أدلة متزايدة على استخدام النظام التركي الفوسفور الأبيض.. والغرب يرفض التحقيق تعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف الحسكة.. والجيش يواصل انتشاره في محيط منبج
حرّك الجيش العربي السوري، أمس، تعزيزات عسكرية جديدة من الرقة إلى وحداته المنتشرة في القرى والبلدات الحدودية بريف الحسكة الشمالي الشرقي للدفاع عن المنطقة ضد قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين، فيما قتل أحد جنود النظام التركي في انفجار عبوة ناسفة في شمال شرق سورية، في وقت أصيب مدنيان بانفجار لغم زرعته المجموعات الإرهابية المدعومة من نظام أردوغان في قرية الريحانية بريف رأس العين الجنوبي.
وفيما أكد كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية، اللواء يحيى صفوي، أن ترامب متهوّر ووقح وغير مهذّب بعد أن كشف صراحة عن نيته نهب نفط سورية، أكد المشاركون في المنتدى الدولي التضامني “ضد الإمبريالية من أجل الديمقراطية وضد الليبرالية الجديدة” تضامنهم مع سورية وإدانتهم التدخل الإمبريالي في شؤونها، مطالبين بوضع حد فوري له وباحترام سيادتها ووحدة أراضيها.
وفي التفاصيل، وصلت قافلة من الدبابات والمدرعات والسيارات المحمّلة بمعدات حربية ولوجستية قادمة من الرقة إلى بلدة تل تمر، واتجهت مباشرة إلى النقاط العسكرية في القرى والبلدات الحدودية في الريف الشمالي الشرقي للحسكة لتعزيزها وتحصينها في مواجهة قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الارهابية التي تدعمها.
وكانت وحدات الجيش عززت أمس الأول انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي وعلى طريق الدرباسية- رأس العين بريف الحسكة الشمالي الشرقي باتجاه الحدود السورية التركية.
كما واصلت وحدات الجيش انتشارها في محيط منبج بريف حلب الشمالي الشرقي لمواجهة العدوان التركي.
بالتوازي، تواصل قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين اعتداءاتها على الأهالي في منطقة عفرين وريفها شمال حلب، وتمارس الترهيب والابتزاز بحقهم لتهجيرهم من مدينتهم وإحلال الإرهابيين مكانهم، وبيّنت مصادر أهلية أن الأهالي يتعرّضون يومياً لعمليات خطف واعتقال، وتتمّ مصادرة أرزاقهم من قبل عناصر جيش النظام التركي والمجموعات الإرهابية المدعومة من الاحتلال التركي بطريقة تظهر محاولاتهم المستميتة لترحيلهم من منازلهم.
وكانت قوات النظام التركي صادرت العديد من منازل أهالي عفرين، وأسكنت فيها الإرهابيين وعائلاتهم.
وفي الحسكة أصيب مدنيان بانفجار لغم زرعه إرهابيو أردوغان في قرية الريحانية بريف رأس العين الجنوبي، وتمّ نقلهما إلى مشفى تل تمر لتقديم الإسعافات والعلاجات اللازمة لهما.
إلى ذلك، أكدت صحيفة التايمز البريطانية وجود أدلة متزايدة على استخدام قوات النظام التركي لمادة الفوسفور الأبيض خلال عدوانها على الأراضي السورية، مشددة على وجوب التحقيق في مثل هذه الجرائم “إذا كان للقانون الدولي أي معنى”، وحذّرت، في افتتاحيتها بعنوان “لماذا يرفض الغرب التحقيق في اتهامات لتركيا باستخدام الفوسفور الأبيض”، من أن قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عدم التحقيق في استخدام النظام التركي للفوسفور الأبيض في سورية “أمر مثير للقلق بصورة كبيرة”، مشدّدة على وجوب التحقيق في الجرائم الدولية المشتبه فيها “دون خوف أو تحيز ودون الأخذ في الاعتبار من يعتقد أنه مسؤول عنها”.
وانتقدت الصحيفة عدم إسراع المنظمة بالتحقيق في استخدام النظام التركي للفوسفور الأبيض بدعوى جمعها للأدلة، وبأن المادة الكيميائية ليست محظورة، قائلة: إن ذلك مجرد ذريعة مخادعة لأنه على الرغم من أن الفوسفور الأبيض مكوّن رئيسي في قذائف الدخان في معظم جيوش حلف شمال الأطلسي ناتو فإن استخدامه محكوم بميثاق جنيف للأسلحة الكيميائية، الذي يسمح باستخدامه في القنابل اليدوية والذخيرة، ولكن يحظر استخدامه بصورة مباشرة كمادة حارقة، وأضافت: “إن ما نخشاه هو أن يكون احجام المنظمة الدولية عن التحقيق يشكّل انعكاساً لرغبة الغرب في عدم إحراج دولة حليفة وعضو في حلف شمال الأطلسي”، مشدّدة على أنه إذا لم يرد الغرب على استخدام تركيا لمواد محظورة فإن ذلك سيتسبب في المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي، ومشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى استخدام هذه الأسلحة في حروب قادمة دون الخوف من العواقب.
وكانت الصحيفة رصدت الشهر الماضي عبر تحقيق بعنوان “تزايد الأدلة على استخدام تركيا الفوسفور الأبيض في سورية” معاناة وآلام ضحايا هجمات الأسلحة المحرمة دولياً التي تستخدمها قوات النظام التركي، مبينة أن الإصابات والحروق الخطيرة التي أصيب بها المدنيون جراء العدوان التركي تبدو كأنها نجمت عن شيء أسوأ بكثير من الانفجارات، وهي خير دليل على استخدام النظام التركي، العضو في الناتو، مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً ضد المدنيين السوريين.
إلى ذلك، أكد الكاتب التشيكي ياروسلاف تيخي أن خروج القوات العسكرية الأمريكية غير الشرعية من بعض المناطق في سورية يشكّل ضرورة حتمية لحل الأزمة فيها وإعادة الأمن والاستقرار إليها، مستنكراً استخدام واشنطن والنظام التركي التنظيمات الإرهابية كأدوات لاستهداف سورية وتنفيذ مخططاتهما فيها، وأوضح أن التنظيمات الإرهابية أو ما تبقى من فلولها تختبئ وراء الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي أصلا في بعض المناطق في سورية، وشدّد على أن وجود وانتشار القوات الأمريكية في كل الأماكن في العالم لم يحقق عملياً سوى نشر الفوضى وزيادة التوتر فيها.
سياسياً، استنكر كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية، اللواء يحيى صفوي، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته نهب حقول النفط في سورية، وقال، خلال كلمة له في المجلس الاستشاري الخاص للقيادة العامة للقوات المسلحة، “إن ترامب متهوّر ووقح وغير مهذّب بعد أن كشف صراحة عن نيته نهب نفط سورية”، مشيراً إلى إصراره على فرض إملاءات على دول أخرى مثل الصين وروسيا وفنزويلا وإيران وكوريا الديمقراطية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت أواخر الشهر الماضي خريطة للحقول النفطية في سورية وصوراً من أقمار صناعية تمّ التقاطها في أيلول الماضي تظهر قوافل الصهاريج التي تنقل النفط إلى خارج سورية تحت حراسة العسكريين الأمريكيين وعناصر الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة.
وفي هافانا، أكد المشاركون في المنتدى الدولي التضامني “ضد الإمبريالية من أجل الديمقراطية وضد الليبرالية الجديدة” تضامنهم مع سورية وإدانتهم التدخل الإمبريالي في شؤونها، مطالبين بوضع حد فوري له وباحترام سيادتها ووحدة أراضيها.
وفي كلمته في ختام أعمال المنتدى، أكد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضه وإدانته التدخل الإمبريالي في شؤونها الداخلية، كما استنكر التهديدات والضغوط المستمرة ضد الدول والحكومات الوطنية التقدّمية التي ترفض الخضوع والاستسلام للإمبريالية العالمية، وأشار إلى أنه بسبب الأكاذيب حاصرت الدول الإمبريالية كوبا وغزت العراق ودمرت ليبيا وشنت حرباً على سورية وقامت بتمويل هذه الحرب.
من ناحيته أكد سفير سورية لدى كوبا الدكتور ادريس ميا في كلمة ألقاها باسم الوفد السوري المشارك في المنتدى أن صمود الشعب السوري طيلة سنوات الحرب الإرهابية على بلده والتفافه حول جيشه وقيادته وجّه صفعة قوية لأصحاب المخطط التآمري، وفي مقدمتهم الإمبريالية العالمية، التي استهدفت كل السوريين وتقسيم بلدهم وإخضاعه، مؤكداً تصميم الجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع على الاستمرار في ملاحقة التنظيمات الإرهابية أينما كانت على امتداد الجغرافيا السورية حتى القضاء عليها في كل الأراضي السورية وخروج القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي فيها.
وشارك الوفد السوري في أعمال المنتدى برئاسة السفير ميا وعضوية صلاح أسعد وعمار الجاجة عضوي المكتب التنفيذي لاتحاد شبيبة الثورة وعروة محمود رئيس فرع كوبا للاتحاد الوطني لطلبة سورية.