروج.
ورفض جونسون يوم الجمعة طلب حزب بريكست التخلي عن الاتفاق الذي تفاوض بشأنه مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، من أجل تشكيل تحالف انتخابي معه، وقال: إن بإمكانه أن يمرر الاتفاق في البرلمان بعد أن يكسب الانتخابات.
وأظهر استطلاع لصحيفة صنداي تليغراف البريطانية، تقدّم حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون 8% على حزب العمال المعارض، وذلك قبل الانتخابات المقررة الشهر المقبل. ووفقاً للاستطلاع، فقد حصل حزب المحافظين على 36% من أصوات المستطلعين مقابل 28% لحزب العمال، كما حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 14%.
إلى ذلك، أكد زعيم حزب بريكست البريطاني نايجل فاراج أنه يفضل الدعوة إلى رفض الاتفاق الذي توصل إليه جونسون لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي على قرار خوضه الانتخابات المقررة الشهر المقبل.
ورفض فاراج خوض الانتخابات البريطانية المبكرة، قائلاً: “فكرت ملياً في هذا، كيف أخدم قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي على النحو الأمثل؟”، وأضاف: “هل أجد لنفسي مقعداً وأدخل البرلمان أم أخدم القضية على نحو أفضل بأن أجوب المملكة المتحدة طولاً وعرضاً لدعم 600 مرشح وقررت أن الخيار الثاني هو الصائب”.
وأسس الناشط المناهض للاتحاد الأوروبي، حزب بريكست هذا العام وفاز سريعاً بأغلب الأصوات البريطانية في انتخابات الاتحاد الأوروبي في أيار.
واعتبر إعلانه هذا الأسبوع بأن الحزب سيقدم مرشحين في جميع الدوائر في الانتخابات المبكرة الشهر المقبل بمثابة انتكاسة محتملة لجونسون ويهدد بتقسيم أصوات مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكان من قبل يقود حزب الاستقلال البريطاني ولعب التهديد بأنه قد يسحب الأصوات من حزب المحافظين دوراً رئيسياً في إقناع رئيس الوزراء في ذلك الوقت ديفيد كاميرون بإجراء استفتاء عام 2016 الذي صوتت فيه بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد.
وقال فاراج، الذي خاض الانتخابات البرلمانية سبع مرات ولم يفز، إن “حزبه ينافس على العديد من المقاعد ومن المحتمل أن يقسم أصوات أنصار الخروج لأن اتفاق جونسون مع الاتحاد الأوروبي، ليس خروجاً”، وأضاف: “لو كان جونسون يسعى إلى خروج حقيقي لما احتجنا خوض حرب ضده في هذه الانتخابات”.
وكان قد انتقد الاتفاق الذي توصل إليه جونسون باعتباره معاهدة تربط بريطانيا بأهداف الاتحاد الأوروبي السياسية، ويقول: إن “بريطانيا يجب أن تسعى إلى اتفاق للتجارة الحرة بدلا منه”، فيما تقول الحكومة: إن “الانتقاد غير دقيق وإن اتفاق الخروج هو أفضل سبيل للانتقال بسلاسة إلى اتفاق تجارة حرة في المستقبل”.
والناخبون المناهضون للخروج منقسمون بين عدة أحزاب معارضة في حين سعى جونسون لحشد مؤيدي الخروج وراء حزب المحافظين.
وقال فاراج الذي يحظى حزبه بتأييد ما بين سبعة و13 بالمئة من أصوات الناخبين وفقاً لاستطلاعات أجريت في الفترة الأخيرة، إنه كان “يريد تشكيل تحالف خروج”، لكن مناشداته للمحافظين ذهبت سدى.
وكرس فاراج حياته المهنية في سبيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويدعم بدوره انفصالاً تاماً عن الاتحاد، وهو ما يعتبره محللون أن اقتراحه قد يؤدي إلى خروج فوضي قد يحمل بريطانيا تداعيات اقتصادية وخيمة.
ويبدو أن قرار زعيم حزب بريكست بعدم المشاركة في انتخابات مبكرة دعا إليها جونسون حظيت بموافقة مجلس العموم البريطاني، يهدف إلى المضي قدماً في التمسك بالخروج من الاتحاد دون اتفاق رافضا اتفاقا توصل إليه جونسون مع بروكسل بشأن الانفصال. وبعد أن واجه اتفاق بريكست هزائم متتالية وشكل أزمة امتدت منذ أكثر من 3 سنوات، لا يزال الغموض يحوم حول مستقبل الانفصال عن أوروبا، فيما فشل جونسون في عدم تنفيذ بريكست في أواخر الشهر الماضي.