رحيل الفنان التشكيلي علي السرميني
نعت وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين الفنان علي السرميني الذي وافته المنية أمس في دمشق عن عمر يناهز 76 عاما قضى جلها في خدمة الفن والبحث الأكاديمي والتعليم العالي إلى جانب إنتاج اللوحة الجمال، ويسجل له دوره في تأسيس كلية الفنون في جامعة حلب، والتأسيس لنهضة فنية قائمة على ميراث تشكيلي وحضاري في المدينة، وانتخابه في أول لجنة تحضيرية لتأسيس نقابة الفنون الجميلة عام 1967، تتلمذ عند الفنانين غالب سالم وفاتح المدرس ونجح في بعثة دراسية لدراسة الفنون في جامعة دمشق، وتخرج من قسم التصوير عام 1972 ومن ثم عين معيدا فيها، حصل على شهادة الدكتوراه في علوم الفن والتصوير الجداري والغرافيك من الأكاديمية العليا للفنون في ألمانيا 1980بتقدير جيد جدا.
تتميز أعماله بفيض بصري كبير من الصور متعددة المصادر والتي تتصل بأحاسيس محفزة لها من فرادة العفوية والتلقائية ما يجعلها ملهمة لجيل من الفنانين الذين تأثروا بهذه التجربة التي تعتبر الفن حالة إنسانية متكاملة، فالتعبيرية في رسم المشاهد الواقعية والطبيعية تتجلى في لوحاته الزيتية والمائية، حتى أن الراحل لم ينقطع عن الرسم حتى آخر أيامه، ففي مكتبه في كلية الفنون مجموعة كبيرة من الأعمال المائية نفذها، كما يشهد له طلابه تواضع العارف عنده والفنان الأبوي المحب الذي لا يبخل عليهم بشيء في سبيل تحسين وتطوير قدراتهم الفنية ولا ينقطع عن زيارة معارضهم ومعارض الفنانين الشباب وتشجيعهم والمشاركة في الندوات الحوارية الموازية التي تثري المعرفة والوعي، وتساهم في تطوير الحراك التشكيلي وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي التزم مع جيله في توجهات الثقافة الصحيحة التي تنشد قيم الحق والخير والجمال، فقد رسم لفلسطين والجولان ودافع عن قيم الحب والخير من خلال أعماله التعبيرية الجميلة وعاش فضيلة الجمال سلوكا مبدعا.
رحم الله الفنان علي السرميني وستبقى أعماله الخالدة رصيدا قويا في المنجز التشكيلي السوري والحضارة السورية التي يسطرها الرائعون ويحميها الدم النبيل.
أكسم طلاع