مالك محمد: باسل الخطيب يعمل في التلفزيون بعين المخرج السينمائي
بدا الفنان مالك محمد سعيداً بوقوفه للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج باسل الخطيب صاحب التجارب السينمائية والتلفزيونية المهمة من خلال مشاركته في مسلسل “حارس القدس” تأليف حسن م يوسف، خاصة وأن العمل يتناول شخصية تاريخية مهمة جداً عُرفت بمواقفها على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، مبيناً محمد أن المخرج الخطيب يعمل في التلفزيون بأسلوب عالٍ جداً وبتقنية عين المخرج السينمائي، وهي تجربة جديدة بالنسبة لمحمد الذي يجسد في المسلسل شخصية الطبيب عبود المقيم في حلب والذي لم يغادرها خلال الحرب، حيث يعيش وزوجته حالة بحث عن ابنه المختطف إلى أن تأتي صديقتهما المقيمة في إيطاليا والصديقة للمطران كبوجي إلى حلب، وبزيارتها ومساعدتها تتكشف بعض الأمور بمساعدة أحد أبناء الحارة، مبيناً أن شخصية عبود شخصية حقيقية، ولكن مع هذا لم يتعامل معها بشكل توثيقي، بل اعتبرها حالة درامية بحتة، فبنى كممثل تفاصيلها بشكل درامي.
مخرج متمكن
وحول أعمال السيرة الذاتية يبين محمد أن مثل هذه الأعمال بحاجة لجهة ممولة لها ولمخرج متمكن كالخطيب الذي يعرف كيف تقدَّم بأفضل صورة، منوهاً إلى أن العاملين في مثل هذه الأعمال محكومون بأساسيات يجب الاعتماد عليها ومن ثم الانطلاق لحالات درامية حتى لا يكون العمل مجرد توثيق بلا حياة، وهنا برأيه تكمن مهارة المخرج في تقديم عمل حي يقنع المشاهد بحقيقة ما يشاهده، وهو كممثل يتكئ على هذه الأساسيات لتكون مفاتيح لشكل ومضمون الشخصية التي يقدمها بعيداً عن التوثيق الحرفي.
التجربة السينمائية الأولى
وبعد إخراج مالك محمد للفيلم الروائي القصير “ليل الغريب” إنتاج المؤسسة العامة للسينما والذي أتى تتويجاً لدراسته في دبلوم الإخراج ومشاركته في أكثر من مهرجان ونيله جائزتين ذهبيتين في مهرجان الدلبة بمشتى الحلو ومهرجان السينما السورية، ويستعد محمد قريباً لتصوير فيلمه “سبعة وسبعون فاصلة” تأليف ربى أحمد إنتاج المؤسسة العامة للسينما، مشيراً كذلك إلى أنه يشارك حالياً في مختبر دمشق السينمائي من خلال العمل على سيناريو فيلم من المقرر أن يرى النور في نهاية المختبر الذي تشرف عليه مجموعة من المخرجات المهمات مثل رانية الرافعي وجنان داغر ونجوى قندقجي وماري إلياس منوهاً إلى أنه سبق وأن شارك كممثل في عدة أفلام قصيرة ضمن مشروع سينما الشباب للمؤسسة العامة للسينما.
بحيرة تحولت لمستنقع
وما بين التمثيل والإخراج يوضح محمد أن المخرج يمتلك مشروعاً كاملاً يتبنى تفاصيله ويعيش حلمه من البداية للنهاية، واليوم هو يميل إليه أكثر، أما التمثيل الذي بدأ من خلاله والذي ما زال يهواه فيؤسفه أن يعترف وبعد 25 سنة أنه لم يعد يغريه لأنه لم تُسند إليه شخصية تستحق المجهود الذي يبذله، إلى جانب أن الشخصية التي تُسند إليه ليست من اختياره، حيث تُعرض عليه ليقبل أو لا يقبل بها، وعلى الأغلب فإن الممثل يقبل لأسباب عديدة. من هنا فإن كل الشخصيات التي قدمها محمد ما زالت لا ترضي طموحه كممثل، خاصة وأنه يحب أن يجسد شخصية مركبة يغوص بتفاصيلها وأبعادها، وهذا توفر له من خلال مسرحية “اعترافات زوجية” إخراج مأمون الخطيب والتي حققت له المتعة بلعب شخصية مركبة تمر بأطوار نفسية متبدلة إلى جانب الفنانة رنا جمول، مبيناً أن أداءه في “اعترافات زوجية” كان من المفترض أن يغير نظرة المخرجين له على صعيد قدرته كممثل على تجسيد الشخصيات المركبة، ولكن هذا لم يحصل لأن بحيرة الوسط الفني تحولت لمستنقع بات من الصعب تحريكه، موضحاً أن الجيل الجديد الذي يعمل في مصر اليوم في التلفزيون والسينما معظمه أتى مما يسمى “مسرح مصر” لأن المخرجين يحضرون عروضه الدورية، في حين حققت “اعترافات زوجية” نجاحاً كبيراً في دمشق واللاذقية وحلب ومصر ضمن مهرجان المسرح التجريبي دون أن يحرك ذلك ساكناً، وقد كتب عن المسرحية أهم النقاد في مصر ووصِفَت بأنها أجمل عرض في مهرجان المسرح التجريبي والمعاصر، ورأى محمد أن سبب نجاح “اعترافات زوجية” يعود إلى التفاهم الكبير بين المخرج والممثلين مالك محمد ورنا جمول ولأنها تحكي عن العلاقة الزوجية وهو موضوع يومي لامس كل فرد حضر العرض، منوهاً إلى أنه ومنذ بداية البروفات تم الاتفاق على ضرورة أن لا تحوي المسرحية مفردات صعبة بحيث يشعر أي فرد من الجمهور أنها تخاطبه، لذلك اعتمدت البساطة ولكن دون الانزلاق إلى اللغة الحياتية المبتذلة، ودون رفع مستوى اللغة لدرجة قد يصعب على الناس فهمها، فتم اعتماد لغة تناسب جميع الحضور بمختلف السويات الثقافية، لذلك كان كل فرد من الجمهور يعتقد أن المسرحية تحكي عنه، وهذا برأيه نجاح كبير لكل المشاركين في هذه المسرحية التي عاد محمد من خلالها للمسرح بعد غياب دام 18 سنة.
وأكد محمد على أن غالبية مخرجينا فقراء ثقافياً ومهنياً ولا يبحثون ولا يحضرون عروضاً مسرحية، وعندما يستعدون لتقديم أعمال يهمهم اختيار نجوم الصف الأول، أما الأدوار الثانية فتأتي بشكل عشوائي، كما لا يريد أي منتج أن يبذل مالاً أكثر ليحصل على عمل مثل الأعمال التي تقدم على بعض المحطات العربية والتي يُبذخ عليها وتحقق حضوراً جماهيرياً ورعاية تجارية يسعى إليها كل منتج.
أمينة عباس