أزمة النظام الأمريكي الداخلية
ترجمة: عائدة أسعد
عن موقع غلوبال تايمز 3/11/2019
تكشف حرائق الغابات في كاليفورنيا عن مشكلة نظام في الولايات المتحدة، حيث أشارت التقارير إلى أن الآلاف من الناس يخضعون لأوامر الإخلاء، وأن انقطاع التيار الكهربائي ترك نحو مليون شخص في الظلام. والسؤال الكبير: كيف يمكن للولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم و كاليفورنيا الولاية الأغنى فيها أن تبدو عاجزة عن مواجهة كارثة طبيعية؟.
لقد كان بوسع وزارة الداخلية الأمريكية (DOI) فعل الكثير لمنع تدهور حرائق كاليفورنيا، ففي الصفحة الرئيسية للوزارة يمكن للمرء أن يرى بوضوح أن إحدى مسؤولياتها الرئيسية هي مواجهة التحديات، بما في ذلك المخاطر الطبيعية، ولكن لسوء الحظ لا يمكن العثور على التحديثات أو الحلول الخاصة في البيان الصحفي الأخير الصادر عن قسم (DOI) بما يخصّ الحريق الأخير.
والأسوأ من ذلك، نادراً ما يتمّ ذكر نظام المساءلة في الولايات المتحدة بعد اندلاع الحرائق، ولو حدثت هذه الكارثة نفسها في الصين، يكون الوزراء على أهبة الاستعداد لمعالجة الأزمة.
إذن ما الذي يشغل وزارة الداخلية في الولايات المتحدة؟ لقد أعلنت أن جميع الطائرات من دون طيار الموجودة في أسطولها والتي تمّ تصنيعها في الصين أو التي فيها قطع غيار صينية الصنع سيتمّ فحصها، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز. أما الطائرات الأمريكية من دون طيار المستخدمة حالياً لأغراض الطوارئ، مثل مكافحة حرائق الغابات والبحث والإنقاذ والتعامل مع الكوارث الطبيعية التي قد تهدّد الحياة أو الممتلكات، فلن ينطبق عليها القرار.
من الواضح هنا أن الولايات المتحدة تدرك جيداً أنه عندما يتعلّق الأمر بالطائرات من دون طيار، ولاسيما في قطاع الإغاثة من الكوارث، فإنها بالكاد تجد أي بديل للمنتجات الصينية.
ولكن مهما كان الأمر، فقد أظهرت هذه الخطوة تركيزاً غير كافٍ وتقصيراً واضحاً في عمل وزارة الداخلية، وعندما كانت الحرائق في كاليفورنيا لا تزال مشتعلة، لم يبدُ الأمر مقلقاً للغاية بشأن الكارثة أو حقيقة أن يكون عمر البنية التحتية الكهربائية في كاليفورنيا لعقود محدودة.
لكن الأسوأ هنا عندما هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع ملايين من مدفوعات المساعدات لمكافحة الحرائق من إدارات مكافحة الحرائق في كاليفورنيا، علماً أن كاليفورنيا تضمّ عدداً قليلاً من شركات التكنولوجيا الفائقة الرائدة على مستوى العالم، وتستخدم أدنى حلول التكنولوجيا لمواجهة الحرائق والتي تتمثّل بقطع التيار الكهربائي، إلا أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات وتدابير للتشهير بعيوب الصين والضغط المتزايد على منتجات “صنع في الصين”. أليست هذه مشكلة في النظام الأمريكي؟.
لا يمكن فهم هذا السلوك إلا كعقلية إمبراطورية آخذة في الانحدار والتدهور، وغالباً ما يظهر الخوف عندما تسقط قوة عظمى، وخاصة عندما يميل مسؤولوها إلى التأمل فقط حول الحيل التي يتعيّن عليهم لعبها لهزيمة منافسيهم.
لا تزال الولايات المتحدة أقوى بلد في العالم، لكنها في أزمة حقيقية ويعتقد غالبية الأمريكيين أنها تتراجع، فهل الصين مسؤولة عن ذلك؟. إن واشنطن مخطئة فالعدو الرئيسي للولايات المتحدة هو مشكلاتها الخاصة واحتواء الصين لن ينقذها، لأن إنفاق الكثير من موارد الطاقة على احتواء الصين يؤكد سقوطها، ولم يفت الأوان على الولايات المتحدة لإدراك هذه الحقيقة.