موسكو ترفض محاولات واشنطن تعزيز وجودها في منطقة حقول النفط الجيــش ينتشــر على محور القامشــلي غــرباً إلى المالكية شــرقاً
انتشرت وحدات من الجيش العربي السوري، أمس، على الشريط الحدودي مع تركيا، بدءاً من مدينة القامشلي غرباً إلى مدينة المالكية شرقاً، وعلى امتداد نحو 60 كيلومتراً، وأقامت نقاط تمركز في المنطقة لتوفير الأمان والحماية لأهلها من أي اعتداءات، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن محاولات الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري غير الشرعي حول مناطق حقول النفط شمال شرق سورية مخالفة للقانون الدولي وغير مقبولة، في وقت شدّد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، كمال كيليتشدار أوغلو، على أن الغرب يستخدم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أداة في تنفيذ مخططاته الاستعمارية في سورية والمنطقة.
وفي التفاصيل، انتشرت وحدات من الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية بريف مدينة القامشلي الشرقي، استكمالاً لعملية الانتشار التي بدأتها في محافظة الحسكة، وذلك في إطار مهامها الوطنية بإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وذكر مراسل سانا في الحسكة أن الوحدات انتشرت على الشريط الحدودي مع تركيا، بدءاً من مدينة القامشلي غرباً إلى مدينة المالكية شرقاً، وعلى امتداد نحو 60 كيلومتراً، وأقامت نقاط تمركز في المنطقة لتوفير الأمان والحماية لأهلها.
وبدأت وحدات الجيش، في وقت سابق، الانتشار في الريف الشرقي لمدينة القامشلي، مروراً ببلدتي القحطانية والجوادية، قاطعة مسافة أكثر من 120 كم انطلاقاً من مدينة الحسكة، وذلك لحماية الأهالي من اعتداءات المجموعات الإرهابية المدعومة من النظام التركي.
وشملت عمليات الانتشار بلدتي القحطانية والجوادية وقرى وبلدات دير غصن وعتبة وتل الحسنات وتل السيد ملا عباس وقحطانية وكرديم فوقاني وتل جهان وتل خرنوب، وعلى امتداد نحو 60 كم انطلاقاً من مدينة القامشلي، وذلك لحماية الأهالي من اعتداءات المجموعات الإرهابية المدعومة من النظام التركي.
هذا ووزّع فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة مساعدات غذائية على الوافدين في أحياء مدينة الحسكة، وذكر فرع الهلال الأحمر في بيان أنه تم توزيع مواد إغاثية على العائلات الوافدة والمقيمة خارج مراكز الإيواء في أحياء الكلاسة والناصرة والشريعة والنشوة الغربية والشرقية بمدينة الحسكة تضمنت 1875 سلة غذائية، وأشار إلى أن المساعدات الغذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي، وأن التوزيع مستمر خلال الفترة القادمة للوافدين إلى باقي الأحياء.
ووزّع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة خلال الأيام الماضية 3800 سلة غذائية و6940 سلة ألبسة شتوية على العائلات المقيمة في مخيم العريشة والوافدة إليه حديثاً من مخيمي مبروكة وعين عيسى و500 سلة غذائية للوافدين إلى منطقة تل تمر.
وفي سياق عدوانها على الأراضي السورية، بدأت قوات الاحتلال التركي باستقدام تعزيزات عسكرية إلى قرية السودة بريف رأس العين، بعد أن أنشأت نقطة عسكرية فيها، وذلك بعد قيامها أمس الأول بتجريف 3 منازل و4 محلات تجارية ومستودعات للفلاحين في القرية لإنشاء النقطة المذكورة مكانها.
لليوم 13.. أهالي الحسكة محرومون من المياه
وفيما سرقت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها منازل الأهالي ومحولات الكهرباء من قرى شلاح والأميرط بريف رأس العين، ومنعت الأهالي من العودة لمنازلهم، يعاني أكثر من مليون مواطن من أهالي الحسكة من العطش، لليوم الثالث عشر على التوالي، بسبب منع “دواعش أردوغان” فرقاً فنية من الوصول لمحطة مشروع آبار علوك بريف رأس العين الشرقي لتشغيلها، وهي المصدر الوحيد لمياه الشرب بالنسبة للحسكة وتل تمر وريفهما.
وأكد مصدر في المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الحسكة أن مرتزقة أردوغان حالوا دون إعادة تشغيل محطة ضخ المياه الوحيدة في المنطقة، وتابع: “لقد فشلت عدة محاولات للوصول إلى المحطة بالرغم من المساعي الكبيرة التي يبذلها الهلال الأحمر السوري لهذه الغاية بسبب منع الإرهابيين “الفرق المتخصصة من الدخول لإجراء عمليات الصيانة”، وتابع: “إن الإرهابيين قاموا بتحويل المحطة إلى مقر عسكري، في وقت يستمر فيه انقطاع مياه الشرب عن أكثر من مليون من أهالي محافظة الحسكة، فيما تشكّل هذه المحطة مصدر مياه شربهم الأساسي”، وحذّر من وقوع كارثة إنسانية كبيرة، محمّلاً قوات الاحتلال التركية عن تداعيات ما تقوم به “ميليشيات أردوغان”.
ويأتي قطع المياه عن سكان محافظة الحسكة ليؤكّد صحة الاتهامات للنظام التركي بارتكاب جرائم ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال عدوانه على شمال شرق سورية.
وتعتمد المؤسسة منذ فترة على كميات مخزنة من المياه في السد الشرقي للمحافظة لتزويد الأهالي بالمياه كحل مؤقت، إلا أن المياه المخزنة لن تكفي لأسبوعين إضافيين.
يأتي ذلك فيما أصيب عدد من المدنيين نتيجة انفجار سيارة مفخخة، بكميات كبيرة من المواد المتفجرة، في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، التي تنتشر فيها قوات الاحتلال التركي ومجموعات إرهابية مدعومة منها، وأدى الانفجار أيضاً إلى وقوع أضرار مادية بالمنازل والممتلكات.
وكانت قوات العدوان التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية، وفي إطار عدوانها على الأراضي السورية، احتلت مدينة تل أبيض في الثالث عشر من الشهر الماضي بعد قصف أحيائها بمختلف صنوف الأسلحة وتدمير معظم البنية التحتية فيها ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من أهلها.
كما أصيب طفل بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة من مخلفات إرهابيي “جبهة النصرة” في أحراج بلدة جباثا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، وذكر مصدر طبي في مشفى الشهيد ممدوح أباظة أن المشفى “استقبل طفلا بعمر 12 سنة مصاباً بشظاياً وتم تقديم الإسعافات الأولية له وتحويله إلى أحد مشافي دمشق”.
كما أوضحت مصادر أهلية لمراسل سانا أن الطفل أصيب أثناء عودته من قطاف الزيتون جراء انفجار عبوة ناسفة على أحد الطرق الزراعية في بلدة جباثا الخشب.
وأصيب يوم الجمعة الماضي مدني بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات إرهابيي “جبهة النصرة” أثناء عمله في أرضه الزراعية في كروم تل الحمرية جنوب بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي.
وتواصل وحدات الهندسة في الجيش أعمالها بتطهير المناطق المحررة من الألغام التي زرعتها التنظيمات الإرهابية في المناطق التي كانت تنتشر فيها لإيقاع أكبر عدد من الضحايا وعرقلة عودة المهجرين إلى قراهم وبلداتهم.
سياسياً، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، كمال كيليتشدار أوغلو، أن الغرب يستخدم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أداة في تنفيذ مخططاته الاستعمارية في سورية والمنطقة، وقال، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، إن أردوغان ارتكب أخطاء استراتيجية فادحة في سورية، فهو لم يفهم أهميتها إقليمياً ودولياً، حيث فتح حدود بلاده على مصراعيها لإدخال التنظيمات الإرهابية والأسلحة إليها، وأكد أن أردوغان لم يعمل على محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية، مشيرا إلى سياسة النفاق التي يتبعها، فهو يتحدث باستمرار عن وحدة سورية، ولكن كل ما فعله ويفعله يخالف ذلك.
وفي موسكو، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن محاولات الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري غير الشرعي حول مناطق حقول النفط شمال شرق سورية “أمر غير مقبول”.
وتحاول واشنطن استكمال دورها الاستعماري في سورية والمنطقة، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، عبر قواتها التي تقوم بأعمال سطو ونهب للنفط السوري، وهذا ما أكدته وزارة الدفاع الروسية مؤخراً، حيث نشرت صوراً تظهر قوافل الصهاريج وهي تنقل النفط إلى خارج سورية تحت حراسة العسكريين الأمريكيين.
إلى ذلك، أكد موقع هلافني زبرافي السلوفاكي واسع الانتشار أن ما أعلنته الولايات المتحدة حول عزمها نهب النفط السوري يثبت مجدداً خرقها للقوانين الدولية، وأن الهدف من وجودها غير الشرعي على الأراضي السورية هو سرقة ثرواتها الطبيعية وليس محاربة الإرهاب كما تزعم، وشدّد على أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في سورية من دون موافقة حكومتها يمثّل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، لافتاً إلى دعم الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية.
وسخر الموقع من الإعلان الأمريكي حول تصفية متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي، مشيراً إلى أنه موضوع يصلح لفيلم من أفلام هوليوود.